هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

القربة المقطوعة

أخبار اليوم

الجمعة، 07 يناير 2022 - 06:36 م

بقلم/ هبة عمر

«النفخ فى قربة مقطوعة «يعنى معالجة أمر لا طائل منه، ويبدو أن هذا قدر كل من يسعى للتعامل مع مشكلات مجتمعنا الواقعية، سواء بدراستها أو الكتابة عنها أو الدعوة لتركيز الاهتمام عليها بجدية وحزم، وواقع المجتمع الآن يعانى مشكلات قيمية وسلوكية حادة تشكل خطورة تتزايد حدتها مع التهاون فى علاجها جذريا، وليس علاج أعراضها فقط.

بعد واقعة انتحار الشابة «بسنت خالد» بسبب تعرضها للابتزاز، تكرر نفس السيناريو الذى حدث فى واقعة شابة أخرى تعرضت للابتزاز منذ عامين ولجأت للانتحار أيضا، وبين الواقعتين لم يتغير شىء، وكأن كل ماحدث هو مجرد نفخ فى قربة مقطوعة، وقادنى الغضب من تكرار نفس الجريمة لمحاولة الوصول إلى إحصائيات رسمية عن نسبة حالات التعرض لجرائم الإنترنت فى مصر، وللأسف لم أجد إحصائيات حديثة موثقة، ولكنى وجدت ملخصا لدراسة أعدتها الباحثة رانيا حاكم بجامعة عين شمس حول جرائم الإنترنت فى مصر حتى عام ٢٠١١.

وكانت أهم نتائج توصلت إليها تكشف أن جريمة السب والقذف والتشهير هى أعلى نسبة فى اعداد جرائم الإنترنت، بعد أن أصبح فى إمكان الجانى اقتراف جريمته بسهولة، دون الإفصاح عن هويته وتركيب بعض مقاطع الصوت والصورة وإلصاقها بالمجنى عليه زورا وبهتانا، إذ يكفى ان تكون هناك أى وسيلة للاتصال بالشبكة داخل البلاد أو خارجها، وامتلاك المهارة التكنولوجية التى تمكن المجرم من ارتكاب جريمته، بالاضافة إلى انتشار هذا النوع من الجرائم فى جميع المحافظات مما يزيد من خطورتها وحجم الخسائر الناجمة عنها.

وللأسف أدى التطور فى وسائل الاتصال بالشبكة الى صعوبة إثبات جرائم الإنترنت وسهولة ارتكابها. كما جاءت الظروف الاجتماعية على رأس العوامل التى قد تؤدى إلى ارتكاب الجرائم المضرة بالافراد كجرائم السب والقذف والتشهير، وانتحال صفة، والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، وسرقة بريد إلكترونى، والاختراق. كنوع من الثأر والانتقام من الطرف الاخر، وبطبيعة الحال جاءت الإناث الأكثر تعرضاً للجرائم التى تستهدف الطعن فى الشرف وتشويه السمعة والتهديد والابتزاز.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة