هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

وزارة التغيرات المناخية!

أخبار اليوم

الجمعة، 15 سبتمبر 2023 - 07:15 م

وقفنا جميعًا مبهوتين ونحن نرى طوفان درنة الليبية يهلك الحرث والنسل، ويمحو من الوجود أحياء كاملة بأبنيتها وسكانها ويجعلها ركامًا.

انعقدت الألسن وبلغت القلوب الحناجر ونحن نشاهد الأرض تزلزل زلزالها تحت أقدام أشقائنا المغاربة وتبتلع قرى بأكلمها حتى أن قرية من القرى المنكوبة لم يبق من سكانها على قيد الحياة سوى أربعة أشخاص.

بات المغرب والذى يحرضك كل شىء فيه - البشر والطبيعة - على أن تطبع قبلةً على خد الجمال مأتمًا وسرداقًا كبيرًا للعزاء.

كل الغضب الذى نفثته الطبيعة فى وجه البشرية على هيئة زلازل براكين فيضانات، حرائق غابات، أزهقت أرواح عشرات الآلاف من البشر خلفت خسائر بمئات المليارات من الدولارات وضعت التغيرات المناخية فى صدارة أهم أولويات الدول لحماية وصيانة أمنها القومى الشامل.

بسبب التغيرات المناخية بكوارثها يبدو من دراسات علماء المناخ أنها ستصاهرنا على كوكب الأرض، ويبدو من تنبؤات المستقبل أنها باتت قدرًا محتومًا قد نكتوى جميعًا بنيرانيها.

التعامل مع الكوارث والنوازل المناخية يحتاج إلى خيال جديد لا ينتظر حدوثها ووقوع شرورها ليبدأ فى التعامل مع تداعياتها، ولكن يكون على علم بقدومها واضعًا كل السيناريوهات اللازمة للتخفيف من آثارها المدمرة والحد من خسائرها وضحاياها.

هذا الخيال الجديد يمكن أن يتمثل فى وزارة أو هيئة يكون شاغلها الشاغل التغيرات المناخية تجرى الدراسات المستقبلية وتحدد أكثر الأماكن فى الدولة المعرضة للمخاطر وتضع السيناريوهات للتعامل مع أكثر المواقف صعوبة.

وزارة أو هيئة التغيرات المناخية المأمولة يمكن أن تكون تطويرًا لدور وعمل وزارة البيئة وتنضم إليها الأرصاد الجوية وكل الجهات بالمحافظات التى تمتلك المعدات اللوجستية والإغاثية المطلوبة فى حالات الأزمات.

نحن فى أشد الحاجة لمثل هذه الوزارة أو الهيئة على وجه السرعة لتحصى الإمكانات الموجودة لدينا وتحدد ما ينقصنا من علماء وخبراء ودراسات علمية واحتياجات مادية ولوجستية تمكنا من مواجهة أى اضطرابات أو كوارث مناخية قد تحدث مستقبلًا.

أعلم جيدًا أن إنشاء مثل هذا الكيان ليس بالأمر الهين ويحتاج إلى تخطيط ودراسات وميزانيات ولكنه أصبح ضرورة مهمة بعد أن زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت أثقالها، مر دانيال المدمر على مصر بردًا وسلامًا ومنحتنا الطبيعة التى قلما تمنح فرصًا أخرى فرصة جديدة للاستعداد والنجاة من غضباتها فهل نستغلها؟!.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة