صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه


في الخمسينيات.. الدب الذي أدمن التدخين في الجيزة

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 - 11:17 ص

 

كان معروفا بهدوئه ووداعته، واطلق عليه اسم "محمود"، وبعد ولادته داخل حديقة الحيوان، واشتد عوده، احتفلت حديقة الحيوان بزفافه إلى الدبة "فتحية"، وعاش معها في هناء، وكانت السعادة تخيم على بيتهما الصغير بالقرب من بيت الفيل.

لكن فجأة أصبح الدب محمود مشكلة حديقة الحيوان، منذ أن ضبطه أحد أطباء الحديقة وهو يدخن سيجارة.

وقال الحارس المسؤل عنه آنذاك أن الدب أصبح عصبي المزاج اذا لم يدخن سيجارة في كل يوم، وقد حاول المسؤلون منعه من التدخين فإذا به ينقلب على زوجته ينهشها ويضربها.

والمؤكد أن شغف الدب بالسيجارة بدأ مع سيجارة قدمها إليه أحد زوار الحديقة، وتطور الكيف مع الدب محمود حتى أصبحت السجائر أهم بكثير في نظره من "طشت" الأرز باللبن الذي يتناوله يوميا قبل الغروب.

ولاحظ أطباء الحديقة أنه يكفي ان يقف أحدهم أمام الدب وفي يده سيجارة مشتعلة، فيجثم الدب على ركبتيه ويفتح فمه متوسلا إلى صاحب السيجارة بالتعطف عليه "بنفس" منها.

ولكن المشكلة الكبرى ان غرام الدب بالتدخين قد يصيبه بمرض خبيث وهو السل.

وبدأ الدكتور وكيل الحدائق في حسم الموقف مع الدب، وأمر بحبسه قي غرفة انفرادي بعيدا عن زوجته، ولم ينجح في تأديبه فقد اخذ يضرب رأسه في حائط محبسه، وكان يبدو انه له طلبين:

أن يعود إلى زوجته

وأن تتعطف عليه ادارة الحديقة بسيحارة، فاخرجوه واعيد إلى زوجته، ولكنه مازال يفتح فمه ويبدو وكأنه يمتص نفسا طويلا من سيجارة أمام كل من يقف أمام بيته من زوار الحديقة.

واتهم بعض أطباء الحديقة في ذاك الوقت عاملا معينا يعمل بالحديقة بأنه كان السبب في ادمان الدب على التدخين، ويقول أحدهم أن هذا العامل كان مدمن على تدخين الحشيش.

وقد ضبط من قبل وهو يقدم سيجارة محشوة بالحشيش إلى "شيتا" ملكة الشمبانزي بالحديقة، ولكنها رفضت أن تدخن الحشيش، أما الدب محمود فلم يرى غضاضة في ان يدخن السجائر وأحيانا يأكلها اكلا وهي مشتعلة.


 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة