الشاعر غريب الشعراوي
الشاعر غريب الشعراوي


«جنة المأوى« مقامة للشاعر غريب الشعراوي

صفوت ناصف

السبت، 17 فبراير 2024 - 09:26 م

بلغنى أيها الصائم الكريم، والقلب السليم ، أنه كانت أسرة بسيطه ، تجاور أسرة سليطه، فى قرية صغيره ، من قرى الريف الفقيره ، وكان سفهاء الأسره السفيهه، تكيد لنبلاء الأسره الوجيهه، وجيهة الأخلاق ، ورفيعة الأذواق ، بقطع الطريق ، وسب الصديق والرفيق ، وكانت أسرة النبلاء ، لا ترد إلا بصبر الحلماء والحكماء ، حتى سلط الله على أسرة السفهاء أغباهم ، فمزقوا أواصر، أولاهم وأخراهم، فرحلوا إلى المجهول ،   لبئر الشيطان المغلول ، وارتاحت منهم أسرة السيد نجاح ، وزوجته السيده إصلاح ، وتفحت عبر قلوبهم النقيه ، زهرتهم البريه التقيه ( جنه )، تفتحت على حب القرأن ، والصلاة عند الأذان ، و( جنة ) الأن ، أصبحت فتاه ، ذات جمال وجاه ، جاه القرأن ، ووجاهة اللسان.

 كانت (جنة) الأرواح، لا ترتاح، إلا على صوت قادم من الشارع، وهو فى طريقه إلى الجامع، ويا سبحان الله، على قلب انجذب إلى من تراه، بقلب صافى،  هذا الصوت الكافى، الذى كفاها، نبض ٌ جفاها ، جفاها من صنيع جيران السوء، وبمنتهى الهدوء ، فتحت ابواب الشباك، فرأى قلبها هذا الملاك ، فارتجف قلبها من الخفقان ، وازداد الخفقان عند سماع الأذان، فقد كان هو هو، نبض القلب وما حوى، وكان والدها نجاح، من رواد ( حى على الفلاح، ولا يرتاح، إلا بالصلاة خلف الإمام، وكان الإمام صاحب الصوت الرخيم، هو هو صاحب القلب السليم، والذى داعب بورِده، قلب جنة خلده، و يالا من محاسن الصدف، فأحسن الجوهر ما يغلفه  ( الصَدف)، و فى يوم من الأيام، دعا الحاج نجاح هذا الإمام،

وكان الإمام إسمه سعيد ، على طعام من نوع فريد ، فلبى سعيد الدعوه ، وبعد الطعام ، من صنع رفيعة المقام ، إحتسى بعضا  من   فنجانين  القهوه ، الجميلة الحلوه ، ودعا لصاحب الوليمه ، واليد الكريمه التى صنعت اطايب الطعام ، بجميل اللطف فى الكلام ، فبادره نجاح بإرتياح ، انها جنة ابيها ، وامها واخيها ، فوقع فى نفس الفتى سعيد ، شيئ ٌ من بعيد ، و قال فى نفسه ، بخفيض همسه ، يا لروعة الإستقبال ، وكأنه درب من دروب الخيال ، وقال بدون حرف ، وكأنه ممنوع ٌ من الصرف ، ( أثبت ياقلب ، هل هذا هو الحب ) وهل ياترى ستكون جنة ابيها ، فى حسن امها واخيها ، وبعد جلسة السمر القصيره ، استئذن سعيد فى الإنصراف ، شاكرا لهم حسن ضيافة الأشراف ، وعندما هم بالمسير ، تلعثمت قدماه فى مفارق التفكير ، وهو يدعو الله ان يكون الى جنة الرحمن (حسن المصير).

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة