حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة
حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة


رحلة إلى الماضي: حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة

شيرين الكردي

الأحد، 12 مايو 2024 - 03:53 م

في عمق أزقة القاهرة القديمة، ينساب التاريخ والأساطير معًا في مواقع تتناغم بين الروحانية والتاريخية بينما تتجول في شوارعها المزدحمة، تأخذك رحلة ممتعة إلى عالم الماضي، حيث تتجلى أسرار وحكايات الماضي في كل زاوية، ومن بين تلك الحكايات الرائعة تبرز حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة، التي تعكس بريق وجمال التراث الإسلامي في مصر.

حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة: بين التاريخ والروحانية :

في يوم 27 إبريل 2022، شهدت مصر لحظة تاريخية تحمل في طياتها العديد من الذكريات القديمة والتحديثات الحديثة. فقد افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مسجد سيدنا الحسين بعد أعمال تجديد شاملة، لتظهر الروعة والجمال في كل زاوية من زواياه. ومعه حضر الاحتفال سلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، وجمعًا شريفًا من الأمراء والشخصيات المهمة.

وفي هذا السياق، يؤكد ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ، على أهمية المسجد الحسيني ومشهده الذي يعكسان روحانية المصريين وتقاليدهم خلال شهر رمضان الكريم. تم بناء المسجد في العصر الفاطمي، أنشىء المسجد 549 هـ – 1154 م، تحت إشراف الوزير الصالح طلائع بن روزيق، ويعد مكانًا مقدسًا للكثيرين في مصر وخارجها.

ومع مرور العصور، شهد المسجد توسعات وتجديدات عدة، مما أضاف إليه زخارفه الجميلة وجمالياته الفنية. من بين هذه التجديدات كان ترميم المشهد الحسيني بعد حريقه في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب، وتوسعات الملك الناصر محمد بن قلاوون في العصر المملوكي، وإصلاحات الأمير عبد الرحمن كتخدا في العصر العثماني.

والمشهد هو المكان الذى يدفن فيه الشهيد، وأضيفت على المسجد توسعات في العصر الأيوبي حيث أنشأ أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور، منارة على باب المشهد سنة 634هـ، 1236م، تعلو الباب الأخضر، وقد تَهَدَّمَ معظمها، ولم يبقَ منها إلا القاعدة المربعة وعليها لوحتان تأسيسيتان وقد جددت وهي الموجودة الآن، وتوالت التجديدات عبر العصور الإسلامية.

ويوضح الدكتور ريحان أن المشهد الحسينى احترق في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 640هـ، 1242م، وقام بترميمه بعد هذا الحريق القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني، ووسَّعَهُ وألحق به ساقية وميضأة، 
وشهد العصر المملوكى توسعات الملك الناصر محمد بن قلاوون ببناء إيوانان وبيوت للفقهاء العلوية حتَّى جاء الأمير (عبد الرحمن كتخدا)، فقام بإصلاحات كثيرة؛ ففي سنة 1175هـ ، 1761م أعاد بناء المسجد، وعمل به صهريجًا وأضاف إليه إيوانين، كما جدد المشهد والقبة المقامة على الضريح وزينت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب .

وتوالت التجديدات حتى عهد ثورة 23 يوليو سنة 1952م التى عنيت عناية خاصة بتجديد مسجد الحسين، وزيادة مساحته وفرشه وإضاءته، بدأت عام 1959م وتمت عام1963م، وزادت المساحة من 1500 م2 إلى 3340م2.

وفي السنوات الأولى من ثمانينيات القرن العشرين قامت هيئة الآثار المصرية بإجراء أعمال ترميم وتجديد للمشهد الشريف والجامع الحسيني، وهو التجديد الذي تم فيه تغيير قبة المشهد التي ترجع إلى أعمال الأمير عبدالرحمن كتخدا التي أجراها بالمشهد سنة 1761م.

وينوه الدكتو ريحان بأنه بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مارس 2022م بضرورة تطوير أضرحة ومساجد آل البيت وملحقاتها والساحات أمامها على أعلى مستوى تم تطوير مسجد سيدنا الحسين رضى الله عنه.

ويروى الدكتور ريحان من خلال دراسة لخبير الترميم فاروق شرف حكاية وصول مقتنيات الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الغرفة الشريفة بالمسجد، فقد كانت عند بنى إبراهيم بالمدينة المنورة ثم اشتراها في القرن السابع الهجرى أحد بني حِنَّا الوزراء ونقلها إلى مصر وبنى لها رباطًا على النيل عرف برباط الآثار، وهو المعروف الآن بجامع أثر النبي، بنو حِنَّا من الأسر العريقة في الإسلام، واسم جدهم حِنَّا بكسر الحاء وفتح النون المشددة وتشمل المقتنيات .

1- قطعة من قميصه الشريف عبارة عن ثلاثة قطع من النسيج وهى من القطن المصري .. أهدته إليه زوجته السيدة ( ماريا القبطية ) .

2- قطعة من بقايا عصا ويقال أنها العصا التى دخل بها مكة (صلى الله عليه وسلم) وكان يشير بها إلى الأصنام فيتم تحطيمها .. وقد تبين من الفحص أنها من خشب ( الشحوط ) وهو نوع من خشب الأرز الذى كان ينمو على جبال بلاد الشام .

3- سيف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقال أنه سيف العضب ومعنى العضب أى الحاد والذى أهداه للنبى الصحابى سعد بن عبادة وذلك فى غزوة أحد.

4- عدد أربعة شعرات من دقن وشعر الرأس وهى بطول من ٧ : ١٠ سم وهذه الشعرات مثبتة فى قطعة من الشمع وموضوعة داخل صندوق من الفضة الخالصة.

5- مصحف سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ويتكون من ٥٠٤ من الصفحات الورقية المكتوبة بمداد يميل الى السواد أما الخط فهو گوفى بسيط نقطت حروفه بنقط حمراء.

 6- المكحلة والمرود فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يكتحل بهما عند النوم وكان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يستخدم الأثمد المفيد لعلاج ضعف البصر وإلتهاب العين فهو يقتل الجراثيم وينبت الرموش ويعمل على إلتئام الجروح.

7- مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وهو من جلد غزال والذى يزن 80 كيلوجرام وإرتفاعه 40سم وعدد صفحاته 1087 ومساحة الصفحة ٥٠ سم فى ٧٠ سم والصفحة 12 سطر كتبت بحبر دم الغزال وقيل المسك وبخط مكي يعود إلى القرن الهجري الاول، أما حروفه فليست منقوطة أو مطموسة و هناك فواصل بين السور وهي عبارة عن رسومات نباتية متعددة الألوان.

وهذه الآثار قد حفظت جميعها فى أربعة صناديق من الفضة ملفوفة فى قطع من الحرير الأطلسى الأخضر الموشى بخيوط من الذهب والفضة.


 

 

 

حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة

حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة

حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة

حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة

حكاية المشهد الحسيني والباب الأخضر والغرفة الشريفة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة