مسجد السيدة زينب
مسجد السيدة زينب


أكبر تطوير من نوعه فى الجمهورية الجديدة ..تجديد الحرم الزينبى من ابن مخلد الأنصارى حتى الرئيس السيسى

اللواء الإسلامي

الخميس، 16 مايو 2024 - 03:51 م

 حسين الطيب

فى قلب العاصمة المصرية القاهرة، يرفع المسجد الزينبى رأسه شامخًا كواحد من أبرز معالم الحضارة الإسلامية العريقة. هذا الصرح العظيم، الذى كان فى يوم من الأيام بيت أحد أمراء مصر المخلدين، مسلمة بن مخلد، قد شهد على مر العصور تجديدات وتوسعات متتالية، مواكبًا بذلك نبض الحياة المتدفق فى ربوع هذه المدينة الخالدة.

تطورًا مستمرًا

وقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير وإعمار العديد من المساجد فى مصر، بالإضافة إلى تجديد بعض المساجد التاريخية حيث يأتى تطوير وتجديد وإعمار المساجد فى مصر تطورًا مستمرًا على مر العصور، معبراً عن الاهتمام العميق بالتراث والدين والبنية التحتية للمجتمع. وتظل هذه الجهود مستمرة تحت قيادة الحكومات المصرية المختلفة بهدف تعزيز الهوية الثقافية والروحية للبلاد.

إطار اهتمام الدولة المصرية برعاية المساجد والمزارات الإسلامية خاصة مساجد أهل البيت رضى الله عنهم وذلك بالتعاون مع طائفة البهرة التى تخصص ميزانية كبيرة لتجديد مساجد أهل البيت فى مصر فقد ، شهد المسجد الزينبى فى القاهرة تجديدات وتوسعات كبيرة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك على النحو التالي:

 تجديد المسجد وتوسعته بشكل كبير: تم تجديد المسجد وترميمه بالكامل، بما فى ذلك ترميم القباب والمآذن وتجديد الأرضيات والتشطيبات الداخلية والخارجية، إضافة إلى توسعة المساحة الإجمالية للمسجد لاستيعاب أكبر عدد من المصلين.

مركز ثقافى

 إنشاء مركز ثقافى وعلمي: تم إنشاء مركز ثقافى وعلمى ضخم داخل المسجد الزينبي، يضم مكتبة متخصصة فى العلوم الإسلامية والدراسات القرآنية، إلى جانب قاعات محاضرات ومعارض وورش عمل.

تطوير البنية التحتية والخدمات: تم تطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة فى المسجد وما حوله، بما فى ذلك تحسين شبكات الصرف الصحى والكهرباء والإنارة، وإنشاء مواقف سيارات وأماكن للوضوء والاستراحات.

تجميل المنطقة المحيطة: تم تجميل المنطقة المحيطة بالمسجد الزينبي، من خلال إنشاء حدائق وممرات مشاة وأماكن جلوس للزوار والمصلين، بهدف جعل المنطقة أكثر جاذبية وراحة.

ترميم وصيانة ضريح السيدة زينب: تم ترميم وصيانة ضريح السيدة زينب رضى الله عنها داخل المسجد، وتجديد التشطيبات والزخارف الإسلامية المحيطة به، مع الحفاظ على الطابع التاريخى والمعمارى الأصيل للضريح.



هذه التجديدات والتوسعات الضخمة فى المسجد الزينبى تعكس اهتمام الدولة المصرية بالحفاظ على التراث الإسلامى وتجديده، وتوفير بيئة مناسبة للعبادة والدراسة والثقافة الإسلامية فى هذا الصرح التاريخى العريق.

قصة عبر التاريخ 

وبالنظر فى جذور التاريخ حول أهم مراحل التجديد والتوسعة التى شهدها المسجظ الزينبى بالقاهرة فإن التاريخ يحكى لنا قصصًا عجيبة عن الماضي، فقد كان يقف عند قنطرة السباع، تلك القنطرة المزينة بنقوش السباع المنحوتة من الحجر على جوانبها، والتى كانت تعبر خليجًا ممتدًا من النيل إلى السويس. لكن مع مرور الزمن، وبعد ردم ذلك الجزء من الخليج، اختفت القنطرة واتسع الشارع، ليظهر المسجد فى كامل جلاله وعظمته.

ولأن المراجع التاريخية لا تحدد بدقة تاريخ إنشاء المسجد على قبر السيدة زينب رضى الله عنها، فإنها تشير إلى أن الوالى العثمانى على باشا قد جدده فى عام 951 هـ/1547م، قبل أن يعيد الأمير عبد الرحمن كتخدا تجديده مرة أخرى فى عام 1171 هـ/1768م. ومع حلول عام 1940م، هدمت وزارة الأوقاف المصرية المسجد القديم بالكامل، لتقيم المسجد الحالى محله.

فى ذلك الوقت، كان المسجد يتألف من سبعة أروقة موازية لجدار القبلة، يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، وفى الجهة المقابلة لجدار القبلة، كان ضريح السيدة زينب رضى الله عنها محاطًا بسياج من النحاس الأصفر، وتعلوه قبة شامخة. وفى عام 1969م، ضاعفت وزارة الأوقاف مساحة المسجد لتلبى احتياجات المصلين المتزايدة.

قنطرة السباع

ويعود اسم «قنطرة السباع» الذى كان يطلق على المنطقة فى السابق إلى نقوش السباع الموجودة على القنطرة التى كانت مقامة على الخليج، والتى كانت تحمل شارة الظاهر بيبرس، الذى أقامها.

لكن بعد ردم الجزء الأوسط من الخليج فى عام 1315هـ/1898م، اختفت القناطر، وتم توسيع الميدان، ليكشف عن واجهة جامع السيدة زينب الذى جدده الوالى العثمانى على باشا فى عام 951هـ/1547م، قبل أن يعيد الأمير عبد الرحمن كتخدا تجديده فى عام 1170هـ. ومنذ اكتشاف واجهة الجامع فى القرن التاسع عشر، أصبح الميدان والحى كله يطلق عليهما اسم «عقيلة بنى هاشم». فى عام 1940م، أقامت وزارة الأوقاف المسجد الحالي، والذى يتكون من سبعة أروقة موازية للقبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، ويقابل قبة ضريح السيدة زينب. ويتقدم المسجد من الواجهة الشمالية رحبتان يوجد بهما مدخلان رئيسيان يفصل بينهما مستطيل تعلوه «شخشيخة». أما فى الطرف الشمالى للمسجد، فيوجد ضريح سيدى العتريس.

إضافة  جديدة

بعد ذلك، قامت وزارة الأوقاف بإضافة مساحة تبلغ 17×32 إلى المسجد الأصلي، وفى عام 1969م، أضافت مساحة ثانية مماثلة تمامًا للمسجد الأصلى وبنفس مساحته، بحيث أصبحت الإضافة الأولى تفصل بين المسجد الأصلى والتوسعة الأخيرة. لذلك، تم عمل محراب جديد فى منتصف التجديد الأول ليتوسط المسجد الجديد، مع الإبقاء على المحراب القديم. ويقابل ضريح السيدة زينب فى التجديد الثانى رحبة مماثلة للصحن مغطاة أيضًا، وفى الواجهة الغربية يوجد مدخلان، أحدهما يتوسط التجديد الأول والثانى فى التجديد الأخير.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة