ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

تضارب مصالح

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 17 مايو 2024 - 05:53 م

موافقة إدارة بايدن على إرسال أسلحة قيمتها تتجاوز المليار دولار لإسرائيل بعد أسبوع فقط من وقفها لشحنة قنابل لتل أبيب والتهديد بحجب المزيد كوسيلة لعرقلة عملية عسكرية واسعة فى رفح، هو أحدث مظاهر التناقض الأمريكى الصارخ الذى يتجلى فى أوضح صوره فى الدور المزدوج الذى تلعبه واشنطن كشريك فى الحرب بالمال والعتاد والمعلومات الاستخباراتية وفى نفس الوقت حمامة للسلام ووسيط فى مفاوضات الهدنة!.

ويبرز هذا التناقض ايضاً فى حرص بايدن على إظهار أنه غاضب من نتنياهو ويبذل أقصى جهده لاحتواء جموحه والضغط عليه للتراجع عن اجتياح رفح، فيما انه فى الحقيقة يُحجٍم عن الاستخدام الجدّى لأدوات الضغط التى يملكها من إيقاف كامل للمساعدات وإمدادات الأسلحة ورفع الحماية السياسية عن إسرائيل فى مجلس الأمن والهيئات الدولية المختلفة، والسماح باستصدار قرار بوقف القتال وإدانة إسرائيل وقادتها بارتكاب جرائم حرب.

وهو بهذا النهج يلتزم بالنسق التاريخى الثابت للإدارات الأمريكية المتعاقبة، جمهورية وديمقراطية بدعم إسرائيل بشكل مطلق، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ودولياَ، والذى تفرضه عوامل عدة أبرزها: اللوبى اليهودى النافذ.

اما إيقافه لصفقة قنابل وسماحه بمرور قرار غير ملزم ولا توجد أدوات لتنفيذه فى مجلس الأمن ضد إسرائيل فلم يكن سوى «مناورة محدودة» لخدمة مصالحه التى بدأت تتضارب مع مصالح نتنياهو فيما يخص مستقبل كل منهما السياسى.

لأنه فى حين يسعى نتنياهو لإطالة الحرب لإنقاذ مستقبله السياسى والتهرب من القضايا التى تنتظره، يستهلك استمرار الحرب وقت وجهد بايدن ويضر بحظوظه الانتخابية، خاصة مع تحدى نتنياهو المتكرر له علناً والذى يجعل بايدن يبدو ضعيفاً وعاجزاً بينما يعزز صورة نتنياهو داخل إسرائيل كزعيم قادر على الوقوف فى وجه الرئيس الأمريكى.

الأدهى من ذلك ان الاضرار بصورة بايدن وخسارته فى الانتخابات القادمة يتوافق مع رغبة نتنياهو فى ان يكون منافسه ترامب، صاحب صفقة القرن والرئيس الذى اعترف فى ولايته السابقة بالقدس عاصمة لإسرائيل، والرافض لحل الدولتين، هو الساكن القادم للبيت الأبيض.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة