صورة موضوعية
صورة موضوعية


3 معابد أثرية بالأقصر بين الإهمال والنسيان

محسن جود

السبت، 18 مايو 2024 - 08:47 ص

معبد الطود الأثري أحد ثلاثة معابد تحيط بمدينة الأقصر تعد من أقدم معابد مصر الفرعونية وهي معبد أرمنت وهو الأقدم منها والثاني الطود وثالثهما معبد المدامود.

وكل هذه المعابد تم تكريسها لعبادة الإله "مونتو"  إله الحرب عند قدماء المصرين ، هذه المعابد تكاد تكون منسية أو بالأحرى غير موجودة على خريطة مصر السياحية لعدة أسباب بعضها بسبب انهيار أجزاء كبيرة منه مثل معبد أرمنت أما المعبدين الآخرين فقد أنتبه لهما المجلس الأعلى للآثار وأصبحا مفتوحان للزيارة ولكنهما رغم أهميتهما الأثرية إلا أن معدلات الزيارة لهما منخفضة تماما ولاتتناسب مع حجم أهميتهما ومازالا يتطلبان عناية كبرى من وزارة السياحة لوضعهما على خريطة مصر السياحية.  

اقرأ أيضا  | أكثر من 142 ألف طالب يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية بالشرقية اليوم

  فى البداية يقول الأثري الطيب غريب كبير مفتشي آثار الكرنك  ان اقليم طيبه القديم كان يسمى (واست)  وكان عبارة عن أربع مدن هى الطود و المدامود وأرمنت والأقصر ذاتها وفي كل مدينة من هذه المدن كان يوجد بها معبد للإله "مونتو"  وهو الإله المعبود انذاك وكانت معابده تنتشر فى كل بقاع طيبه حيث يسمى اله الحرب والضراوة عند قدماء المصريين وتحديدا كان منشأه مدينة ارمنت المنشقة أصلا من الكلمة الفرعونية بيرمونتو والتي تعني بيت الإله مونتو أو مدينة الأله مونتو.

والمعبد موجود أطلال منه لأنه مع الأسف في نهاية القرن الـ 18 استخدمت أحجاره في بناء البيوت الأهلية المحيطه بالمعبد نفسه والجزء الأكبر تم استخدامه عند تشييد و بناء مصنع السكر بارمنت حيث تم تفكيك الأحجار واستخدامها في عملية البناء بالرغم من أن هذا المعبد كان من المعابد الهامة جدا والنادرة حيث كان يتكون من طابقين في الوقت التي كانت كل معابد مصر تتكون من طابق واحد.

وتعتبر مدينة ارمنت هى منشأ احد أعظم مهندسي العمارة في مصر القديمة وهو المهندس المصري العبقري "سنموت" الذي بهر العالم ولايزال بتشييده معبد الملكة حتشبسوت  الذي يعد هو التصميم النادر و الوحيد في الحضارة المصرية القديمة المحفور في باطن الجبل و يتكون من 3 طوابق.

معبد الطود

    أما معبد الطود فهو أيضا للإله مونتو والكلام على لسان الأثري محمود خوفو  وانه صغير الحجم نسبيا و هو يقع في منطقه أهليه و تعرض للإهمال الشديد بسبب تصرف المياه الجوفية و مياه الصرف الصحي التي كانت إلى وقت ليس ببعيد تتغلغل في مبانيه  كعادة كل المعابد المصرية خاصة وأن مساكن الأهالي تحيط به من كل جانب.

      ويضيف محمود خوفو أن  منطقة الطود الأثرية تحوى ثلاث مواقع أثرية متفرقة  أولها معبد الطود ويضم بقايا عناصر معمارية و أثرية منذ عصر الدولة القديمة وبالتحديد الأسرة الخامسة عصر" اوسركاف" و ربما اقدم من ذلك ومرورا بالدولة الوسطى الأسرتين الحادية عشر والثانية عشر أثار تعود للمناتحهوسنوسرت الأول والثالث ثم مقصورة تعود لعصر الدولة الحديثة (تحتمس الثالث)  من الأسرة 18 ورممها الملك (رمسيس الثالث) من الأسرة ال20 مرورا بالعصر المتأخر حتى عصر الأسرة 30 عصر الملك( نختنبو الأول).

     أما الموقع الثاني فهو معبدا يعود للعصر اليوناني الروماني ثم بقايا كنيسة تعود للعصر القبطي حتى العصر الإسلامي والمعروف أن بداية أعمال الحفائر والتنقيب الأثري بمعبد الطود بدأت عام 1934 بمعرفة العالم الأثري (روك) ثم بعثة متحف اللوفر منذ عام 1974 وحتى عام 1984

 

 خطة للتطوير
      في عام ٢٠١٨  خضع معبد الطود لخطة تطوير كما يقول الأثري الطيب غريب  بعد زيارة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق وشملت بعض أعمال الحفائر وصيانة وترميم القطع الأثرية الهامة ووضعها علي مصاطب حديثة للحفاظ عليها من عوامل التلف المختلفة بعدها تم افتتاحه للزيارة بعد ذلك  وثالث هذه المواقع الأثرية بالطود هى منطقة مقابر العمال وتعود لعصر الدولة الوسطى وهى تبعد حوالي كيلومتر واحد من معبد الطود عند بداية حافة الظهير الصحراوي

المدامود يغرق في الإهمال

      أما معبد المدامود فيقول أحد المصادر رفض ذكر اسمه أنه أكثر المعابد إهمالا حيث ان عدد كبير من أحجاره في موسم الصيف كانت تغوص في المياه الجوفية حيث يقع في منطقه منخفضة نسبيا عن مساكن المدينة فتتجمع فيه المياه الجوفية و تتركز في جزء معين من المعبد وكذلك تنتشر فيه زراعات الهيش والحلف والعقول ونفس الشيء يحدث أن تتحول الأحجار إلى بودرة أو مسحوق إذا تعرضت لحريق يتم إطفاءه بالماء البارد لذلك فهو يطالب الوزارة نفسها بالدعم الفوري و رصد مبالغ ماليه قادرة على صيانة أثار مصر وان كان الأمر خاصة وأن الدولة تتجه بكل إمكاناتها في الوقت الحالي إلى إعادة الأقصر إلى سابق عهدها كـ "منارة " للعالم أثريا وسياحيا ولابد من تدخل الدولة في حل هذه المشكلة.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة