صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


السفن الملوثة في موانئ بريطانيا.. أسوأ من ملايين السيارات

سامح فواز

الإثنين، 20 مايو 2024 - 10:46 م

كشفت دراسة حديثة عن حقائق صادمة بشأن مستويات التلوث الهائلة الناجمة عن السفن في موانئ المملكة المتحدة، إذ أنه وفقًا للتحليلات، تفوق انبعاثات أكاسيد النيتروجين من السفن الراسية في هذه الموانئ انبعاثات جميع السيارات المسجلة في نفس المدن أو المناطق.

هذه النتائج المثيرة للقلق تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات حكومية عاجلة لضمان تحول قطاع الشحن البحري نحو استخدام وقود أنظف، وإلزام الموانئ بتطبيق تقنيات خالية من الانبعاثات مثل الكهرباء الشاطئية.

 

موانئ الملوثة جوًا

وفقًا لتقرير صادر عن منظمة "ترانسبورت آند إنفايرونمنت" غير الحكومية، تصدرت موانئ ميلفورد هافن وساوثهامبتون وإممنغهام قائمة أكثر الموانئ تلويثًا بانبعاثات أكاسيد الكبريت والجسيمات الدقيقة وأكاسيد النيتروجين الضارة، ففي أكثر 10 موانئ ملوثة بأكاسيد النيتروجين، أنتجت نحو 4000 سفينة راسية ما يقدر بنحو 1.75 ضعف انبعاثات أكاسيد النيتروجين من قرابة مليون سيارة مسجلة في نفس المناطق. 

 

حالة ساوثهامبتون المثيرة للقلق

تعتبر حالة ميناء ساوثهامبتون، أحد أكبر موانئ السفن السياحية، من أكثر الأمثلة إثارة للقلق، فقد أنتجت السفن الراسية في هذا الميناء ما يعادل أربعة أضعاف انبعاثات أكاسيد النيتروجين من جميع السيارات المسجلة في المدينة.

كما كان ساوثهامبتون الأسوأ من حيث انبعاثات الجسيمات الدقيقة PM2.5، حيث تسببت السفن السياحية في أكثر من نصف هذا النوع من التلوث.

 

دعوات لتحرك عاجل 

في ضوء هذه النتائج المقلقة، يدعو الخبراء إلى تحرك حكومي عاجل لمعالجة هذه المشكلة الخطيرة.

حذر جونثان هود، مدير إدارة الشحن المستدام في المملكة المتحدة لدى "ترانسبورت آند إنفايرونمنت"، من أن "مستويات التلوث المروعة التي كشفت عنها هذه التحليلات تظهر كيف تختنق مدن الموانئ البريطانية بالأدخنة الضارة الناجمة عن صناعة الشحن البحري التي، بفضل سنوات من فشل الحكومة في التحرك، لا تملك أي دافع للتغيير".

ودعا هود الحكومة إلى عدم إضاعة آخر فرصة لها لتغيير مسار هذه الصناعة من خلال تحديث خطة الشحن البحري النظيفة، داعيًا إلى "التحول السريع بعيدًا عن الوقود الأحفوري القذر"، وإلزام الموانئ بوضع أهداف ملزمة لتنفيذ تقنيات خالية من الانبعاثات بما في ذلك الكهرباء الشاطئية التي ستضمن إيقاف تشغيل المحركات الملوثة للسفن أثناء رسوها.

 

تكاليف صحية واقتصادية باهظة 

من جانبه، أكد اللورد ديبن، الرئيس السابق للجنة التغير المناخي الحكومية، أن "مستويات انبعاثات السفن في موانئ المملكة المتحدة مثيرة للإحباط"، محذرًا من أن التأخر في اتخاذ إجراءات حاسمة لمراقبة الانبعاثات بشكل أكثر صرامة سيؤدي إلى "استمرار ارتفاع التكاليف الصحية والاقتصادية" على سكان ومناطق مدن الموانئ. 

 

رد فعل ممثلي الصناعة 

في المقابل، انتقد ممثلو قطاع الموانئ والشحن المنهجية المستخدمة في التقرير، واصفين إياها بـ "المعيبة" و"المسيئة"، لكنهم أكدوا دعمهم للجهود الرامية إلى خفض الانبعاثات.

فقد شكك مارك سيموندز، مدير السياسات في رابطة موانئ بريطانيا، في مقارنة انبعاثات السفن التي تنقل 450 مليون طن من البضائع سنويًا بما في ذلك نصف الغذاء والطاقة، بانبعاثات السيارات المحلية، واصفًا ذلك بـ "السخيف".

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة