أكد المشاركون بالجلسة العامة الرابعة لمنتدى إفريقيا ٢٠١٦ والتي عقدت تحت عنوان الاستثمار في المنطقة الأفريقية، "التصنيع - تعزيز قيمة السلاسل الإفريقية"، أن تطوير اللوجيستيات بداية حل لمشاكل القارة الإفريقية.

قال رئيس العمليات الإفريقية بشركة ماهندرا الهندية، اشوك تاكور، "في الهند بدأنا بوضع السياسات الاقتصادية المختلفة وركزنا علي تقوية القطاع الخاص ولذلك نجحنا في تحقيق أهدافنا علي مدار الخمس وعشرين عاما الماضية".

وأضاف أن مشكلة أفريقيا تراجع الإنتاج، وتعد اللوجيستيات من أكبر مشكلات الاستثمار في إفريقيا التي تحتاج إلي حلول، ونحن شركة مدرجة في البورصة الهندية ولنا فروع في نيويورك وبروكسل و لدينا إستراتيجية قوية وننفذ ما نعد بها ولذلك لدينا حجة في التعامل مع مؤسسات التمويل، والعنصر الأهم هو الموارد البشرية، كما ساهمنا في تطوير مراكز التعليم العالي والتدريب، وإذا لم تستجب الصناعة لجهود الحكومة سنعاني جميعا من البطالة ، وفي الهند نجحنا بشكل كبير في هذه المشكلة لان كل الشركات نجحت الاهتمام بالتدريب والتطوير وأنفقت المثير من الأموال في هذا المجال.

ومن جانبه أكد ممثل شركة القلعة القابضة، هشام الخازندار، أن التصنيع في إفريقيا يبدأ بالاقتصاد المتكامل لأفريقيا، وحجم التجارة البينية لا يزال يمثل معدلات أقل والميزان التجاري لا يزال أقل مع التجارة لباقي أنحاء العالم، واتفاقيات التجارة مثل الكوميسا مهمة ولكن هناك ثغرات بين الاتفاقيات والتطبيق، والتحديات تتجاوز الخطوة الأولي من الاتفاق وتراجع الواقع والحواجز، وجزء من ذلك هو الجانب اللوجيستي وشركة القلعة تحاول التركيز علي ذلك لاسيما في شرق إفريقيا، فالأفارقة يحتاجون للتداخل من خلال الطرق والمواصلات، ويحب أن تكون هناك طرق متكاملة ، ولذا نحتاج إلي مبادرات من الحكومات وإشراك القطاع الخاص كمحرك للاستثمار وتقدم الاقتصاد.

و أوضح الخازندار أن مشروع الوادي المتصدع نموذجا لمسألة التمويل للمشروعات الكبري في مجال البنية التحتية، حيث نواجه تحديا واضحا يتعلق بالبنوك التجارية الإفريقية، مضيفا يجب أن يقوموا بدور تكميلي، لافتا إلي أن مؤسسات جنوب إفريقيا اضطلعت بدور ريادي في هذا للإطار، ومنذ عشرين عاما لم يكن لدينا شركات أفريقية وقطاع خاص تتعامل كشركات وهناك جيل جديد من الشركات الإفريقية وصلت لمرحلة النضج ونفخر أن نكون منهم، و المرحلة التالية من التطور كيف نصل إلي مستوي الشركات متعددة الجنسيات.

ولفت إلي أن شركة القلعة، حاولت دعم جهود الحكومات من أجل تطوير وتحسين مناخ الأعمال وتدريب العمالة، حيث احتفلت بتدريب ١٦٠ شخصا في الخارج ولدينا شركة تدريبية باوغندا لتدريب الموظفين لجذب الموظفين والاستفادة من كفاءاتهم وينبغي أن يكون ذلك من أهم مقومات أي شركة علي المستوي الإقليمي.

و شدد نائب رئيس العمليات ببنك التنمية الإسلامي، د.منصور موهتر، أنه يتعين علي إفريقيا آن تسد الثغرات والعجز في السياسات، وأن تبتكر سياسات جديدة والدروس المستفادة من البلدان الآخري، وينقح السياسات فالعديد من البلدان الإفريقية لا تزال تركز علي الاستيراد، ويحب أن نحدد نقاط التنمية والمزايا المقارنة في هذا المجال، خاصة أن لدينا الكثير من الفرص والاحتمالات ونحدث التحولات الهيكلية لخلق فرص العمل ، و التركيز علي البنية التحتية وتطوير الكوادر البشرية، مؤكدا التزام بنك التنمية الإسلامي لذلك حيث قدم ثلاثين مليار دولار خلال العشر سنوات الماضية ، وكثير من البنوك متعددة الأطراف تقوم باستكمال الموارد من خلال القطاع الخاص.

وأوضح أنه بالرغم من وجود الكثير من الأموال في إفريقيا، إلا أن التحدي الرئيسي هو النفاذ لهذا التمويل ومناخ الأعمال بصفة عامة، وعلينا أن نتناول المشاكل الخاصة بالتكلفة الخفية والطاقة، بما يسمح بتدفق التمويل والضمانات اللازمة للمستثمرين ، كما نحتاج إلي مزيد من الجهود في مجال الشركات الوسيطة للتمويل من خلال ضمانات لازمة وهنا يأتي دور مؤسسة مثل بنك التنمية الإسلامي .
وحول مستوي أعمال البنك الإسلامي، أوضح منصور، أن لديهم تحديات كبيرة فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية وأكثر من عشرة ملايين طفل متدربين من المدارس ، ولذلك نركز كثيرا فيما يتعلق بجهود الدول لتطوير رأس المال البشري ، وبخاصة جذب الأطفال في المدارس وتنمية المهارات اللغوية لهم علي مستوي عدة دول أفريقية من ضمنها نيجيريا، أيضا تنمية المهارات لتلبية احتياجات سوق العمل ، و نقل المعارف والتقنيات وهناك ترتيبات مختلفة مع مصر وتركيا ودوّل أخري، كما نبحث عن طرق لتحويل أنفسنا لقواعد للمعلومات والمعارف من خلال شراكات متعددة .

وأشار وزير التجارة والصناعة برواندا، فرانسوا كانيمبا، إلي أن بلاده دولة منفتحة تماما وتعمل من اجل التكامل مع باقي دول القارة من خلال الانضمام للاتفاقيات المختلفة للتجارة والاستثمار الإفريقية، واصفا التكامل بتحالف الفائزين ، مضيفا نري في إفريقيا الآن بزوغ جيل جديد من القادة.

وأضاف أن تجربة النمو في آسيا التي وفرت حماية للشركات الجديدة، وهناك ممارسات يجب أن نفهمها للحماية ولكن دون تناقض مع الانفتاح، ويجب أن نسال أنفسنا هل نحن قادرون علي المنافسة، ولا يوجد لدينا خيار فيما يتعلق بالتكامل في إفريقيا و نحتاج فكرا جديدا من الحكومات والقطاع الخاص بالقارة، والقادة الجدد بالقارة بدأوا بالعمل علي توفير البنية التحتية اللازمة.

وأوضح أن رواندا، تعمل علي تطوير العنصر البشري من خلال عدة محاور الأول تطوير النظام التعليمي، تربويا ونظريا وعمليا، وتأهيل الأفراد لمواجهة سوق العمل.