تضم مكتبة الدراما العربية الكثير من الأعمال التي تضمنت أحداثها حرب أكتوبر 73، ورغم مرور 42 عاما على النصر العظيم مازلنا ننتظر عملا يعطي هذه الحرب حقها وتناول جميع تفاصيلها.

إن الأعمال الدرامية التي قدمت اكتفى معظمها بالإشارة فقط إلى حرب العبور كحدث في خلفية السياق الاجتماعي للعمل دون الدخول في أي تفصيل..
ومن أكثر الأعمال اقترابا من حرب أكتوبر دراما المخابرات التي تعد الأكثر شهرة ومنها مسلسلات "دموع في عيون وقحة" من أول المسلسلات التي تناولت الجاسوسية عن قصة البطل جمعة الشوان "أحمد الهوان"، بطولة عادل إمام ومعالي زايد، و "رأفت الهجان" المستوحي من قصص الجاسوسية عن البطل المصري "رفعت علي سليمان الجمال" بطولة محمود عبد العزيز ويوسف شعبان و"السقوط في بئر سبع" حول جاسوس وزوجته يتجسسان لحساب الموساد تتبعهما المخابرات المصرية حتي يتم القبض عليهما متلبسين، بطولة سعيد صالح، وإسعاد يونس، و"حرب الجواسيس" حول محاوله تجنيد فتاة تدعي سامية لصالح المخابرات الإسرائيلية ولكن يحدث العكس وتبلغ المخابرات المصرية بطولة الفنانة منة شلبي وشريف سلامة، و"العميل 1001" عن جاسوس مصري تم زرعه في الجيش الإسرائيلي وساعد الجيش المصري كثيرا في حرب 73 بطولة الفنان مصطفي شعبان، ونيللي كريم ومسلسل "الثعلب" عن ضابط مصري استطاع بذكائه اختراق اجتماع لإسرائيل وعدد من الدول المساعدة لها في قبرص بمساعدة عدد من الجنود الذين استطاع تجنيدهم، بطولة نور الشريف، وإيمان و"الصفعة" وهو من أحدث الأعمال التلفزيونية التي سردت مرحلة ما قبل الحرب، وتدور أحداثه حول يهودي مصري ينتقل للعيش في إسرائيل ويتم تجنيده في الشاباك - أمن الدولة، ولكن سرعان ما يكشف ويقبض عليه من قبل رجال المخابرات المصرية، بطولة الفنان شريف منير، وهيثم زكي ومسلسل "عابد كرمان" بطولة تيم الحسن، وهناك قائمة من الأعمال التي أشارت إلي حرب العبور كخلفية تاريخية للأحداث أو كخط درامي ضمن الأحداث من خلال أحد الأبطال الذي يظهر كضابط أو مجند في الجيش المصري وقت الحرب ودائما ما تحمل هذه الأعمال انعكاس الحرب علي أبطال العمل الدرامي لكنها لم ترض المشاهدين في وجود عمل درامي مكتمل بطعم النصر.
عمل حقيقي
وفي البداية يؤكد السينارست مجدي صابر أن حرب أكتوبر ظلمت كثيرا في الأعمال الدرامية ولم تأخذ حقها وأن الأعمال مرت عليها مرور الكرام لكن لم يتم تقديم عمل حقيقي يتناول هذا الحدث الجلل فلم يعرض أي مسلسل يتناول حياة الشهداء ولا روح الشعب الذي عاش تفاصيل هذا الحدث ويرجع هذا التجاهل لسببين الأول هو أن دراما النجم كانت هي المسيطرة طوال الأعوام الماضية علي التسويق ولم تكن الأعمال الدرامية موجهة للمواطن المصري ولا تتناول موضوعات تتناسب مع اهتماماته لكن كان السعي وراء تقديم أعمال تهدف للربح والتوزيع، الأمر الثاني أن تقديم عمل عن حرب أكتوبر يحتاج إلي ميزانيات ضخمة ولابد أن يشارك في إنتاجها الشؤون المعنوية بالجيش مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأضاف صابر لدي فكرة مسلسل عن حرب أكتوبر تدور أحداثه من خلال مواطن مصري بسيط مجند في الجيش يحكي عن هذه الأيام، ويشرح من خلاله كيف يتعامل القائد والعسكري البسيط في الحرب وسألجأ في ذلك أولا لمذكرات الأبطال فهناك عشرات البطولات التي أرختها الكتب ولم يشر إليها بأي شكل من الأشكال وسيكون العمل شهادة في حقهم وقدوة لشبابنا الذين لم يعاصروا النصر فنحن في حاجة إلي هذه النوعية التي تتناول هذه الحرب بالتفصيل.
بطولات عسكرية
وأشار الكاتب محمد السيد عيد إلي أن التكلفة الإنتاجية العالية هي السبب الرئيسي وراء قلة هذه الأعمال ولي تجربة مع فليم عن حرب أكتوبر قمت بكتابته عام 99 وبعد الموافقة علية فوجئنا بأن الاستعانة بالدبابات والطائرات من الشؤون المعنوية لاستخدمها في التصوير يحتاج إلي ميزانية بالملايين واعتقد ان الوضع تغير الآن وهناك أكثر من عمل فني عن أكتوبر 73 يتم التحضير له حاليا لأننا بالفعل في أمس الحاجة إلي عشرات الأعمال التي تتناول هذه الحقبة العظيمة من تاريخ مصر.
واتفق معه في الرأي الكاتب محفوظ عبد الرحمن وأضاف أن العديد من الكتاب متحمسون لتقديم أعمال درامية عن حرب أكتوبر ولكن يجب أولا موافقة الشئون المعنوية علي فكرة العمل ومراجعته لان حرب أكتوبر مليئة بالأسرار العسكرية والبطولات العظيمة وبعد ذلك يجب توفير جهة إنتاج قوية حتى يظهر العمل بالشكل اللائق ولهذا يجب علي الدولة تبني إنتاج مثل هذه الأعمال الضخمة كما أن المناخ ملائم حاليا لإنتاج مثل هذه الأعمال فحرب أكتوبر حدث هام في تاريخ العالم وتدرس حتى الآن في العديد من الأكاديميات العسكرية في العالم.
تكلفة عالية
ومن جانبه أوضح المخرج إبراهيم الشوادي انه اكتفي بالإشارة إلي حرب أكتوبر في مسلسل "النورس والصقور" وفي مسلسل "أحلام سليمان" هربا من التكلفة الإنتاجية العالية والقطاع الخاص صعب جدا أن يتحمل إنتاج مثل هذه الأعمال التاريخية وهناك بطولات كثيرة تفوق الخيال تحتاج العديد من المسلسلات لكي تلقي الضوء عليها وشرف لي أني أقوم حاليا بالتحضير لمسلسل يتناول تفاصيل حرب العبور بعنوان "رأس العش"قصة عبد العزيز موافي وسيناريو وحوار فاروق عطية وهو من إنتاج قطاع الإنتاج وتدور أحداثه في إطار اجتماعي منذ عام 67 وموقعة رأس العش وحتى انتصارات أكتوبر.