لم يأت موسم علي السينما المصرية يسيطر فيه الابتذال والهبوط علي أفلامها مثلما يحدث الآن، للحق لا يعرض الآن ما يستحق أن نطلق عليه فيلما فأفضلها حالا لا يتجاوز كليبا غنائيا مع أحسن تقدير له.. وحتي لا نري الصورة شديدة السواد وندرك أن السينما المصرية في مرحلة الانحطاط فنيا وفكريا وتقنيا، سنقول إن صناع السينما الحقيقيين تركوا الساحة وغابوا بأفلامهم التي تم تأجيلها مع غياب التخطيط الذي تتميز به مصر عادة، فأدي إلي الدفع بكل الفن الفاسد في سلة واحدة أو موسم واحد ليعرض في عيد الأضحي، دون لحظة تفكير بأن كله متشابه،و كله بطولة من يطلق عليهم الآن "نجوم الغناء " وكانوا سببا في مراحل متعاقبة في إفساد الأغنية المصرية والذوق المصري ثم استعان بهم منتجو السينما لتكتمل الكارثة وكأنه مخطط لتدمير ثقافة وذوق الشعب المصري!

بعد ثلاث سنوات يعود تامر حسني للسينما بفيلم « أهواك « للمخرج محمد سامي، وهو التعاون الثالث بينهما دراميا بعد مسلسل «آدم» وفيلم «عمر وسلمي ٣»، ورغم أن المسلسل والفيلم لم يكونا أفضل أعمال تامر، بل كان الفيلم تحديدا هو الأقل نجاحا في ثلاثية «عمر وسلمي» فنيا وماديا إلا أنه اختار العودة مع محمد سامي المثير للجدل مثله تماما ! ولأن سامي بدأ مخرج كليبات غنائية تهتم عادة بالصورة علي حساب المضمون كانت أعماله الدرامية علي نفس النهج من ديكور مبهر، كادر جميل، أزياء لافتة، ألوان براقة وتصوير رائع ولكن علي حساب التكنيك،و أحيانا كثيرة لا تتوافق اختياراته مع طبيعة الشخصية والمشهد والحالة الدرامية المهم أن تبقي الصورة جميلة والطبيعة ساحرة حتي لو لم يكن لذلك معني في الدراما.. لذلك اختار أن تكون معظم أحداث الفيلم في الجونة ليصور سحر الطبيعة، فاختار للبطلة «رنا» غادة عادل أن تقرر السفر للجونة حيث يقيم «حمزة» محمود حميدة طليقها وأبو ابنتها الوحيدة «بسنت» التي تبدأ الأحداث بإعجاب طبيب التجميل «شريف» تامر حسني بها وحين يذهب ليتعرف بأسرتها يقع في غرام الأم الجميلة رنا، فيسافر معهما إلي الجونة وهناك يحاول استمالة الأم بعدما تخدمه الظروف ويدعي أن سيارته معطلة وتتركهما الابنة بسنت عائدة إلي القاهرة للاشتراك في مشروع مع زملائها في الجامعة وبينهم ابن أخت دكتور شريف الذي يحبها ولا تشعر به.. في الجونة تحدث مفارقات عديدة بعضها زج به المخرج قصدا ليستغل سحر طبيعة الجونة نهارا ببحرها وشمسها الخلابة أو ليلا في ضوء القمر.. وتتعدد لقاءات رنا وشريف بالطليق العجوز الفلاتي علي الشاطئ، وبدون مناسبة أيضا تقرر رنا الانطلاق أو الانحراف فتدخن سيجارة حشيش مع شريف وينطلقان علي ضوء القمر، ويصبح الطليق العجوز في قمة السذاجة فجأة يشعر بحب جارف لطليقته لكنه لا يشك في علاقتها بشريف بل يتخذه صديقا، وتتوالي الأحداث المختلقة حتي النهاية السعيدة لكل أبطال الفيلم.
يكتفي تامر حسني بأغنية واحدة في نهاية الفيلم ليثبت قدراته كممثل لكنه لم ينجح في اقناعي بأنه طبيب تجميل ولم يختلف أداؤه عن شخصية الشاب الصايع أو الزوج المستهتر في أفلامه السابقة ساعد في ذلك تشابه الحوار والألفاظ البذيئة والإفيهات الجنسية الرخيصة وكأنها ماركة مسجلة بكل أفلامه، رغم أن كاتب السيناريو هذه المرة مختلف وهو وليد سيف لكن الواضح أنه سار علي نهج تامر حسني وفصل السيناريو علي مقاسه.. أجادت غادة عادل ولكن أخذ منها الحوار الهابط بما فيه من شتائم بمناسبة وبدون لكنه حلقة جديدة في سلسلة تطورها كممثلة شكلا وأداء منذ فيلمها «ابن القنصل» الذي شاركت فيه الراحل خالد صالح منذ خمس سنوات كما أجادت انتصار أيضا دور المطلقة التي تبحث عن رجل، وإن أساء دورها وغادة للمرأة المطلقة كثيرا في ظل سيناريو تعمد ذلك بحثا عن إفيهات جنسية بأي ثمن فكان الحوار رخيصا جدا في هذا الإطار، وفي حين لم يضف الدور للشاب أحمد مالك أساء الفيلم كثيرا لمحمود حميدة ونال من تاريخه.