عبرت النجمة السورية سلاف فواخرجي عن سعادتها بالعودة إلي مصر بعد غياب ثلاث سنوات بمشاركتها في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط في دورته الـ31 ومشاركتها بفيلمين الأول كبطلة فيه وهو فيلم "الأم" للمخرج باسل الخطيب والثاني كمخرجة لأول مرة من خلال فيلمها"رسائل الكرز" كما تم تكريمها في حفل الختام الي جوار النجم السوري دريد لحام


تقول الفنانة سلاف فواخرجي إنها سعيدة بتكريمها في مصر، مضيفة: مصر تعيش في دمي ولا أنكر فضلها علي وهي التي احتضنتني وقدمت فيها أهم أعمالي ولم أشعر فيها بغربة يوما ما.


وعبرت فواخرجي عن سعادتها بالتكريم الذي حصلت عليه في مصر التي غابت عنها منذ 3 سنوات، قائلة أوجه رسائل حب وسلام من أرض السلام والحب والياسمين، من بردي إلي النيل، ومن تدمر لأهرامات الجيزة.


كما عبرت سلاف عن سعادتها بحصولها علي جائزة أفضل مخرجة عن العمل الأول لمخرجة من خلال تجربتها السينمائية «رسائل الكرز»، وقالت: رغم العروض التي تلقيتها من مهرجانات لعرض تجربتي الأولى كمخرجة فأنني تمسكت بمصر، وأنا أقدم نفسي كمخرجة من مصر، فلا أبالغ والكل يعلم أنني صادقة حينما أقول إنني أعشق مصر وترابها، وشعبها، وأعتبره وطني أيضا كما سوريا، ولذا كنت حريصة تماما أن أعرض فيلمي ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية والحمد لله نلت جائزة أحسن عمل أول لمخرجه في الدورة الـ31 من المهرجان، واعتبر هذه الجائزة أهم لجوائز في مشواري الفني.


وقالت النجمة السورية سلاف فواخرجي، إن فيلم «رسائل الكرز» هو تجربتها الإخراجية الأولي، وشهد العديد من المشاعر المختلفة أثناء قيامها بإخراجه، خاصة أن هذا ليس مكانها المعتاد خلف الكاميرات، موضحة أن أول مشاهد الفيلم كانت في سوريا، وأحست بانفصالها عن العالم الخارجي لدقائق، ثم استعادت وعيها مرة أخرى، في محاولة منها للمحافظة علي وضعها كمخرجة للعمل.


أوضحت أن الفيلم عُرض عليها من أحد أصدقائها، حيث عرض عليها قصة شاب وفتاة سورية من الجولان وفرقتهما الحرب، فكتب لها رسائل من حبر الكرز، مضيفة أن كونها مخرجة حمل شعورا مختلفا عن كونها ممثلة، وأنها أحست نفسها شخصا أخر، حيث ظهرت حازمة تصدر الأوامر، وتوجه الممثلين.


وأشارت النجمة السورية إلى أنها كانت تتابع كل شيء أثناء إخراج الفيلم، الأمر الذي لفت انتباه الممثلين، لأن شخصيتها الطبيعية ليست كذلك، ليطلق عليها أحدهم عليها لقب «المساعد سلاف» وتعني العسكري سلاف.


وأكدت سلاف فواخرجي أنها لا تمانع في العمل مع زوجها المخرج وائل رمضان، بل تتمني اتخاذ هذه الخطوة ولكنها في انتظار السيناريو المناسب الذي يجمعهما سواء كان سينمائياً أو درامياً، وكشفت فواخرجي حرصها الدائم علة استشارة زوجها في اختياراتها الفنية لثقتها الكبيرة في وجهة نظره.


وأشارت النجمة السورية إلى أنها ستكرر تجربة الإخراج من خلال فيلم بعنوان «مدد»، وقالت: هو فيلم عن دمشق وأهلها، عن سيناريو للصديق سامر محمد إسماعيل، وسأجرب تجربة الإخراج فيه للمرة الثانية بعد فيلم «رسائل الكرز» وفيلم «مدد» مختلف علي أكثر من صعيد، ويخترق جدار المحرمات الثلاثة: السياسة، الدين، الجنس، لتبقي دمشق وحدها هي المدينة المحرّمة.


وعن الذي حمسها للمشاركة في بطولة فيلم «الأم»، الذي شارك في المسابقة الدولية للمهرجان قالت: سعيدة بالعمل مع المخرج الرائع باسل الخطيب والذي تشرفت بالعمل معه أما عن السبب الذي حمسني لخوض هذه التجربة فهي إعجابي الشديد بالرسالة الفنية التي يحملها الفيلم.. فالفيلم يتحدث عن أم لديها خمسة أبناء، هذه الأم تُمثل الوطن سوريا والأبناء هم طوائف الشعب المختلف الذين تركوها في حزنها ومرضها كما أن الفيلم يحمل رسالة فنية مهمة وهي أننا لابد أن نرجع لإنسانيتنا ونتخلى عن الخلافات والنزاعات والمصالح الخاصة من أجل الوطن الغالي العزيز علي قلوبنا.


وفيما يتعلق بالمعايير التي تقبل من خلالها الدور قالت: منذ أن عملت بالوسط الفني، وأنا أتعامل مع الفن بروح الهاوية، ولا أهتم بالكم بقدر الكيف، فلا يهمني أن أتواجد بأعمال كل عام، بقدر أن أقدم شيئا جديدا يقدمني بشكل جيد كفنانة، ويكون هذا العمل حاملا لرسالة أو هدف، وهو ما حرصت عليه أكثر خلال السنوات الأخيرة، فقد خصصت جهدي لتقديم أعمال تتناول الأزمة السورية.


أما تقديمها لأربعة أفلام دفعة واحدة خلال الفترة الأخيرة، فردت سلاف، قائلة: تبقي السينما أبقي، ووثيقة خالدة لا يعادل جماليتها شيء، لكنها للأسف لم تتجاوز نجاح الدراما التلفزيونية في سوريا، وهذا محبط ﻷن الكوادر البشرية والمادية التي أنجحتها قادرة علي إنجاح الأعمال السينمائية السورية. قد نتفاءل نوعا ما خلال السنوات الأخيرة بزيادة عدد الأفلام المنتجة سنويا، لكن هذا لا يخرجها من كونها تجارب، وليست صناعة بما لهذه الكلمة من معان.


وعن رؤيتها للدراما السورية التي عادت هذه السنة بأكثر من 30 عملا قالت: الدراما السورية استطاعت التأثير في الأجيال وهي سلاح مهم، لأنها وصلت إلي كل العرب، كما أنها حافظت علي استقلاليتها المادية والفكرية رغم كل شيء. ورغم تبرير بعض المنتجين والمخرجين بصعوبة الظروف وغياب النجوم. والظروف التي تعيشها سوريا اليوم واقعة علي كل الناس، والفنان هو مواطن أولا وأخيرا. أنا لا أقيم أعمال الدراما السورية، ولكن دائما وضمن هذه الظروف لم تتوقف أعمالنا كما الحياة لا تتوقف.


وبخصوص موقفها مما يحدث في سوريا الآن قالت فواخرجي:هناك وطن ينزف ويبكي وهو أهم مني ومن غيري، ومن الفن والفنانين وكل المواقف، ومن مع ومن ضد. كلنا نحب سوريا ويهمنا أن تعود معافاة وقوية مثلما كانت في السابق، بل أفضل، وهي لن تعود إلا بنا جميعا، ولذلك نحن بحاجة إلي بعضنا قبل أن نكون مع أو ضد. أما بالنسبة لموقفي أنا أنحاز إلي صف بلدي. بصفتي ابنة تربت علي الانتماء إلي الوطن قبل كل شيء ومواطنة كبقية شعبي، عاشت في بلد لا يتكلم بأديان وطوائف، تحكمه سيادة الدولة وكأم تربي أولادها، وتعلمهم أنه كما كان التاريخ هنا، فالمستقبل هنا، وليس في مكان آخر، وأنكم أنتم من سيعود بسوريا كما كانت وأفضل، فإن ذهبتم أنتم وغيركم، فمن سيبقي ليعيد بناء بلادنا؟ أما من يمسك العصا بالنص فهو حر! !



كما عبّرت سلاف عن احترامها لقرار زملائها الذين غادروا سوريا نتيجة الأحداث التي تمرّ بها، مشيرةً إلي أنّها لا تلوم أياً منهم، لكنّها لا تستطيع أن تحذو حذوهم وتري فواخرجي أنّ الفنان بلا وطن لا يساوي شيئا، وسوريا بخير لأننا أصحاب حق، ورغم سيلان الدم علي الأرض السورية إلا أن بلدنا قوية وشعبنا صامد ومؤمن بالجيش وأتمنى الخير لسوريا ومصر وللبلاد العربية، وأن نكون صناع حضارة، كما كنا نصنع أصحاب القيم والمبادئ مثلما هو معروف عن العرب قديما وأكدت الفنانة السورية أنها تشعر بالغربة عندما تبتعد عن مصر كثيراً، مثلما عبرت عن ذلك بمسلسل «أسمهان»وقالت سلاف إن المسلسل أثّر فيها كثيراً، حيث تناول قصة أسمهان بكل تفاصيل حياتها بمصر وسوريا ولبنان، وهي حياة حافلة درامياً بالأحداث.



وعن رؤيتها للمشهد السوري الحالي.. وكيف تري الثورات بمختلف الدول العربية، قالت: أنا لا أعترف بثورات الربيع العربي، لأنها سفكت دماء وقتلت شعوبا، وراح ضحيتها أبرياء ودمرت دولا كاملة، وأرفض هذا المسمي، لأنها أتت بخراب عربي، وفيما يتعلق بالوضع الحالي في سوريا فأنا متفائلة بالقادم، وبمشيئة الله ستزول كل هذه الأزمات المحيطة بنا، وسيحفظها الله، ولن تسقط في يد القتلة.



وأضافت النجمة أن شعور أسمهان بالغربة كلما ابتعدت عن مصر، هو نفس شعورها الآن عندما تبتعد كثيرًا عن مصر، حيث تشعر بأن شيئاً كبيراً ينقصها كما استعادت الفنانة ذكرياتها مع الفنان الكبير الراحل، أحمد زكي، في أول وقوف أمامه في فيلم «حليم» قائلة إن تلك اللحظة كانت واحدة من أهم اللحظات في حياتها ومسيرتها الفنية والإنسانية.



وذكرت سلاف: حتى الآن مازلت أتذكر لمسة يده وصوته وكلماته وحرارته، وعيونه المشعة، هذا الشاب المصري الأسمر ابن النيل، صحيح أنه رحل عن عالمنا، ولكنه مازال موجوداً بكل أفلامه، وهذه اللحظة مازالت تعيش بداخلي.


وتحدثت عن النجم الراحل نور الشريف، وقالت: سعيدة بمشاركة فيلمي «رسائل الكرز» في مسابقة تحمل اسمه،بل وحصولي علي جائزة الإخراج ونور الشريف أوصاني بوصية خلال احد لقاءاتنا وقال: «حبي الكاميرا وأضحكي لها هتحبك وتضحكلك»، ومنذ أن قال لي هذه الجملة وأنا أطبقها، لأني شرفت بالعمل معه ولقائه.