قصة حب شديدة الخصوصية و العمق عبرت عنها المؤلفة و المخرجة سلاف فواخرجى فى أولى تجاربها الإخراجية ، و ذلك من خلال فيلم " رسائل الكرز ".
سلاف فواخرجى تكشف لنا أسرار خوضها أولى تجربتها الإخراجية ، و مشاركتها بفيلم " الأم " كممثلة للمخرج باسل الخطيب ، كما تتحدث عن زوجها وائل رمضان و الى أى مدى ساعدها في تجربتها الإخراجية الأولى ، كما تتحدث عن الوضع السورى فى الوقت الحالى. .

و توضح سلاف قائلة : الهدف الرئيسى من الفيلم " رسائل الكرز " هو لغة التسامح و التصالح و الحب ، والذى يجب أن تتحلى به سوريا الآن حتى يمكن الخروج من النفق المظلم ، والذى تعيش فيه منذ فترة طويلة من خلال قصة حب ، فأنا بطبعى رومانسية و أحب الأعمال الرومانسية ، وأتأثر بالأعمال الوطنية ، ووجدت فى "رسائل الكرز" ما يعبر عن هذا المعنى ، و شجرة الكرز فى الفيلم فهى رمزية الى أن وجودها يعنى وجود الوطن و استمرار حالة الحب و بفقدانها أنتهت هذه العلاقة القوية و بالتالى أنتهى الوطن.
و تشير سلاف قائلة بالرغم من أن زوجي المخرج وائل رمضان إلا أننى قررت الاعتماد على نفسي ، حتى لا يقال أن زوجها المخرج وائل رمضان ساعدها فى تجربة الإخراج الأولى لها .
و تستكمل سلاف حديثها قائلة : كنت متخوفة بشدة من تجربة الإخراج ، و أذكر فى أول مشهد لى قمت بتصويره فى " رسائل الكرز " أصبت بحالة من عدم الأتزان و ووقعت على الأرض ، و بعد ذلك تحديت نفسى و قررت أستكمال التجربة ، و كان الدافع الوحيد لى إصرارى على تقديم تجربة جديدة و فريدة من نوعيها.
و تقول سلاف : إن فيلم " رسائل الكرز " يعد مغامرة حقيقية بالنسبة لى ، و عشت هوس هذا الفيلم بعيدا عن نجاحه أو فشله ، و لكن هذه التجربة استمتعت بها كثيرا ، و أعتبرها حالة خاصة بالنسبة لى ، و أتصور أن المبدع لابد ان يمتع نفسه بالعمل الذى يخوضه ، و بالتالى تنتقل حالة الاستمتاع الى المتلقى للفيلم.
عرض أيضا بمهرجان الأسكندرية فيلم " الأم " و الذى تشاركين به كممثلة مع المخرج باسل الخطيب فكيف ترين هذه التجربة ؟ سؤال تجيب عليه سلاف قائلة : فيلم " الأم " يحمل رسالة واضحة و صريحة وهو فكرة التسامح و المصالحة بين الاطراف المتعارضة ، وهو ما نتمناه فى الوضع الحالى بسوريا و الذى استمر ما يقرب من خمس سنوات ، دفع فيها الشعب السورى حياته و سال دمه بسبب هذه الأطراف المتصارعة ، و فى تصورى لابد أن ننظر الى الإنسان السورى ، و هو ما يحمله الفيلم من رسالة إنسانية ، فكل يوم يرحل عنا عشرات الأطفال و الرجال و النساء ، و المدهش أن كل العالم يشاهد هذا الدمار و لا يحرك ساكنا.
و تشير سلاف إلى أن كل العمل صعب سواء على الصعيد الأمنى أو الصعيد الفنى ، فأن جميع الأعمال السورية التى يتم تصويرها فأنها تصور تحت القذائف و لا أحد يعلم أذا خرج اليوم للعمل أو لأي ظروف يمكن أن يعود الى منزله أم لا ، أما بالنسبة لصعيد الفنى فان العمل ككل مشاهده صعبة ، و لكن أكثر المشاهد صعوبة كان مشهد الأنفجار الذى تعرض لها أحدى الكنائس و ألقيت العديد من الجثث على الأرض ، و من ضمن الصعوبات أيضا أننى أظهر بالفيلم دون مكياج ، و هذا الأمر لا يرحب به الكثير من الفنانات ، و لكن لأن الشخصية التى أقدمها تستلزم ذلك فأنا أقدم شخصية حقيقية عانت الكثير بسبب زوجها الذى تركها و تورط مع مجموعة من الإرهابيين ، و أعتبرته يخونها كما أنها فقدت والدتها ، فكل هذه المعاناة التى شهدتها شخصية فاتن كفيلة بأن تقضى على شخصيتها و تطفىء بسمتها ، و برغم من كل ذلك فأنها تدعو الى التسامح و المصالحة ، و تحمل رسالة الخلص للوضع الراهن فى سوريا لجميع الأطراف المتناحرة.
فى ظل هذا الوضع الصعب الذى تمر به تصوير الأعمال الفنية ، و الحالة الاقتصادية الصعبة خاصة أن فيلم " الأم " صنع بميزانية قليلة ، فهل قمت بتخفيض الأجر فى الأعمال التى تشاركين بها فى سوريا سؤال ترد عليه سلاف قائلة : أنا لا أخفض من أجرى فى أى عمل سواء فى سوريا أو مصر ، لأننى أرى أن هذا التقدير المادى هو جزء لا يتجزأ من التقدير المعنوى بالنسبة لى ، و بالتالى فأنا أرفض تخفيض أجرى.
عندما نرصد الأعمال التى شاركت بها فنجد أن معظم أدوارك تميل الى الشخصيات المركبة و ترد سلاف قائلة : أنا دقيقة جدا فى اختيارى للدور الذى أقوم به ، و أهتم بتقديم قيمة فينة حتى تترك أثرا إيجابيا مع الجمهور ، و بالتالى تجد هذه الأدوار المركبة هى الأصعب ، لاننى أحترم عملى و فنى و المكانة التى وصلت إليها فى عملى ، لذلك أكون حذرة جدا فى اختيارتى حتى لا تصاب هذه المكانة الفنية الكبيرة بأى سوء.