◄| ركود فى الحركة التجارية.. رواج المثلجات.. وهروب جماعى للشواطئ والترع


ضربت الموجة الحارة كل المحافظات وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من التعرض مباشرة للشمس.. هرب المواطنون فى المدن الساحلية إلى الشواطئ فى بروفة مبكرة للصيف وفضل تجار دمياط البقاء فى البيوت واغلقوا معارض الاثاث بينما احتمى ناس القاهرة والمدن الداخلية فى بيوتهم خلال فترتى العصر والظهيرة..وخلت معظم الشوارع من المارة وكالعادة انتشر بائعو العرقسوس والمشروبات المثلجة فى الشوارع يواجهون الحر ويبحثون عن رزقهم ودبت الحياة فى مصانع الثلج ايذانا بانتهاء فترة «البيات الشتوى».. وحيد سعودى المتحدث الرسمى للأرصاد الجوية أكد ان اليوم وغدا سيشهدان ذروة الموجة الحارة التى تستمر حتى نهاية يوم الثلاثاء القادم وحذر من «ضربة الشمس» خاصة فى فترة الظهيرة وطالب باستخدام أغطية الرأس خاصة للأطفال وكبار السن.. حرارة الجو التى ضربت «الاربعينيات» صاحبتها موجات هروب كبير الى الشواطئ فى المدن الساحلية وكان ابرز المشاهد فى الاسكندرية حيث توافد المئات على شواطئ الاسكندرية الممتدة من ابوقير شرقا وحتى الدخيلة غربا رغم تحذيرات الصحة بعدم التعرض لاشعة الشمس المباشرة.
واستحوذت شواطئ شرق الاسكندرية على النصيب الاكبر من الزوار.. يأتى ذلك فيما شهد مصيف بلطيم بكفر الشيخ اقبالا كبيرا من اهالى المحافظات المجاورة كما لجأ اهالى دمياط الى شواطئ رأس البر كما توافدت العديد من الاسر فى رحلات اليوم الواحد من المحافظات المجاورة لمدينة رأس البر الى جانب توافد بعض الاسر الدمياطية من مراكز ومدن المحافظة على المصيف.
اما فى المحافظات غير الساحلية فقد لجأ العديد من الشباب والاطفال الى السباحة فى مياه الترع والمصارف فيما خلت شوارع الفيوم من المارة ولجأ العديد من المواطنين وخاصة الشباب والاطفال الى النزول للعوم فى بحر يوسف ويقول محمود محمد ١٥ سنة انه نزل مع اصدقائه الى بحر يوسف هربا من درجات الحرارة المرتفعة التى وصلت الى ٤٤ درجة فى حين يشير زميله احمد سيد ١٥ سنة الى انهم قاموا بتسلية انفسهم باقامة مسابقة فى السياحة مع عدد من الاصدقاء.
وتعطلت مظاهر الحياة بمدن وقرى محافظة الشرقية، كما أصيبت الحركة التجارية بالركود والشلل التام، وذلك لالتزام المواطنين بيوتهم، فى حين راجت تجارة العصائر والمشروبات والمثلجات والمياه المعدنية.
وفى المقابل كان هناك من لا يمتلكون رفاهية التخلى عن لقمة العيش رغم لهيب الشمس الحارقة.
البداية كانت من أمام أحد مصانع الثلج فى الكيت كات.. فور دخولك تشعر وكأنك دخلت الى «فرن» أو «مستوقد» على الرغم من وجود اطنان من قوالب الثلج ولكن حرارة الجو اطفأت برودته ولكن حينما تتحدث مع العاملين بالمصنع تشعر بالإصرار لهؤلاء الذين يواجهون الحر من أجل لقمة العيش.
حمادة محمد الرجل الستينى الذى يعمل «ناشا» فى مصنع للثلج فى الكيت كات منذ أكثر من ٤٠ عاما لا تهمه حرارة الجو فهو يرى ان أصعب شىء فى مهنته هو رائحة النشادر وتتضاعف معاناته مع ارتفاع درجات الحرارة فهى على حد قوله تذيبه هو والثلج فى آن واحد..ويهون كل ذلك، فالطلبات تزداد بشكل كبير، فنحن نبيع من 1300 الى 1500 بلاطة ثلج كل يوم مقابل 50 بلاطة فى الشتاء.
وفى منطقة الدقى قابلنا «أم أميرة وزوجها عم محمد» من أقدم بائعى الفول والطعمية فى المنطقة وتقول ام اميرة: «استيقظ الخامسة فجرا لتحضير عجينة الطعمية والبطاطس والباذنجان»، «لو تعبت يوم وقعدت فى البيت مش هنجيب فلوس» « اكل العيش مر».
نفس الشيء يتكرر مع احمد محمود بائع الذرة بشارع البطل احمد عبد العزيز حيث كان يزاول عمله على عربته الصغيرة امام الفحم و«الهبو» الذى يخرج من سخونة الفحم لتسوية قوالح الذرة لبيع الواحد بـ 2 جنيه فقط.. ويؤكد لنا انه اذا لم يسع وراء رزقه فلن يجد اموالا لشراء طعام لأولاده.
ويتكرر المشهد فى كل المحافظات حيث تجمع الفارون من الحر الى محلات بيع عصائر القصب والبرتقال فى الشارع ،بينما لم تخل يد المارة من زجاجة مياه مثلجة، وفى نهاية جولتنا لاحظنا عددا ليس قليلا من السيارات التى تعطلت بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما احدث شللا مروريا فى بعض المناطق واعلى كوبرى 6 اكتوبر.