تشهد العلاقات "المصرية - الروسية" تقاربا وتطورا في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد إحداث 30 يونيو وعزل محمد مرسي وحكومته. "بوابة أخبار اليوم"  حاورت الخبير الاقتصادي والسياسي المهندس محمود محمد غنيم، عضو جمعية شباب رجال الأعمال المصرية ورئيس مجموعة شركات "مينكو جروب" الاقتصادية، لتحليل طبيعة العلاقة بين مصر وروسيا وموقف الإدارة الأمريكية من الموقف الراهن.  - في البداية .. كيف تفسر زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيان للقاهرة لدي الأمريكان ؟ زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة ستربك الولايات المتحدة الأمريكية وتجعلها تعيد حساباتها وسياساتها اتجاه مصر. - كيف تنظر للموقف المصري بشأن هذا التقارب ؟ مصر بلد قوي وكبير في المنطقة , وترحب بأي دولة تمد يدها للتعاون المشترك علي أساس أن تكون العلاقات ندية وودية وليست علاقة تابعة لأي دولة , فمصر أثبتت أنها تستطيع أن تقهر الطغاة، والشعب المصري أثبت جدارته في إسقاط أي حاكم ظالم , وطرد أي دولة لا تحترم السيادة والقرار الشعبي وأعطت درسا للجميع، وأعتقد أن أي دولة تقدم لمصر يد العون الآن أو تريد تطوير العلاقات معها تعرف جيدا قوة مصر وقوة شعبها. - وماذا بشأن تقييم العلاقة المصرية الأمريكية خلال الفترات الماضية ؟ مصر ظلت تابعة للولايات المتحدة الأمريكية علي مدار 30 عاما، ولم يجني الشعب المصري من هذه التبعية إلا الجهل والفقر والتخلف والمرض، فأمريكا حاولت بكل الطرق أن تحطم الشعب المصري وتغذي القلاقل داخله حتي تحدث بلبلة وقلق واضطراب في الشارع المصري , كما أرادت قهر المواطن المصري بالوقوف ضد إرادته مع جماعة خارجة عن القانون "جماعة الإخوان" التي أثبتت ولائها لأمريكا وإسرائيل، كما أن أمريكا تريد أن تضعف كل الدول العربية في المنطقة وعلي رأسها مصر مقابل تقوية إسرائيل التي تعد بمثابة "الابن الشرعي" لأمريكا. - كيف تنظر للزيارة الأخيرة لوزيري الدفاع والخارجية الروسيان ؟ زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروس للقاهرة والتقارب الواضح في وجهات النظر يمثل خسارة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية , هذه الخسارة ليست مادية فقط وإنما سياسية واقتصادية وعسكرية, خاصة في الوقت الذي حاولت فيه أمريكا تقليص المساعدات العسكرية عن القاهرة. - وماذا بشأن نظرة المؤسسات الأمريكية لتلك الزيارة ؟ زيارة المسئولين الروس للقاهرة قد تنعكس داخل الكونجرس ووزارة الدفاع ومن المؤكد أن البنتاجون سيعاقب بشدة أصحاب قرار خفض المعونة لمصر, لآن هذا التعاون سيعيد روسيا إلي الشرق الأوسط خاصة بعد زيارة وزير الدفاع الروسي لمصر. - هل تتوقع أن أمريكا سوف تغير من موقفها تجاه مصر خلال الفترات المقبلة؟ المتوقع أن تتعامل أمريكا مع مصر بشكل مختلف الفترة المقبلة, فأمريكا تسعي الآن بعد تدهور علاقاتها مع مصر أن تحافظ علي ما تبقي من هذه العلاقات ولو بجزء منها فقط. - ماذا عن موقف رجال الأعمال بشأن روسيا ؟ نحن كرجال أعمال نرحب بشدة بالحليف الإستراتيجي الروسي الجديد ونريد أن تتطور العلاقات علي كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغالبية القوي السياسية والشعبية بمصر تساند وترحب بهذا الحراك الجديد تجاه روسيا. - كيف تنظر إلي قرار أنشاء مجلس العلاقات المصرية الروسية ؟      نرحب بإنشاء مجلس العلاقات المصرية الروسية علي أن تقوم وزارة الخارجية المصرية برعاية المجلس ويكون هدفه التعاون التام في كافة المجالات بين روسيا ومصر, فمن حق مصر الطبيعي أن تعزز علاقاتها من كل دول العالم وتقيم معها علاقات متوازية علي اعتبار التعاون المشترك والمصالح المشتركة وليس علي اعتبار التبعية أو اتخاذ مصر قاعدة في الشرق الأوسط لتحقيق طموح أمريكا وإسرائيل في المنطقة ,فمصر علي استعداد الحفاظ علي العلاقات المصرية الأمريكية ولكن بشروط عدم التدخل في شئون مصر الداخلية واحترام السيادة الشعبية وحق الشعب المصري في تقرير مصيره. - كيف تري تقييم موسكو للعلاقة مع القاهرة من وجه نظرك ؟ العلاقات المصرية الروسية مكسب لموسكو أولا , لآن مصر أقوي دولة عربية ومن هنا يمكن إعادة الدور الروسي في الشرق الأوسط عن طريق دعم مصر مع الحفاظ لمصر علي كافة حقوقها في السيادة الكاملة لأرضها وعدم إقامة أي قواعد عسكرية روسية في مصر , فمصر لن تسمح بتداخل أي قواعد أجنبية علي أراضيها، كما أن فتح المجال للزيارات المتبادلة بين روسيا ومصر الفترة المقبلة علي مستوي رجال الأعمال للتعامل في النواحي الاقتصادية أو على مستوى الوفود الشعبية بين البلدين أو على مستوى الدبلوماسية الرسمية سيلقي بظلاله على النواحي العسكرية وسيفتح مجالا جديدا للاتصال عبر قنوات شرعية مع روسيا . - ما هى فوائد تلك الزيارات المتبادلة ؟ هذه الزيارات ستحمل العديد من النتائج الايجابية والرسائل الواضحة في ترجمة العلاقات المصرية الروسية عمليا على العديد من الأصعدة . - وماذا عن المجال الاقتصادي ؟ المجال الاقتصادي لابد أن يكون له دور كبير في تدعيم العلاقات المصرية الروسية عن طريق تبادل زيارات لرجال أعمال روس ومصريين لكلا البلديين, فالاقتصاد هو عصب أي علاقات بين الدول فبدون التبادل الاقتصادي وإقامة مشروعات صناعية مشتركة بين البلدين لا يكون لإقامة العلاقة أي جدوى , فالاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة. - كيف ينظر رجال الأعمال لقدوم نظرائهم الروس لمصر ؟ نرحب بقدوم رجال أعمال روس للقاهرة, ونحن على استعداد لإقامة تعاون اقتصادي مع روسيا في كافة المجالات لتدعيم العلاقات المصرية الروسية. - هل هذا التقارب يعطى صورة التدخل في الشئون الداخلية ؟ الرئيس الروسي أكد بعدم التدخل في شئون مصر الداخلية وأن العلاقات المصرية الروسية ستبنى على أساس الاحترام المتبادل، فمصر بعد 30 يونيو مستقلة القرار وتتبع سياسة الانفتاح المتبادل في العلاقات الخارجية مع كل الدول التي تحترم مصر.