على مدار سنوات طويلة، ظل بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الذي رحل عن عالمنا، الثلاثاء 16 فبراير، عمر يناهز 94 عاما، في أحد مستشفيات الجيزة، سياسيًا مميزًا وصوتًا مسموعًا داخل مصر وخارجها.

وفي آخر حوار صحفي له نشرته «الأخبار»، قبل أسبوعين، أكد «غالي» أن انتخاب مصر لعضوية مجلسي اﻷمن الدولي والإفريقي، يعتبر فرصة قدمت لمصر لكي ننشط عملنا الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي في القارة الإفريقية.

كما أوضح أن مصر تحتاج إلى شخصية متخصصة في الملف الإفريقي، ومتفرغة لإدارة ذلك الملف بشكل كامل لإعادة العصر الذهبي في علاقتها بإفريقيا، سواء كانت الشخصية من وزارة الخارجية أو غيرها من الهيئات الحكومية،

وحول سد النهضة، أكد غالي أن حل هذه القضية يجب أن يكون سياسيا، مضيفًا أن النيل يجب أن يكون مصدر تعاون للدول وليس للخلاف والنزاع بين الشعوب.

كما أشار الدبلوماسي الراحل إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومنذ توليه المسئولية لديه رؤية ثاقبة وبرنامج عمل وطني، يشمل مجموعة من السياسات المتناغمة تبدأ من الدفاع والزود عن الوطن وتحقيق أمنه واستقراره، وتحقيق التنمية المستدامة وإقامة المشروعات القومية، وإعادة رسم خرائط المحافظات بما يجعلها مناطق جاذبة للاستثمار وتحقيق التنمية المتكاملة فيها.

وأضاف أن السيسي يعمل بإخلاص ولديه إرادة وعزم على اقتحام المشكلات والعمل على حلها، خاصة أنها مشاكل متراكمة عبر سنين، مطالبًا البرلمان بسن حزمة تشريعات جديدة تتوافق وتتلائم مع متطلبات المرحلة الدقيقة التي نعيشها وتواكب عصر العولمة.

كما حذر من أن المنطقة العربية تمر بظروف دقيقة والوضع معقد ومرتبك ومن المهم في مثل هذه الفترات الفارقة في التاريخ العربي أن نعمل على وحدة الصف، مضيفا: «أرى انقساما في الجسم العربي.. قبل أن نتحدث عن نفوذ ومكانة العرب يجب أن نوقف فورا حالة الانقسام والضعف في البناء العربي والتي تصب في مصالح بعض القوى الدولية والإقليمية».

وذكر أن دول العالم بدأت تدرك وتعي ما كانت تدعو إليه مصر في السابق، عندما نبهت إلى خطورة الجماعات الإرهابية على المجتمع الإنساني والحضارة البشرية، ما يعني أن مصر كانت لها سياسة واضحة إزاء مواجهة الإرهاب فقد تعرضت مصر للإرهاب في وقت مبكر، وشهدت عمليات اغتيال للزعماء المصريين، فقد اغتيل رئيس الوزراء أحمد ماهر وقبله رئيس وزراء آخر وهو النقراشي، والقاضي أحمد الخازندار، وحكمدار الشرطة اللواء سليم زكي على يد جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية.