الكاتب الصحفي ياسر رزق
الكاتب الصحفي ياسر رزق


ياســـــــــر رزق يكتب عن رحلة الأيام الستة «مصر الجديدة».. فى زيارتها الأولى لواشنطن

ياسر رزق

الجمعة، 07 أبريل 2017 - 08:06 م

«yes».. هكذا انطلقت إجابة الرئيس السيسى سريعة وعفوية على سؤال «بريت باير» كبير مذيعى قناة «فوكس نيوز»: «هل هناك اختلاف بين إدارة ترامب وإدارة أوباما؟».
ابتسم المذيع قائلا للرئيس: هذا هو الرد الوحيد باللغة الإنجليزية على أسئلتى فى هذا الحوار!
يعلم «بريت باير» الذى سبق له إجراء حوار مع الرئيس منذ عامين، أن الرئيس السيسى يفضل التحدث باللغة العربية فى أى لقاء أو محفل أو حوار، برغم أنه درس فى بريطانيا وحصل منها على الماجستير فى العلوم العسكرية، ودرس فى الولايات المتحدة وحصل منها على الزمالة فى الاستراتيجية.
ويبدو أنه أدرك من طريقة إجابة الرئيس ونبرته حجم عدم ارتياحه من سياسات الإدارة السابقة:
يجد الرئيس اختلافا كبيرا بين الادارتين وبين الرجلين، لمسه فى مدى تفهم كل منها للحقائق، والجدية فى التصرف وقدر تحمل المسئولية فى مواجهة الإرهاب، واستشعره عندما التقى ترامب مرتين فى سبتمبر الماضى ويوم الاثنين الفائت، وعندما قارن ما سمعه وأحس به من جانب ترامب بما استمع إليه فى لقائه الأول والوحيد مع أوباما منذ 30 شهرا مضت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وما وجده بعدها من جانب أوباما من أفعال تخالف الأقوال حتى انتهاء رئاسته الثانية يوم 20 يناير الماضى سواء فيما يتعلق بمصر أو بقضايا الشرق الأوسط.
فى لقائهما الوحيد بفندق «والدورف استوريا» بنيويورك، قال أوباما للرئيس: «إننى أعرف قدر شعبيتك بين المصريين»، لكنه بدا بعد ذلك وكأنه يضيق بإرادة الشعب المصرى الذى أطاح بجماعة الإخوان، وباختيار المصريين لرئيسهم فى انتخابات حرة بأغلبية ساحقة.
قال أوباما أيضا ان إدارته حريصة على توطيد أواصر العلاقة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وأنها حريصة على اضطلاع مصر بدورها المحورى فى الشرق الأوسط، لكن سياساته وتصرفاته كانت تعمل على تقويض هذه العلاقة، وعلى إبعاد مصر عن القيام بدورها الإقليمي.
شدد أوباما على مساندته لمصر فى حربها على الإرهاب، لكنه واصل منعها من الحصول على احتياجاتها العسكرية والأمنية اللازمة لمباشرة هذه الحرب.
على مدى 28 شهرا بعدها، لم يبد أوباما وإدارته التزاما بما وعد ولا جدية فيما تعهد!
لم يلتق الرئيس السيسى مع أوباما بعدها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة سواء عام 2015، أو عام 2016، ولم يلتقيا فى أى محفل أو مناسبة دولية أخرى حضراها، وآخرها قمة العشرين التى عقدت فى أغسطس الماضى بمدينة «هانغجو» الصينية.
وأذكر أننى سألت مسئولا مصريا رفيع المستوى أثناء قمة العشرين: هل هناك مؤشرات على ترتيب لقاء بين الرئيسين؟.. فأجاب قائلا: لم نطلب مثل هذا اللقاء.. ثم أضاف مبتسما: ولن نطلبه حين نذهب إلى نيويورك الشهر المقبل!
معروف عن الرئيس حرصه على عدم الإساءة لأحد أياً كان.. لكنى أظن العبارات التى قالها فى حواره لقناة «فوكس نيوز» عن الرئيس ترامب تحمل بمفهوم المخالفة رأيه فى إدارة أوباما.
قال الرئيس: «منذ البداية رأيت ترامب يتمتع بشخصية رائعة وقدرة هائلة، وأنا أثق فى قدرته على الإنجاز، وأنه يستطيع أن ينجح فى مجالات لم يستطع آخرون أن ينجحوا فيها، وأنا أثق فيه بصدق وإخلاص».
• < <
إلى واشنطن.. جاء الرئيس السيسى حاملاً معه مصر الجديدة - الطموح - فى أول زيارة لها للعاصمة الأمريكية.. لذا حرص على الالتقاء بكل أجنحة صنع واتخاذ القرار فى القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية الأولى فى العالم، خلال أيام زيارته الستة التى حفلت بنشاط مكثف استمر منذ الصباح الباكر وحتى ساعات الليل المتأخرة فى أعقاب القمة الثنائية التى جمعته بالرئيس ترامب فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض، التقى الرئيس فى الجلسة الموسعة مع أركان الإدارة الجمهورية الجديدة، ثم التقى فى غداء العمل الذى امتدت إليه المباحثات بحضور الرئيس ترامب، مع نائبه مايك بنس الذى تحدث عن رؤية الإدارة الجديدة لقضية مكافحة الإرهاب، مؤكداً تأييده لسياسة مصر فى هذا المجال، ودعمه لمصر فى مختلف المجالات.
وحرص الرئيس أيضاً على لقاء عدد من أركان إدارة ترامب فى اجتماعات منفصلة ومنهم وزير الخارجية ركس تيلرسون، ومستشار الأمن القومى هيربرت ماكماستر يوم الثلاثاء وستيف منوشن أول أمس الخميس.
الجناح الثانى فى القرار الأمريكى، وهو الكونجرس بمجلسيه، استحوذ على معظم نشاط الرئيس فى النصف الثانى من أيام زيارته، وكانت البداية يوم الثلاثاء بزيارة مبنى «الكابيتول هيل» حيث يقع مجلسا النواب والشيوخ.
التقى الرئيس فى البداية مع بول ريان رئيس مجلس النواب، وهو قطب شاب صاعد فى سماء السياسة الأمريكية من الحزب الجمهورى، ثم مع السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ وأدرين هاتش الرئيس المناوب لمجلس الشيوخ.
ثم عقد الرئيس سلسلة من الاجتماعات، مع أعضاء لجنة الاستخبارات بمجلس النواب برئاسة ديفين نيونز، ومع أعضاء لجنة الشئون الخارجية بالمجلس برئاسة إد رويس، ومع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ برئاسة السيناتور بول كوركر.
وفى اليوم التالى.. قابل الرئيس النائبة كاى جرينجر رئيسة اللجنة الفرعية لاعتمادات الدفاع بمجلس النواب والنائب ماريو دياز بالارت رئيس اللجنة الفرعية للنقل والإسكان والبنية الأساسية بالمجلس.
وقبيل مغادرته واشنطن أمس الأول.. التقى الرئيس مع السيناتور تيد كروز المرشح السابق فى سباق الرئاسة الأمريكية، ثم اختتم لقاءاته باجتماع مع السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، والمنافس الجمهورى لأوباما فى انتخابات 2008، والسيناتور ليندسى جراهام رئيس لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ.
الجناح الثالث فى صنع واتخاذ القرار الأمريكى هو المؤسستان الأمنية والعسكرية، وقد التقى الرئيس صباح الأربعاء الماضى مع دان كرتس مدير الاستخبارات الوطنية، ثم خصص الجانب الأهم من نشاطه فى هذا اليوم لزيارة البنتاجون. وهناك التقى مع الجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع الذى يعرفه الرئيس السيسى عن قرب. حيث عمل قائدا للقيادة المركزية الأمريكية من عام 2010 إلى عام 2013، وضم اللقاء عدداً من القيادات العسكرية الأمريكية.
فى ذات السياق.. التقى الرئيس السيسى يوم الأحد مع مارلين هيوستن المديرة التنفيذية لشركة «لوكهيد مارتن» المتخصصة فى صناعة الطائرات الحربية والمعدات الدفاعية، ومن أهم منتجاتها المقاتلة «إف- 16»، كما التقى مع ليان كريت المديرة التنفيذية لشركة «بوينج» المتخصصة فى صناعة طائرات الركاب وأيضا الطائرات الحربية وأبرزها المقاتلة «إف- 15».
الجناح الرابع.. وهو مجتمع الأعمال، كان باكورة لقاءات الرئيس غداة وصوله إلى واشنطن.. حيث التقى مع جين أتليت المدير التنفيذى لشركة جنرال إلكتريك.
وفى اليوم التالى.. التقى قيادات غرفة التجارة الأمريكية برئاسة توماس دوناهيو، بحضور رؤساء عدد من كبريات الشركات الأمريكية التى تعمل فى مصر أو ترغب فى الاستثمار بها، ودار حوار مفتوح بينهم وبين الرئيس الذى ألقى كلمة أمامهم فى عشاء العمل تضمنت شرحاً كاملاً للمشروعات القومية وفرص الاستثمار بها.
مع هذه الأجنحة الأربعة.. هناك مظلة تسهم فى صياغة الاستراتيجيات وصنع السياسات الأمريكية على المديين المتوسط والبعيد، هى مراكز البحث والتفكير والشخصيات المؤثرة على القرار، ويدرك الرئيس أهمية الالتقاء بهذه الشخصيات سواء فى مصر أو فى زياراته الثلاث السابقة إلى نيويورك أثناء مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة، وتبادل الحوار معهم حول صورة ما يجرى فى مصر، والأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط.
وصباح الأربعاء الماضى.. استهل الرئيس نشاطه بلقاء عدد كبير منهم من أبرزهم مارتن إنديك وريتشارد هاس وديفيد ولش ورودى جوليانى والجنرال لويد أوستن القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية وهو أول أفريقى أمريكى يتولى هذا المنصب.
< < <
فى كل تلك اللقاءات والاجتماعات، كان الرئيس يعرض صورة ما يجرى على أرض مصر سياسياً واقتصاديا، ويطرح رؤيته لكيفية مواجهة الإرهاب، ويقدم تقديره للموقف لأزمات المنطقة بالأخص فى سوريا وليبيا، ويركز على أهمية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وصولا إلى تحقيق «حل الدولتين» بإقامة الدولة الفلسطينية، و تهيئة الرأى العام لإدراك نتائج السلام وعوائده على شعوب المنطقة.
وفى كل اللقاءات فى البيت الأبيض والكونجرس والبنتاجون، ومع مجتمع الأعمال ورجال السياسة والفكر، كان الرئيس يسمع عبارات ثناء على برنامج الإصلاح الاقتصادى المصري، وعلى دعوته الجادة لإصلاح الخطاب الديني، وعلى موقف مصر الشجاع من مواجهة الإرهاب.
وكان يسمع تقديرا من محدثيه لدور مصر فى السعى لتحريك عملية السلام من ركودها ولجهودها الرامية لإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.
داخل الكونجرس، وفى اللقاءات الثنائية مع رؤساء عدد من لجانه.. تحدث الرئيس عن موقف مصر من قضية حقوق الإنسان.
قال بوضوح: إننا نحب شعبنا مثلما تحبون شعبكم، وأكد حرص مصر على حريات مواطنيها وحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع حرصها على توفير الأمن والاستقرار. وأوضح أن الدولة تقدر دور منظمات المجتمع المدنى فى تقديم الخدمات ودعم جهود التنمية: قائلا إن الغالبية العظمى منها محل تقدير واهتمام، وأن قانون الجمعيات الأهلية هو إطار تشريعى للتنظيم وليس للتقييد.
بصراحة وتفهم.. استمع الرئيس إلى مطالبات من بعض قيادات الكونجرس مثلما استمع إلى مثلها من الإدارة الأمريكية بشأن وضع المواطنة المصرية الأمريكية آية حجازى التى تنتظر صدور حكم فى قضيتها المتعلقة بسوء استغلال أطفال الشوارع، وشدد الرئيس على احترامه لسيادة القانون واستقلال القضاء، مشيرا فى نفس الوقت إلى انه حينما يكون الأمر فى إطار صلاحياته الدستورية بعد صدور الحكم، فسوف يكون محل نظر واعتبار.
وفى البنتاجون.. جرى تناول احتياجات مصر العسكرية، فى سياق التعاون الكبير فى هذا المجال منذ أكثر من 40 عاما، وأبدى الجانب الأمريكى حرصه على تكثيف التعاون العسكرى فى مختلف المجالات، إدراكا لأهمية ومكانة مصر، واعتبارات الحرب الضروس التى تخوضها فى مواجهة الإرهاب، وأبدى وزير الدفاع الأمريكى دعمه للمطالب المصرية، انطلاقا من أن استقرار مصر يعزز الاستقرار الإقليمي، وأن غياب الاستقرار يدخل المنطقة - على حد قوله - إلى دوامة من الازمات.
وكان واضحا فى اللقاءات مع أركان الإدارة الأمريكية.. انعكاس تأكيد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على دعمه اللامحدود لمصر سياسيا واقتصاديا، لتقوم بدورها المحورى فى الشرق الأوسط وافريقيا، وتحقق معدلات نمو عالية توفر فرص التشغيل لأبنائها.
وكان لما أعلنه ترامب عن وقوف إدارته بجانب مصر مائة بالمائة فى مواجهة الإرهاب، وعزمه على العمل مع الرئيس السيسى على دحر الإرهاب وهزيمة داعش وإيجاد حل تاريخى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، صدى كبير فى لقاءات الرئيس مع مسئولى الإدارة الأمريكية.
باختصار يمكن القول بأن الحفاوة التى لاقاها الرئيس السيسى فى زيارته الأولى إلى واشنطن، واكبها تفهم واضح لما أثاره الرئيس، وتأييد معلن لمواقف مصر التى عرضها، ودعم مفتوح لسياستها فى مواجهة الإرهاب ومساعيها لإيجاد حلول سياسية لأزمات الشرق الأوسط، وحرص لا محدود على تقوية دعائم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
< < <
بعد عودة الرئيس السيسى والوفد المرافق له أمس الأول من واشنطن، تشهد الأيام المقبلة حركة دائبة لاستغلال قوة الدفع التى أسفرت عنها على صعيد التعاون المشترك، واستثمار نتائج القمة المصرية الأمريكية التى أعادت العلاقات إلى مسارها الصحيح.
< صباح اليوم.. يواصل الرئيس لقاءاته مع أعضاء الكونجرس التى بدأها فى واشنطن.. باجتماع هنا فى القاهرة مع عدد من الأعضاء المؤثرين.
< هذا الشهر.. يقوم جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكى بزيارة إلى القاهرة يلتقى خلالها الرئيس السيسى والفريق أول صدقى صبحى القائد العام ووزير الدفاع لبحث جوانب التعاون العسكرى التى جرت مناقشتها فى واشنطن، والمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، والتنسيق فى الحرب على الإرهاب.
< فى النصف الثانى من الشهر الحالى.. تقوم د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى بزيارة إلى واشنطن لحضور اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، وستلتقى خلال الزيارة مع أعضاء الفريق الأمريكى الذى كلفه الرئيس ترامب بالتنسيق مع الجانب المصرى بشأن تذليل معوقات توفير الائتمان من بنك الاستيراد والتصدير الأمريكى للشركات الأمريكية الراغبة فى الاستثمار بمصر.
< خلال أسابيع.. يزور وفد أمريكى كبير مصر لبحث فرص الاستثمار فى عديد من المجالات على رأسها النقل والكهرباء والبنية الأساسية والتشييد. ويجرى الإعداد لهذه الزيارة، لتأتى فى أعقاب إقرار قانون الاستثمار الجديد الذى يناقشه مجلس النواب يوم الاثنين المقبل، وإصدار خريطة استثمارية شاملة لمصر تتضمن فرص الاستثمار بجميع القطاعات والمقرر أن تنتهى فى غضون شهر.
< يبدأ فى الأسابيع المقبلة الترتيب لاستئناف الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة برئاسة وزيرى الخارجية سامح شكرى وركس تيلرسون ومشاركة ممثلى الجانبين فى مختلف مجالات التعاون.
< على صعيد عملية السلام.. يدرس الجانب الأمريكى تحركاته المقبلة، على ضوء ما سمعه من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والعاهل الأردنى الملك عبدالله، وما سيسمعه خلال أسابيع من الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى لقائه المرتقب مع الرئيس ترامب.. غير أنه - خلافاً لما تردد إعلامياً - فلم يتبلور بعد أسلوب إعادة إطلاق عملية السلام، ولم يجر النقاش حول عقد مؤتمر بهذا الشأن، وبالتالى لم يتحدد موعد لمثل هذا المؤتمر.
< < <
وإذا كان الرئيس السيسى قد أحجم عن الحديث عن العراقيل التى تعرضت لها مصر فى عهد إدارة أوباما السابقة، على صعيد مجابهتها للإرهاب، وتشجيع أوباما وإدارته لجماعات هى المصدر والمنبع للأساس الفكرى لجميع التنظيمات الإرهابية، فإن الرئيس ترامب تكفل بالحديث عن سوءات أوباما التى أضرت فى رأيه بالولايات المتحدة والمنطقة والعالم.
يبدو المستقبل القريب لتلك الجماعات فى ظل تصميم ترامب على مجابهتها باختلاف مسمياتها وأرديتها، عاصفاً كأجواء واشنطن هذه الأيام!.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة