فرانسوا أولاند
فرانسوا أولاند


أولاند: ترامب ضرب الأسد ليبرهن على أنه ليس أوباما..وقصف الشعيرات «خلق واقعا جديدا»

سبوتنيك

الأربعاء، 12 أبريل 2017 - 04:08 م

رأى الرئيس الفرنسي، فرنسوا أولاند، أنّ الضربة الأميركية لسوريا خلقت واقعاً جديداً يجب أن تستفيد منه فرنسا وأوروبا لجهة حث أطراف الصراع السوري على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمة القائمة في سوريا منذ سنوات.
وقال أولاند في مقابلة خاصة مع صحيفة "لو موند" الفرنسية نشرتها، الأربعاء 12 ابريل، تحت عنوان "وصيّة الرئيس هولاند المتعلقة بسوريا" إنه "بغض النظر عن تحليلاتنا السياسية لخيار "الرئيس الأميركي دونالد" ترامب الذي قد يكون قد استند إلى حسابات سياسية داخلية أو عن إرادة لإثارة الإعجاب أو عن نيته توجيه ضربة عسكرية فقط لا غير أو وبكل بساطة عن طبعه الذي لا يمكن التنبؤ به، وبغض النظر عن ذلك فإنّ خيار ترامب خلق واقعاً جديداً يجب أن تستفيد منه فرنسا وأوروبا لكي نحثّ كل أطراف الصراع على الجلوس على طاولة المفاوضات".
وفيما يتعلّق بقرار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي امتنع عن توجيه ضربة عسكرية ضد الأسد عام 2013 بعد حادثة الغوطة، حينما كانت فرنسا على أتم الجهوزية لتوجيه ضرباتها قال هولاند:"لو كان الرئيس أوباما اتخذ حينها قراراً بتوجيه ضربة عسكرية لكان برأي تغيّر مسار الأمور في سوريا؛ في ذلك الوقت كانت الظروف مجتمعةً ومناسبة لخلق واقع مختلف في سوريا فالمعارضة المسلحة المعتدلة كانت قوية على الأرض ونظام بشار الأسد كان ضعيفاً وإيران كانت تنتظر إتمام الاتفاق النووي أما الرئيس الروسي بوتين فكان قد تسلم منصبه منذ سنتين فقط ويجب الإضافة بأن دول الخليج كانت مصممة على المساعدة".
وأضاف هولاند "أتفهم موقف الرئيس الأميركي السابق الذي لم يتم انتخابه لكي يقوم بتدخل خارجي آخر، فهو كان ينوي منذ البداية الابتعاد عن الشرق الأوسط".
لكن الرئيس الفرنسي انتقد الرئيس الأميركي السابق قائلا: "أوباما لم يرَ أنّ المسألة لا تتعلق فقط بسوريا أو بالخط الأحمر الذي رسمه بل تتعلق بأكثر من ذلك؛ من هذا المنطلق أدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّ أميركا لا تفضّل استعمال القوّة بل تحبّذ المفاوضات والاتفاقات ومن هنا أنا أرى رابطاً قوياً بين ما لم يحدث في سوريا وبين ما حدث في أوكرانيا".
هذا واعتبر هولاند بأنّ الاتفاق الذي أُبرم بين روسيا وأميركا عام 2013 والذي تأتى عنه تدمير الأسلحة الكيماوية التي يملكها النظام السوري كان اتفاقاً ناجحاً وقال : " لحسن الحظ بأنّ الترسانة الكيماوية التي كان يمتلكها النظام دمرّت لأنّ نظام من هذا القبيل قادر على فعل الأسوأ"
وأضاف: " كنا نأمل بأن النظام كان قد قام فعلاً بتسليم كل الأسلحة الكيماوية وقام بتدمير المصانع التي تصنعها لكن وللأسف تبيّن لنا العكس".
وشرح هولاند للصحيفة تحليله المتعلق بسبب إقدام النظام على استخدام السلاح الكيماوي حيث اعتبر بأنّ "النظام السوري اليوم يشعر بنوع من القدرة على الإفلات من العقاب ، فهو فعلها مسبقاً عام 2013 ولم تتم معاقبته".
وأكّد هولاند من جديد على مسؤولية نظام بشار الأسد في تنفيذ الضربة الكيماوية على خان شيخون قائلاً إن فرنسا تمتلك معلومات دقيقة حول ما حدث ووضّح قائلاً: "نحن متأكدون من أنّ النظام استخدم طائرةً أقلعت من مطار الشعيرات لكي ينفذ ضربته الكيماوية".
وتابع: "لم يستخدم النظام السوري السلاح الكيماوي عن عبث أو عن طيش أو من أجل خلق الرعب بل استخدمه لأسباب تكتيكية تهدف لخلق توازن للقوى وقد استهدف بذلك الأطفال ولم يميز بين المدنيين والمقاتلين وأميركا على علم جيد بما حدث فعلاً".
ويرى هولاند أنّ "الرئيس السوري أدرك أنه يستطيع التقدم من دون عواقب ولهذا السبب استعمل القوّة في سوريا" لكن "ما حدث كانت له عواقب وخيمة على سوريا ومنذ ذلك الحين تغيرت موازين القوى ومالت الكفّة لداعش [ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي المحظور في عدد كبير من الدول بينها روسيا] التي استفادت من الوضع في حين أدركت المعارضة بأن حليفها ليس مصمما على مساعدتها".
واعتبر هولاند بأنّ هدف فرنسا عام 2013 لم يكن قتل بشار الأسد بشكل مباشر "فالتجربة الليبية أثبتت ضعفها" لكن الهدف كان تدمير كل الترسانات الكيماوية والمصانع من أجل إضعاف النظام وإجباره على الجلوس على طاولة المفاوضات.
ولم يخفِ هولاند استعداد فرنسا عام 2013 بتوجيه ضربات ضد الأسد لوحدها من دون حليفها الأميركي وقال موضحاً : "لقد فكرنا وللحظة بتوجيه ضربة للأسد لوحدنا ولقد تناقشنا هنا في باريس بهذا الخيار".
وتابع: "من وجهة نظر تقنية كان يمكننا القيام بذلك فطائراتنا قادرة تماماً لكن من وجهة نظر سياسية كان الأمر مستحيلاً خاصةً مع قيام أوباما بفتح الطريق أمام الديبلوماسية".
وأعطى هولاند نظرته التحليلية لقرار ترامب توجيه الضربة للأسد فاعتبر أنّ "ترامب أراد أن يبرهن على أنه ليس أوباما".
وتابع : " قرار ترامب يمكن تفسيره بطريقتين. الأولى هي بأنّ ترامب أراد أن يبرهن بأنه قادر على التصرف وقادر على مفاجئة الجميع عبر خيارات تكتيكية جيدة. أما التفسير الثاني هو بأنّ ترامب رجل لا يمكن التنبؤ بتاتا بأفعاله ويمكنه اتخاذ قرارات لا يمكننا متابعتها"
ووجّه هولاند رسالةً لترامب قائلاً له بأنّ "الخيارات المشتركة هي الأفضل ولا يمكن له أن يتصرف دائماً بمفرده في الوقت الذي يطلب أموالاً من حلفائه الأوروبيين."
وتعليقاً على قرار روسيا وقف التنسيق العسكري مع أميركا في سوريا قال هولاند : " يجب أن يتم الحفاظ على الاتفاق بين روسيا وأميركا لكي نتمكن من تحرير الرقة ولكي نحارب داعش بشكل فعال أكثر وعملية تحرير الرقة ستبدأ قريبا"
وختاماً اعتبر هولاند بأنه "حان الوقت لكي يتخذ الأوروبيون المبادرة لكي يتم إيجاد حل للأزمة السورية عبر المفاوضات التي يجب أن تؤدي لمرحلة سياسية انتقالية تستثني الأسد من السلطة."
يذكر، أن الولايات المتحدة قامت يوم 7 نيسان/أبريل بضربة صاروخية استهدفت مطار الشعيرات العسكري التابع للقوات الحكومية السورية في محافظة حمص، وذلك بذريعة أن هذا المطار استخدم من قبل الطيران السوري لشن الهجوم بالسلاح الكيميائي في إدلب، حسب التصريحات الأميركية.
ورفضت دمشق الرسمية كل الاتهامات الموجهة إليها بشأن استخدام السلاح الكيميائي، وحملت المسلحين المسؤولية عن الحادثة.
من جانبها، دعت روسيا إلى التحقيق في الأحداث بمحافظة إدلب، ونددت بالضربة الأميركية معتبرة اياها انتهاكا للقانون الدولي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة