الشباب يستمعون بإنصات لوعاظ الأزهر
الشباب يستمعون بإنصات لوعاظ الأزهر


الأزهر يبدأ تجديد الخطاب الديني من المقاهي.. الشباب اندهش ثم قالوا: عمموها

ضياء أبوالصفا

الأربعاء، 12 أبريل 2017 - 10:44 م


الأزهر الشريف كثف من الجولات التى يقوم بها الوعاظ من أجل تنفيذ التجربة الجديدة للتلاحم مع الشباب فى أماكن تجمعاتهم،وعدم انتظار حضورهم للمساجد، وذلك فى إطار استراتيجية الأزهر لتجديد الخطاب الدينى، و محاورة أهم فئة مستهدفة من دعاة التطرف وهم الشباب،ويتم خلال الحوار مناقشة مشكلاتهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة فى أذهانهم،بحيث يتم قطع الطريق على الجماعات المتطرفة التى تنفق الملايين من أجل جذب الشباب إلى بركة التشدد التى يعيشون فيها.
عاشت «الأخبار» التجربة فى مقهى بمنطقة الحسين حيث كانت الدهشة ظاهرة من روادها عندما وجدوا العمامة الأزهرية فى مكان مخصص لتدخين الشيشة ولعب الطاولة واللهو وليس للعبادة والوعظ، ولم تمض لحظات حتى زالت الدهشة وترك الشباب ما فى أيديهم وأخذوا يراقبون عن بعد مايفعله الشيوخ فى القهوة، وسرعان ما جذبهم المشهد وتركوا «الطاولة» و»الشيشة» ليستمعوا لهم،وتوالت المناقشات الساخنة بلا خطوط حمراء حول مناهج الأزهر، وحكم الإسلام فى التفجيرات الإرهابية التى حدثت مؤخرا، وانتشار ظاهرة التحرش، والاغتصابات، وخطورة الانترنت، والدردشة بين الشباب والفتيات وغيرها من المشكلات الاجتماعية والتساؤلات التى تؤرق الشباب والمجتمعات.
أسعد الموجودين بوجود المشايخ كان صاحب المقهى،وكما يقول فهو سعيد بالفكرة ويقول: ليس الشباب فقط هم من يحتاجون للوعظ وإنما أيضا العمال فى أماكن عملهم حيث لا يجدون الوقت الكافى لتلقى الدروس فى المساجد،وطالب الأزهر بعدم التوقف عن تطبيق الفكرة فهى ترتقى بأخلاق رواد المقاهى،ووجه سؤاله للشيخ قائلا: « هى الشياطين متواجدة فين فى المساجد ولا فى المقاهى ؟»،ويجيبه الشيخ سيد توفيق مدير توجيه الوعظ بالقاهرة، بقوله: «طبعا فى المقاهى»، ويرد صاحب المقهى: أكثر رواد هذه المقاهى من طلاب الأزهر الشريف وبعضهم من أصحاب الحرف وكبار السن، وهؤلاء الشباب لديهم مشاكل تتمثل فى البطالة وعدم القدرة على الزواج وانتشار السموم عبر الفيس بوك، وهم يحتاجون لأن نبدأ تجديد الخطاب الدينى من خلال تجمعاتهم، ويجب أن يتحدث الوعاظ بلغتهم وليس بالحديث عن ذلك حلال وذاك حرام.
يلتقط الخيط أعضاء لجنة الوعظ، المكونة من الشيوخ عبد الله محمد البرماوى، وشريف السعيد إسماعيل وأحمد عيد مسعد ومحمود ماجد حسن وحنفى محمود، ويؤكدون ماقاله صاحب المقهى،ويبدأون فى الحديث مباشرة عن قيم الخير والمحبة والتراحم والمواطنة،ويبدأ من هنا تفاعل الشباب معهم، حيث يعبر محمود عمر 21 عاما، عن سعادته الشديدة بالتحام الشيوخ مع الشباب فى تجمعاتهم، فيما يطالب أحمد عبد الحكيم الطالب بكلية اللغة العربية شعبة تاريخ وحضارة بجامعة الأزهر، الإمام الأكبر شيخ الازهر ورئيس الجامعة بإصدار تعليمات للأساتذة بتخصيص بعض الدقائق من المحاضرات للحديث عن المشكلات الاجتماعية التى يعانى منها الشباب والعمل على تقديم بعض الحلول لها.
ويلفت أحمد فتحى سلامة 19 عاما، إلى أن تلك الخطوة تأخرت كثيرا فى الوقت الذى يشوه فيه الإعلام صورة الأزهر وشيوخه ويلقى عليه اللوم عند كل مصيبة تصيب الوطن، ويضيف رضا أشرف : شيوخ المساجد منفصلون عن الناس وكأنهم من كوكب آخر،فى حين طلب محمود عمر توجيه قوافل دعوية فى وسائل المواصلات بالتنسيق مع جهاز المترو والنقل العام تتناول مشاكل الزحام والتحرش.
ومن جانبه يشير الشيخ عبد الرحمن عيسى إلى أن الواعظ الدينى يقدم دروسه بالفعل فى المدارس والنوادى ومراكز الشباب والسجون،ويؤكد الشيخ محمد سيد عبد الستار، مدير الوعظ بالمرج نجاح تجربة المقاهى،ويرى الشيخ أحمد سالم أبو بكر من خلال تجربته أن رواد المقاهى لديهم حاجة ماسة للعلماء، لافتا إلى ان أبرز الأسئلة تناولت حكم التفجيرات التى وقعت وكيفية مواجهة التطرف والجماعات الإرهابية.
ويوضح الشيخ يوسف رجب، أن الجلوس مع رواد المقاهى يتم بعد الاستئذأن من صاحب المقهى بعد أن نعرفه بأنفسنا ونطلب توجيه كلمة قصيرة للشباب، وغالبا ما يتم الترحيب بنا ومع تدفق الأسئلة تمتد الجلسة حتى يتم الانتهاء من الإجابة عليها،ويقول : «لا نحاول أن نصطدم مع الناس، بل نتحدث بكلام سهل ولين وبسيط يستطيعون فهمه واستيعابه».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة