العجوز.. ومكالمة منتصف الليل

علاء عبدالعظيم

الأحد، 16 أبريل 2017 - 07:00 م

استيقظ العجوز من نومه وبحركة لا إرادية فرك عينيه، وبغضب شديد وتساؤلات، وكلمات تبعث باللوم على المتصل في هذا الوقت المتأخر من الليل.
وبعصبية شديدة اختفت معالمها، وتحولت في لمح البصر إلى ابتسامة ويقظة غير مسبوقة حيث كان الصوت "نسائيا"، وأخذ في مجاملة المتصلة بعد أن قدمت الاعتذار بأن الرقم خطأ وغير مقصود، وتبادل معها كلمات الإعجاب التي تعدت ربع الساعة، وضع الهاتف على أثرها بجواره وتمدد فوق سريره، تراود مخيلته كلماتها، بينما يخترق خلوته وأحلامه رنين الهاتف مرة أخرى، وتملكه إحساس بأنها تعاود الاتصال مرة أخرى.
انفرجت أساريره، وامتد الحديث لساعات كشفت تفاصيل حياة كل منهما، واتفقا على الميعاد المحدد للقاء داخل إحدى الشقق بمنطقة المرج.
انتباته حالة من الشباب ونسي شيخوخته وتغلبت عليه غرائزه، وارتدى بذلته الشيك تفوح برائحة البرفان الذكية، واستقل سيارته وتوجه إلى منزلها.
جرت مكالمة هاتفية تخبره أنها بانتظاره أمام باب الشقة، واستقبلته استقبالاً شابه المجاملات ووصفه بالصحة والعافية كشاب في ريعان شبابه، ومع أول رشفة من كوب العصير الذي أعددته له، فوجىء بانقطاع التيار الكهربي عن الشقة خاصة، وتزلزل كيانه ليجد أمامه شبحين يحملان الأسلحة النارية وإجباره على خلع ملابسه واستولوا على جميع متعلقاته، ومفاتيح سيارته، تيقن العجوز أنه وقع ضحية عصابة كانت المرأة هي سلاحها الأول للإيقاع به.
ترجل العجوز سلم المنزل، بخطوات مثقلة وخوف شديد، ولا يعلم كيف يتصرف وسط نظرات المارة وهو مجرداً من ملابسه، جحظت عيناه وتقطعت انفاسه وتمنى أن تشق الأرض وتبتلعه عندما اكتشف اختفاء سيارته التي استولوا عليها أيضاً.
أسودت الدنيا في وجهه وأصبح قاب قوسين أو أدنى، من اللجوء لقسم الشرطة، فيفتضح أمره، أو يبقى بمكانه، ويرضى بالواقع وبخطوات يشوبها الخزي والعار، اتخذ القرار ولم تراوده نفسه ولو لبرهة، مصراً على الانتقام منها وعصابتها وتوجه إلى قسم شرطة المرج.
وأمام المقدم محمود الأعصر رئيس المباحث، وبخجل شديد روي له مأساته وتعرضه للابتزاز والسطو المسلح، واستمع رئيس المباحث إلى ما قاله حول مواصفات المرأة، وبإخطار اللواء محمد منصور مدير الإدارة لمباحث القاهرة، واللواءين أشرف الجندي، وهشام لطفي نائبي المدير تم تشكيل فريق بحث وعمل تحريات مكثفة، وتمكنوا من القبض على المتهمين الشبحين والمرأة.
وأمام العقيد عمرو إبراهيم مفتش المباحث، تبين أن أحد المتهمين كان قد اقترض مبلغ 20 ألف جنيه من العجوز الدنجوان مقابل استثمارها في تجارة السيارات، ولم يتمكن من تسديد المبلغ، فسارع بفكرة شيطانية وبمساعدة صديقه القهوجي وإحدى السيدات باستقطابه وإيهامه بقضاء سهرة حمراء، وتمكنوا من الاستيلاء على متعلقاته وسيارته، لتصرف فيها وبيعها لتسديد المبلغ له.
تم تحرير المحضر اللازم، وأرشد المتهمون عن المضبوطات والسيارة، وأحيلوا إلى النيابة التي تولت التحقيق.


 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة