دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية


مرصد الإفتاء: زيارة البابا للقاهرة ولقاؤه شيخ الأزهر «نقضا للمعتقدات المتطرفة»

أ ش أ

الخميس، 27 أبريل 2017 - 11:19 ص

أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن زيارة البابا فرانسيس إلى القاهرة ولقاء فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تمثل نقضا للمعتقدات المتطرفة للجماعات التكفيرية التي تدعى أن الصراع وحدَه هو الحاكم للعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، وهو ما يدحضه -جملة وتفصيلًا- لقاء أكبر الرموز الدينية في العالم في رحاب الأزهر الشريف وعلى أرض مصر الآمنة. 
كما أن اللقاء يعتبر كذلك دليلا على قدرة أصحاب الأديان المختلفة على اللقاء والتعايش معا والتقارب، بل والتعاون والتآلف لتحقيق غايات عمارة الأرض ونهضة الأمم والشعوب.
وأضاف المرصد "إن البناء الأيديولوجي والفكري للجماعات التكفيرية والمتطرفة يجعلها تنظر إلى زيارة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إلى القاهرة ولقائه القيادات الدينية الإسلامية وعلى رأسها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ باعتبارها دليلا على العمالة والخيانة للأمة والإسلام، وموالاةً "لأئمة الكفر" والتحالف معهم ضد "المجاهدين" التابعين للتنظيمات التكفيرية، كداعش والقاعدة ومن على شاكلتهما".
جاء ذلك فى تقرير لمرصد الفتاوى عقب تحليل أكثر من 50 إصدارا مكتوبا ومرئيا لتنظيم داعش الإرهابي، يتحدث فيه عن الغرب والقيادات الدينية المسيحية، وخاصة العلاقة بين قيادات العالم الإسلامي والقيادات الدينية في الفاتيكان، التي تم وصمها دائما باعتبارها موالاةً لأهل الكفر وخيانة للإسلام والمسلمين، بل باعتبارها دليل خيانة يوجب القتل والإخراج من الملة.
وقال المرصد "إن هذا التصور للزيارة وتكييفها من جانب التنظيمات التكفيرية يعود إلى عدة عوامل، أبرزها أن تلك التنظيمات إنما تنظر للآخر المختلف باعتباره كافرا ومحاربا للإسلام والمسلمين، ولا بد من قتاله ولا سبيل للحوار معه أو التواصل، يضاف إلى ذلك تصنيفهم العالم إلى دار حرب ودار سلام، وتصنيف كل بقعة خارج سيطرتهم باعتبارها دار حرب يجب القتال فيها وسفك الدماء؛ باعتبار ذلك جهادًا لأجل جعل كلمة الله هي العليا!"
وضاف " إن أحد عوامل هذا التشوه الفكري والأيديولوجي للجماعات التكفيرية وتكييفها الشاذ لزيارة بابا الفاتيكان إلى مصر يعود إلى الجهل الشديد باللغة وبعلوم الشريعة ومقاصدها، ذلك الجهل الذي جعل خوارج العصر يفسرون الآيات القرآنية التي تتحدث عن علاقة المسلم بغير المسلم على غير ما تحتمل، ويُنزلون النصوص على وقائع تهدم مقصد النص وتُفسد مآلاته، إضافة إلى تلاعبهم بمسألة الناسخ والمنسوخ في القرآن، بما يجعلهم ينكرون الكثير من آيات الله في كتابه بدعوى أنها منسوخة، فيمحون من القرآن ما يخالف معتقدهم وتصوراتهم المشوهة".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة