مصادر دبلوماسية أمريكية تستبعد المساس بالمعونة العسكرية لمصر

هشام مبارك

الثلاثاء، 02 مايو 2017 - 01:21 م

أكدت مصادر دبلوماسية أمريكية أنها تستبعد مساس الإدارة الأمريكية بالمعونة العسكرية لمصر رغم التقرير السلبي الذي أعدته  لجنة الكونجرس الأمريكى والتى طالب اعضاؤها باعادة النظر فى حجم المعونة العسكرية التى تقدمها الولايات المتحدة الأمريكة لمصر.

  وقال السفير جيرالد فيرستاين السفير الامريكي السابق في اليمن ومدير وحدة الشئون الخليجية بمعهد الشرق الاوسط بواشنطن ،إن السياسات الامريكية تجاه منطقة الشرق الاوسط لم تتبلور بعد ، وان هناك اتصالات بين الادارة الجديدة وعواصم المنطقة بما فيها مصر وزيارات من وزير الدفاع للمنطقة بهدف وضع اسس السياسة الجديدة للادارة للتعامل في المنطقة.

وأضاف خلال لقائه بالصحفيين المرافقين لبعثة طرق الأبواب الأمريكية بواشنطن حاليا، أن هناك فرقا واضحا بين علاقة ادارة ترامب بالقاهرة وادارة اوباما حيث نشهد الان مزيدا من التعاون في المجال الأمني ودعما اكثر لجهود مصر في مكافحة الارهاب في سيناء وامداد الجيش المصري بالمعدات اللازمة وهناك حوار مختلف حول كيفية تحقيق الاستقرار في ليبيا مع اهمية ذلك جدا لمصر واستقرارها .

وأشار السفير جيرالد فيرستاين الى ان الكونجرس قد يختلف مع الادارة في بعض الامور بالنسبة لمصر كما انه يرى بعض السلبيات في مجال حقوق الانسان والمجتمع المدني ، لكن بصفة عامة هناك اتفاق على اهمية تعزيز قدرات مصر ونظامها الامنى.

وقال إن ابرز الملفات التي تهم الولايات المتحدة هي الارهاب وايران والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي .
وفيما يتعلق بالارهاب قال السفير ان هناك توقعات بان تتواجد الامريكية في سوريا لضرب داعش فضلا عن الجهود التي يقوم بها التحالف الدولي حاليا ضد تلك الجماعات في كل من سوريا والعراق .

وأشار الى ان الولايات المتحدة تعمل مع اطراف اخرى على افساح المجال لاعادة توطين اللاجئين الى المناطق التي كانوا قد فروا منها بسبب الارهاب والممارسات التي يقوم بها نظام الاسد .

واوضح السفير جيرالد فيرستاين  انه يجرى حاليا العمل على بناء نمط جديد للعلاقة الامريكية الروسية بما يجعل بالامكان الاتفاق على حد ادنى من المهام في المنطقة وتفادي الخلاف الشديد بينهما وبصفة خاصة حول الملف الايراني .

وقال السفير ،إن زيارات المسؤولين الامريكيين التي تمت لدول الخليج مؤخرا ناقشت معهم تطوير وتقوية دفاعاتهم من اجل لجم انشطة ايران في المنطقة والوقوف ضد توسيع نفوذها في لبنان وسوريا والعراق واليمن .

وأوضح ان الكونجرس والادارة يواصلان بناء استراتيجية جديدة للتعامل ضد ايران .

واعرب عن اعتقاده ان الجهود ستتواصل في الفترة المقبلة لايجاد حل للقضية الفلسطينية معتبرا ان المبادرة العربية للسلام مازالت على مائدة التفاوض كما ان ملف النزاع الفلسطيني الاسرائيلي كان في قلب مقابلات ترامب مع الرئيس السيسي وملك الاردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ،مؤكدا ان ترامب سيزور الرياض ربما خلال شهر رمضان المقبل وبعدها اسرائيل لهذا الغرض ، مضيفا انه يعتقد ان ترامب لن يقوم بنقل السفارة الامريكية الى القدس في الوقت الراهن لانه يعلم ان هذا الامر سيزيد القضية الفلسطينية تعقيدا وستضر عملية السلام بشدة .

واكد السفير ،أن منطقة البحر الأحمر غير مستقرة ولانها محور مهم لتجارة السلع والخدمات العالمية التي تمر عبر ها الشريان المائي ومن خلال قناة السويس مما ترتب عليه سعى قوى دولية للتواجد بقوات عسكرية في جيبوتي منها الولايات المتحدة ، والمح الى ان امريكا قد لاتكتفى بذلك وتبحث عن تسهيلات عسكرية في دول اخرى مثل ارض الصومال واوغندا واليمن .

وأشار السفير إلى اهمية مشاركة المعلومات والتعاون الامني وتجفيف المنابع المالية والفكرية للجماعات الارهابية وذلك للسيطرة على احتمالات انتقال الارهابيين من مناطق الصراع الحالية الى دول اخرى .

وكشف ان الادارة الامريكية تقوم بحوار مكثف مع الدوحة من فترة وتناقش مع قطر ما يجرى في سوريا كما تناقش ايضا قادة تركيا ، وذلك كله بهدف وقف اي دعم للارهابيين .

وحول ليبيا قال إن الموقف الامريكي تجاه ليبيا تغير في الأشهر الأخيرة واصبح هناك تركيز على العمل المشترك الذي يضم كافة المجموعات الدول المؤثرة مثل مصر والامارات لايجاد مخرج من الازمة هناك وبما يساعد على سد منافذ لجوء ارهابيين جدد اليها او اتساع نطاق الهجرات منها .

وبالنسبة لليمن قال إن هناك عدة سيناريوهات لحل الازمة ، قد يكون احدها العودة مرة اخرى الى ماقبل الوحدة او تخفيف المركزية بما يسمح للمناطق والجماعات المختلفة بقدر اوسع في ادارة شئونها .
واكد انه يوجد جدل شديد داخل الولايات المتحدة الامريكية حول تصنيف الاخوان كمنظمة ارهابية ، الا ان هناك اشكالية تتعلق باختلاف وضع الاخوان في البلاد المختلفة ، فهم في تونس غير وضعهم في اليمن وكذلك في الاردن ، ولايزال هناك خيارات ما بين اعتبار التنظيم العالمي للاخوان كيان ارهابي او اعتبار اي جزء من جماعة الاخوان يدعم المجموعات الارهابية.

اكد انه امر ايجابي ان تزيد العلاقات بين مصر والسعودية وان من شأن تعاون او تحالف ثلاثي بين مصر وامريكا والسعودية هو تسريع عملية مواجهة ايران وايجاد حماية مستقرة لدول الخليج وحل مشكلة اليمن .

وقال إن مايسمى بصفقة القرن قد تتشكل من مكونات مختلفة تشمل حماية الخليج وحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وكبح ايران ، وهناك حوارات دائرة بين كافة الاطراف بلورة حل يقود الى اقامة علاقات طبيعية بين اسرائيل والدول العربية غير انه يجب ان نعرف ان الصراع الذي استمر لاكثر من نصف قرن لايمكن حله في ايام او اشهر معدودة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة