خالد مشعل
خالد مشعل


إسرائيل: DNA حماس والإخوان واحد.. وانعزال الحركة عن الجماعة "هراء"

محمد نعيم

الثلاثاء، 02 مايو 2017 - 01:31 م

جذبت وثيقة حماس السياسية الجديدة انتباه الدوائر السياسية في تل أبيب،لاسيما ما يتعلق منها بانعزال الحركة عن جماعة "الإخوان المسلمين"، وتفادي الحديث عن زوال إسرائيل، واعتبرت إسرائيل بحسب تقرير نشرته القناة الإسرائيلية الثانية، أن صياغة الوثيقة الجديدة جرت بالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لتدعم الموقف الفلسطيني خلال زيارة عباس المقررة لواشنطن 3 مايو الجاري، ولقائه المرتقب في البيت الأبيض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
التقارب مع مصر والخليج
ورغم أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في الدوحة، إنه يعكف منذ 4 سنوات على دراسة موقف حركته السياسي الجديد، إلا أن دوائر التقرير العبري أكدت حرص حماس على تغيير وجهها فيما يخص جماعة الإخوان على وجه الخصوص للتقارب مع مصر من جهة، ودول الخليج والمجتمع الدولي من جهة أخرى، لاسيما أن العالم بات يتعامل مع الجماعة الإخوانية على أنها تنظيم إرهابي، ومن المستحيل أن تندمج حماس في المنظومة السياسية الإقليمية والدولية الجديدة من دون الابتعاد عن جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي، إذ تتوقع الحركة الحمساوية من المجتمع الدولي في أعقاب سياستها الجديدة التخلص من التعامل معها على أنها منظمة إرهابية.
وفي حين تفادت الوثيقة الحمساوية الدعوة إلى تدمير إسرائيل، واكتفى مشعل بالتأكيد على عدم الاعتراف بالدولة العبرية، أصدر ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي بياناً في أعقاب تلاوة الوثيقة، اعتبر فيه تصريحات مشعل "محرفة"، وأن "حامض DNA حماس هو ذاته الحامض النووي لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي"، وأضاف البيان: "نحن على يقين بأن حماس تواصل استثمار كافة مواردها، ليس فقط من أجل الاستعداد لشن الحرب على إسرائيل، وإنما لغرس روح محو إسرائيل من الخارطة في عقول أطفال القطاع الغزاوي، ففي اليوم الذي تتوقف فيه الحركة عن حفر الأنفاق، وتوجه فيه مواردها لبناء البنية التحتية في القطاع، وتتوقف عن تعليم أبناء الغزاويين قتل الإسرائيليين، فسيعد ذلك تغييراً حقيقياً، لكن ذلك لن يحدث". 
الوجه الحقيقي لحماس
وفي منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة الجنرال يوآف مردخاي: "القرآن شريعتنا، والموت في سبيل الله غايتنا" هو الوجه الحقيقي للحركة الحمساوية، وليس المبادئ التي تلاها مشعل في وثيقته السياسية الجديدة، فما جاء في تلك الوثيقة غش وتحايل وخداع تام".
وأضاف الجنرال مردخاي أن حماس يمكنها تغيير كلمة أو كلمات في الوثيقة الجديدة، إلا أن هذا التغيير لن ينطوي على حقيقة موثوق فيها، معتبراً أن وثيقة حماس لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وأضاف: "ورقة مشعل الجديدة تحاول إخفاء نشاط الحركة وأيدلوجيتها الإجرامية، لكن ذلك لن يفيدها".
من جانبه رأى المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحم، أن وثيقة حماس الجديدة خرجت من رحم ما تلقته من تقارير موثقة، تؤكد إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إدراج جماعة الإخوان والتنظيمات التابعة لها وفي طليعتها حماس في قائمة المنظمات الإرهابية، فمنذ إدارة أوباما السابقة، قدم السيناتور الجمهوري تيد كروز مشروع قانون إلى الكونجرس الأمريكي يقضي بإعلان جماعة الإخوان وحركة حماس تنظيمين إرهابيين، لكن إدارة أوباما جمدت المشروع.
سن قانون في الكونجرس
وأضاف المحلل الإسرائيلي في تقريره المنشور بموقع NF« العبري: "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يمتلك علاقات قوية بنظيره الأمريكي، طرح عليه خلال لقائهما الأخير بواشنطن القضية ذاتها، وحفزه على تسريع وتيرة سن قانون في الكونجرس، يقضي بإدراج الإخوان والتنظيمات التابعة لها لاسيما حماس على قائمة المنظمات الإرهابية".
ومن هذا المنطلق، وفقاً لتقرير بن مناحم، أدركت حماس ضرورة الانعزال عن جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي بالوثيقة الجديدة التي أعلنها خالد مشعل من العاصمة القطرية. وأوضح المحلل الإسرائيلي المخضرم، أن الرئيس الأمريكي يدرك تماماً، أن المصريين يعانون أزمة العمليات الإرهابية منذ صعود الرئيس السيسي إلى السلطة عام 2013، إذ دفعت جماعة الإخوان بالتعاون مع حماس و"داعش" بعملياتها الإرهابية في شمال سيناء في محاولة لإسقاط النظام الجديد وإعادة نظام مرسي إلى كرسي الرئاسة. 
وألمح معد التقرير العبري إلى أن عدداً من الحركات المحسوبة على جماعة الإخوان مثل حماس وحركة "النهضة" في تونس، كانت قدمت "دواءً" للضربة المرتقبة للإخوان قبل دخول ترامب البيت الأبيض، حينما أعلنوا تبرئتهم من الإخوان أو أية تنظيمات إسلامية أخرى، للحيلولة دون فرض عقوبات ضدهم من خلال الكونجرس الأمريكي.
قلق إخواني وأمريكي
ومن غير المستبعد – وفقاً للمحلل الإسرائيلي – أن يكون توقيت صدور وثيقة حماس السياسية الجديدة محاولة  لإعادة تقديم الحركة على أنها تنظيماً معتدلاً وليس معادياً للسامية، ولا يحرض على الإرهاب، ولعل اختيار مكان تلاوة الوثيقة يؤكد هو الآخر محاولة قطر تفادي وضعها في دائرة الدول الراعية للإرهاب، لاسيما بعد الجولة المكوكية الأخيرة، التي زار فيها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الدوحة بعد زيارة مصر والسعودية وإسرائيل.
وأشار تقرير الموقع العبري إلى أن جماعة الإخوان تقيم علاقات وطيدة بإيران، فرغم أن الدولة الفارسية شيعية وجماعة الإخوان سنية، إلا أن حركة حماس "ابنة الإخوان"، وكذلك الجهاد الإسلامي، يحصلان على دعم مادي وعسكري من حكومة طهران، وينبغي الإشارة هنا إلى أن الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي قام بزيارة في بداية حكمه لإيران. 
على الصعيد ذاته، بات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان قلقاً جداً من نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة حيال الجماعة، إذ تشير معلومات موثقة إلى أن التنظيم خصص مبالغ مادية طائلة خلال الآونة الأخيرة، للاستعانة بشركات استشارية، ومجموعات ضغط في واشنطن، للحيلولة دون سن تشريع يقضي باعتبار الإخوان جماعة إرهابية. 
ولا يبتعد القلق كثيراً عن إدارة ترامب حيال القرار ذاته، إذ ترى تقارير تقدير الموقف الاستخباراتي في واشنطن، أنه من غير المستبعد أن تقوم جماعة الإخوان التي تنفذ وترعى عمليات إرهابية في مصر بتوجيه إشارة إلى التنظيمات الأقوى "القاعدة"، و"داعش" لتنفيذ عمليات مماثلة في الولايات المتحدة، خاصة أن "داعش"، و"القاعدة" خرجا بالأساس من رحم جماعة الإخوان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة