رجائي عطية
رجائي عطية


بدعة التهجم علي الأزهر وشيخه الجليل

رجائي عطية

الأربعاء، 03 مايو 2017 - 04:42 م

 
لا يمكن أن يكون التهجم علي الأزهر الشريف وشيخه الجليل ـ لا يمكن أن يكون هذا التهجم بريئًا من الغرض، بل الغرض الملبوس، الذي يستهدف الإسلام ذاته بهدم المنارة التي قامت علي حفظه ودراسته وتدريسه وتبني خطابه وهدايته علي مدار أكثر من ألف عام.
بل ومن المحال أن يخدم هذا الغرض ـ رعاية الوطن والشأن العام، فلم يكن حسب الأزهر أنه منارة للإسلام، بل كان طوال تاريخه قلعة للحرية والاستقلال وحصنًا حصينًا للذود عن الوطن وحماية مقدراته وأراضيه.
الأزهر في مصر، وفي الحياة الإسلامية
لم تحظ مؤسسة من المؤسسات في التاريخ الوسيط والحديث، بالمكانة التي حفظها المصريون والعالم الإسلامي للأزهر منذ تأسيسه سنة 361 هـ / 972م، وهو لم يحظ بهذه المكانة من باب القداسة، وإنما من واقع الدور العظيم الذي نهض وينهض به الأزهر في مجال الدعوة والهداية، وفي مجال التعليم والثقافة بعامة، وفي الذود عن حياض الوطن وحياض الإسلام وحقوق المسلمين.
الحملة الممنهجة !
ولا يمكن لعاقل أن يفوت عليه الحملة الممنهجة المشنونة الآن علي الأزهر وشيخه الجليل، اختلط فيها الحابل بالنابل، وخاض غمارها أصحاب أغراض ومآرب، ومتطفلون علي العلم والفكر والدين، حتي رأينا شخصًا لا يحسن شيئًا من الدين، ولا معرفة له بالقانون، يتصدي لوضع قانون ضرير، لا معني له إلاَّ الحط من الأزهر والنيل منه، ونسف استقلاله، والتحرش بإمامه الجليل !
تعلة كاذبة !
يبدو للمراقب، أن الإرهاب و« تجديد الخطاب الديني »‬، يُتخذان علة ـ ولا علة ـ لهذا التهجم الممنهج، مع أن الإرهاب لا علاقة له بالدين، وإنما هو خروج واضح وصارخ علي الدين، والإرهابيون »‬ خوارج » لا يستمدون مرجعيتهم من الدين، وإنما لهم مرجعيات ملبوسة مغرضة، يحرفون فيها الكلم عن موضعه، ويختلقون اختلاقًا ويبتدعون ما يصادف هواهم ويبرر الأغراض والمنافع المرجوة من هذا الضلال البعيد الذي لا دين ولا وطن لـه!
من أعلام الاجتهاد والتجديد
أما »‬الخطاب الديني»، فإنه لم يتوقف قط عن التجديد، رأيناه حاضرًا منذ الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر الذي عاصر الحملة الفرنسية وتولي مشيخة الأزهر سنة 1246 هـ/ 1830م، وهو صاحب الفضل في التنبيه إلي قيمة العلوم الطبيعية، وضرورة إدخال العلوم العصرية، القائل »‬ إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها، ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها ».
وهو رحمه الله، أستاذ الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، والذي كان وراء إلحاقه كإمام بعثة الأربعين شابًا التي أرسلت إلي باريس في ربيع عام 1826 م، فعاد بدرته المجددة »‬ تخليص الإبريز في تلخيص باريز »، لتتواصل مسيرة الاجتهاد والتجديد في الأزهر الشريف، فرأينا الأستاذ الإمام محمد عبده صاحب الدور الريادي في التجديد، عبقري الإصلاح والهداية الذي نهض برسالة الأزهر في عصره حتي لاقي ربه سنة 1905م / 1323هـ، وتلاه أعلام عظام من أئمة وشيوخ وعلماء الأزهر.
ورأينا من هؤلاء الأعلام المجددين، تمثيلاً لا حصرًا : الشيخ أحمد بك إبراهيم، صاحب العقل الراجح، والفكر الثاقب، الأستاذ بمدرسة القضاء الشرعي ثم بكلية الحقوق والدراسات العليا، حيث تخرجت عليه أجيال في الفقه والعلوم الشرعية، ومن تلاميذه العلماء الأفذاذ الشيخ علي الخفيف، والشيخ عبد الوهاب خلاف، والشيخ محمد أبو زهرة، إلي مؤلفات ودراسات متعددة في الفقه وفروعه، وفي المعاملات وأنواعها، وفي الأحوال الشخصية وأحكامها، وفي طرق الإثبات والقضاء في الشريعة الإسلامية.
ومن هؤلاء أعلام الاجتهاد المجددين، الشيخ محمد مصطفي المراغي الذي تولي رئاسة المحكمة العليا الشرعية، وعين شيخًا للأزهر سنة 1928 م، ولم يتردد ـ حين ووجه بعقبات ـ في الاستقالة سنة 1929 م، ثم ليعود بعد ذلك إلي المشيخة استجابة لنداء العلماء ـ من سنة 1935م إلي أن لاقي ربه سنة 1945م، وهو صاحب الدعوة إلي ترجمة »‬ معاني القرآن » ترجمةً رسمية تتيح المعرفة بالكتاب والإسلام لغير الناطقين بالضاد، وصاحب الريادة والآراء السديدة والاجتهادات الرشيدة في التعديلات التي أدخلت علي قانون الأحوال الشخصية. ومن هؤلاء الأعلام المجددين في رحاب الأزهر، الأستاذ العلامة محمد فريد وجدي، الذي وإن لم يكن من خريجيه، إلاَّ أنه تلقي في مدرسته، وكان أول رئيس تحرير لمجلة الأزهر، وقد أحال إليه الإمام الأكبر الشيخ المراغي سؤالاً مشتطًّا لقارئ عن عقوبة الشرك الأخروية، تطرف فيه إلي تعسفات ظنية، لا تمت إلي اليقين بسبب، فإذا بالأستاذ وجدي يخرج بإجابة شافية مزجت بين الفقه ومقررات العلم الحديث، ونالت تقدير وإعجاب الإمام الأكبر وغير قليل من العلماء.
يوم مات المسيحي »‬جبرائيل تقلا» صاحب جريدة الأهرام، أفرد الأستاذ وجدي صفحة من مجلة الأزهر لنعيه والثناء عليه، فذهب أحد المتشددين ناقدًا هذا النعي إلي الإمام الأكبر الشيخ المراغي، ولكن الإمام المجدد هدَّأ خاطره ودعاه إلي تلاوة المقال حتي وصل إلي قول الأستاذ وجدي : »‬ إن الأزهر ومجلته لتشارك الأمة في أساها، وتذكر من فضائل الفقيد الكبير ما كان يقابل به بحوث حضرات العلماء من الاحترام، ويحلها في أرفع مكانة من الأهرام، ولطالما نشر مقالات في موضوعات علمية بحتة كان أولي بها المجلات، ولكنه كان يؤثر أن يكون عونًا للأزهر في أداء رسالته، وفي عهده الجديد، ومما يدل علي عنايته بهذه الناحية، أنه عندما ثار جدال بين القائلين بجواز ترجمة القرآن والذاهبين إلي تحريمها، وانتصر حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفي المراغي للقائلين بالجواز، نشر الأهرام بحثه في عدد واحد علي طوله، ولم يكن فضيلته شيخًا للأزهر إذ ذاك، فهذه النزعة الشريفة مضافة إلي الكثير من غيرها ـ لا يصح أن تترك دون تقدير وإعجاب، فلا غرو أن عدت خسارة الآراء الحكيمة بموته فادحة، أحسن الله عزاء أسرته، وجعل من نجله خلفًا جديرًا بسلفه العظيم ».
ولم يجد الإمام الأكبر صعوبة في أن ينبه الناقد المتشدد، إلي ما في مقال الأستاذ وجدي من توجيه ومن مرام نبيلة حكيمة. ومن أعلام الاجتهاد والتجديد الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، صاحب الدور الريادي في السعي للتقريب بين المذاهب، الذي تولي مشيخة الأزهر منذ سنة 1958 م حتي لاقي ربه سنة 1963 م، وصاحب الاجتهادات المجددة في مؤلفاته الضافية التي كان منها : فقه القرآن والسنة، ومقارنة المذاهب، ومنهج القرآن في بناء المجتمع، والإسلام عقيدة وشريعة، والقرآن والمرأة، ومن توجيهات الإسلام، وتفسير الأجزاء العشرة الأولي من القرآن، وإليه يُنسب قانون إصلاح الأزهر الذي صدر سنة 1961، وفي عهده دخلت العلوم الحديثة إلي الأزهر.
ومن هؤلاء الأعلام المجتهدين المجددين، الأستاذ الشيخ عبد الوهاب خلاف، والأستاذ الشيخ علي الخفيف، والأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة، والأستاذ الشيخ علي عبد الرازق مؤلف كتاب »‬ الإسلام وأصول الحكم »، والأستاذ الشيخ مصطفي عبد الرازق شيخ الأزهر وأستاذ الفلسفة الإسلامية في الجامعة المصرية، صاحب السيرة الحافلة في الاجتهاد والتجديد، مما لا يتأتي الاحاطة به في هذه الكلمات الموجزة، ويحتاج إلي كتاب شامل عنه، وكذلك الشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز الذي يضيق المجال عن مجرد الإشارة إلي إبداعاته في كل باب، وكوكبة الأخري من الشيوخ العلماء الأجلاء.
ومن عباءة هؤلاء الأعلام المجتهدين المجددين، خرج أعلام ملأوا الحياة الوطنية أداء وعطاءً، منهم سعد زغلول الزعيم الخالد الذكر، ومنهم الشاب السوري سليمان الحلبي الذي اقتص لمصر والمصريين من »‬ الجنرال كليبر» الذي خلف نابليون في قيادة الحملة الفرنسية التي دنست الأزهر الشريف بسنابك الخيل، وأعدمت الزعيم الوطني »‬ محمد كريم » بميدان الرميلة بالقلعة، وقتلت آلاف المصريين.
ثقل الحضارة التي مثلها الأزهر
لم يتخرج في الأزهر إرهابيون، وإنما تخرج فيه من تمثلنا ببعضهم، وتخرج علي ثقافته أمثال الزعيم »‬ أحمد عرابي »، وفارس الصبر »‬ عبد الله النديم » وغيرهما من الذين وإن لم يتموا دراستهم بالأزهر، مثل أسطورة المحاماة »‬ إبراهيم الهلباوي »، إلاَّ أنهم من نبت الأزهر الذين تشكلت معارفهم من ينابيعه.
وكثيرًا ما تفرد الأزهر بالميدان، ليقوم برسالته التعليمية، ويكثف جهوده في العهود التي اضمحلت فيها المؤسسات التعليمية الأخري، مثلما حصل في العهد العثماني الذي تآكلت فيه كثيرٌ من المدارس التي أقيمت في عهود الفاطميين والأيوبيين والمماليك.
ولم تكن المكانة المرموقة للأزهر في العالم الإسلامي، والتي لا يدركها المتهجمون، إلاَّ تعبيرًا عن مكانته ودوره العريض عبر التاريخ.
الأزهر في مقاومة الظلم والاستبداد
رأت مصر والمصريون، صورًا من المظالم والاستبداد طوال عهدي المماليك والعثمانيين، فأثبت الأزهر طوال هذه السنين، أن المؤسسة العلمية التربوية لا تتوقف مهمتها عند حدود التلقين والتعليم والتثقيف، فقام الأزهر وعلماؤه الذين اكتسبوا من مكانته قوة ـ قاموا بقيادة المد الوطني لمقاومة الظلم والاستبداد، كما قاموا بنقد الحكم، وترشيده إلي سبله الصحيحة، في ملاحم لم تكن تنقطع إلاَّ لتستأنف من جديد، وفي تاريخ الجبرتي مئات من المشاهد التي ناضل فيها علماء الأزهر وطلابه للذود عن الحياض المصرية.
في مقاومة الاحتلال الفرنسي
أوشكت المحاكمة المتجبرة التي عقدها الاحتلال الفرنسي للفارس الأزهري سليمان الحلبي، أن تطول شيخ الأزهر شخصيًّا، فقد طاشت اتهامات الفرنسيين وتعددت حتي طالت شيخ الأزهر »‬ الشيخ عبد الله الشرقاوي » وقاضي مصر »‬ الشيخ أحمد العريشي »، وحجزهما الفرنسيون ولم يُطلق سبيلهما إلاّ بعد أن أخفقوا في الإتيان بدليل عليهما، أما طلاب الأزهر الأربعة الذين أدينوا بمجرد العلم، وعلي غير بينة، فقد طالهم الحكم العجيب الموقع علي »‬ سليمان الحلبي » بإحراق يده اليمني ثم إعدامه علي الخازوق، بينما نفذ الفرنسيون إعدام طلاب الأزهر بقطع رؤوسهم وإحراق جثثهم أمام الجنود والأهالي مع مصادرة أملاك المتهم الغائب عبد القادر الغزي.
لم يكن هذا إلاَّ مشهد من مشاهد الصراع بين الحملة الفرنسية والأزهر، فقد حاول نابليون في البداية خطب ود علماء الأزهر لعلمه بمكانة الأزهر في المجتمع المصري كقاعدة وأساس للثقافة الإسلامية، فضم عشرة من شيوخ الأزهر إلي الديوان الذي شكله بزعم مشاركته في الحكم، ولكن سرعان ما اضطلع الأزهر بقيادة الثورة ضد الاحتلال الفرنسي، باعتباره رمز سيادة الأمة ومركز قيادتها، وما إن جرت معركة إمبابة، حتي صار الغازي الفرنسي والأزهر في مواجهة مباشرة وجهًا لوجه، وقاد الأزهر مقاومة الأمة علي عدة مستويات : المقاومة غير المباشرة التي قادها معظم الشيوخ الكبار داخل مجالس نابليون والتشكيلات الإدارية، والمقاومة المباشرة العنيفة التي اضطلع بها وقادها شباب الشيوخ، بتنظيم حركات سرية، وأعمال المقاومة الشعبية التي وصلت إلي ذروتها في ثورتين شارك فيهما أيضًا طلاب الأزهر إلي جوار شيوخه.
كانت الثورة الأولي في 21 أكتوبر 1798 م، مع الأيام الأولي للاحتلال، وتشكلت لقيادتها لجنة مقرها بالأزهر، وانطلق رجال الأزهر ـ شيوخه وطلابه ـ في منطقة الأزهر يلهبون المشاعر ويتنادون بالثورة، وحاول الجنرال »‬ ديبوي Dupuy » الحاكم العسكري لمنطقة القاهرة ـ حاول أن يتصدي للثورة، فحاصره الثوار ومعه وكيل المحافظة »‬ برتلمي اليوناني » ـ أو فرط الرمان، المعروف بالتهور والقسوة، الذي أطلق عيارًا ناريًّا علي أحد الثوار أرداه قتيلاً، فهجم الثوار علي »‬ ديبوي» الذي جرح جرحًا خطيرًا أدي إلي موته ! كما قتل الكولونيل »‬ سلكوسكي » ياور نابليون، وجعل الفرنسيون يضربون الأزهر الذي اجتمع فيه الثوار بالمدافع والقنابل حتي أوشك الجامع الأزهر أن يتداعي من شدة الضرب، وتحول حيّ الأزهر إلي كتلة من الخراب والحرائق والبيوت المدمَّرة.
أما الثورة الثانية، فقد شبت بالقاهرة في مارس 1800 م، للانتصاف من الاحتلال الفرنسي وإجباره علي الانسحاب تنفيذًا لاتفاقية العريش التي أبرمت في يناير من ذلك العام، واحتل الأزهر في هذه الثورة قمة الزعامة الاجتماعية والدينية والسياسية والثقافية، ومركز قيادة الشعب ورمز عزته وسيادته، وصمد واحتمل كل صنوف العنف الذي صبته الحملة الفرنسية ضده، كان آخرها تهجم »‬ مينو » ومعه الجنرال »‬ بليار Bélliard » الحاكم العسكري للقاهرة، علي الجامع الأزهر في 2 يونيو 1800م بحجة البحث عن أسلحة، وليفتعلوا الذرائع لإحصاء كل من فيه، والمصادرة بكل السبل علي الذهاب إليه.
المنارة الهادية التي لم تتوقف
لم ينصرف الأزهر قط طوال منافحته عن الحياض، عن أداء رسالته التعليمية الهادية، واتسعت باحته لكل العلوم والمذاهب، والانفتاح علي العقل الذي لا يناقض الشرع مع دليل النقل، فكلاهما جناحان يتعاضدان، وفي باحته نشأت دعوة التقريب بين المذاهب لوحدة الأمة الإسلامية تحت راية الوسطية التي ظلت علي الدوام ترفرف علي منهاج الأزهر ومواقفه.
البخاري ومسلم وكتب السنن وصحاح السنة
كان من الغريب ولا يزال، ابتداع الأسباب للتهجم علي الأزهر، وكان من أغرب هذه الأسباب التهجم علي صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنن وصحاح السنة، وإذ ليس في وسع المتهجمين نسبتها إلي الأزهر وهي ترجع إلي القرن الثالث للهجرة، من أكثر من ألف عام، فلا بأس من الدعوة إلي حرق الصحاح وكتب التراث تحت دعوي التنقية، وهي دعوة اتسعت حتي بدت وكأن المراد وسط هذا الضجيج حرق مكتبة الأزهر، بأيدي الأزهر لا بأيدي التتار أو المغول، في الوقت الذي يتنادي فيه المتهجمون بالحرية والانفتاح العلمي، الذي لا تجد فيه جامعات الدول الليبرالية حرجًا في تدريس الشيوعية والمذاهب الاشتراكية، بل والنازية والفاشية اللتين عانت منهما الإنسانية.
بداهة لا قداسة لما ورد بالبخاري ومسلم وغيرهما، ويمكن لمن يملك العلم وأدواته أن يبحث وأن يعاود النظر بالدليل والحجة، ولكن الأزهر لا يستطيع، ولا يستطيع أحد، أن يعبث بهذه المؤلفات ليحذف منها ما يشاء حذفه هذا أو ذاك من المتهجمين، فهي بما طويت عليه ملك للإنسانية ومناهج البحث والنظر ما امتد حبل الحياة الدنيا.
ما المراد ؟!
من المؤسف أن تشهد بلد الأزهر، هذا التهجم الضرير علي الأزهر أعرق جامعات الدنيا، وأن يكون كل همّ البعض هز مكانته وتدميره، ولا بأس من دفع شيخه الجليل إلي الاستقالة، أو ابتداع قانون للتحرش به والتجرأ عليه بغير حق، دون أن يهتز للمتهجمين رمش أو تطرف لهم عين، ودون أن يدروا، ولعلهم يدرون والهدم هو المراد ـ ما يحظي به الأزهر من مكانة في مصر وفي العالم بأسره، وما يمثله من مرجعية يفيء إليها المسلمون وشتي الشعوب في قارات الدنيا، وأن إعاقة رسالته تخدم في الواقع كل تيارات التطرف والعنف والإرهاب، بيد أن الأزهر سيبقي محفوظًا بعناية الله، قائمًا برسالته إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة