محاولة انقاذ سمكة الشمس النادرة
محاولة انقاذ سمكة الشمس النادرة


البيئة: محاولات لإنقاذ سمكة الشمس النادرة بنويبع بعد بتر أحد زعانفها

هدى النجار

الخميس، 04 مايو 2017 - 03:43 م

تجري وزارة البيئة محاولات من خلال إدارة محميات سيناء – محمية أبو جالوم لإنقاذ سمكة نادرة من نوع الشمس Mola mola  بساحل البحر الأحمر ، تم نهش أحد زعانفها البطنية عن طريق أحد الكائنات البحرية المفترسة

تلقت إدارة محميات سيناء بلاغاً من القائمين على إحدى القرى السياحية بمدينة نويبع  يفيد بوجود سمكة كبيرة الحجم بالشاطئ على قيد الحياة ، ولا تستطيع الحركة بشكل طبيعي ، فتم تكليف لجنة فنية طارئة بقيادة الباحث أحمد الصادق مدير محمية أبو جالوم والتي توجهت علي الفور لمكان البلاغ بالتعاون مع العاملين بالقرية السياحية و شرطة البيئة والمسطحات ومركز غوص افريكان دايفرز ، وتم التعرف على نوع السمكة وأخذ كافة القياسات اللازمة حيث بلغ طول الجسم 2.10 م ووزنها التقديري حوالي 300 كجم .

وتبين من المعاينة في الموقع وجود بتر كامل للزعنفة البطنية وهي إحدى الزعانف الرئيسية المتحكمة في حركة السمكة مما أصابها بحالة عدم اتزان وأصبحت غير قادرة على السباحة بشكل طبيعي وأدى إلى دفعها إلى الشاطىء بسبب التيارات المائية .

 وتعتبر سمكة الشمس من أثقل الأسماك العظمية علي مستوى العالم  وتتغذى علي قناديل البحر والأخطبوطات  وتلعب دوراً هاماً في الحفاظ على التوازن البيئي ويندر مشاهدتها في المياه الضحلة نظراً لكونها من أسماك الأعماق، ومن غير الطبيعي خروجها للشواطئ.

 وقام الفريق بتوفير كافة الإسعافات الأولية اللازمة  ودراسة الفرص المتاحة لإبقائها علي قيد الحياة، كما تم تخصيص مكان داخل المياه الضحلة بساحل خليج العقبة للسمكة وذلك باستخدام الشباك و المواد الطبيعية لإبقائها  على قيد الحياه فى بيئة مناسبة .

ووجه وزير البيئة د.خالد فهمي بتشكيل فريق علمي وطبي متخصص بقيادة الدكتور مصطفى فودة الخبير الدولي في الكائنات البحرية  وتجهيز غرفة عمليات موسعة على مدار الساعة لمتابعة الحالة الصحية للسمكة والتي تصنف بأنها سمكة أعماق وقد وصل أقصى عمق تم رصدها فيه إلى حوالي  600 متر تحت سطح الماء مما يجعل من محاولات إنقاذها عملاً فريداً من نوعه على مستوى العالم نظرا لإجراء عملية الإنقاذ بالقرب من السطح وهو ما يعنى اختلاف الضغط عن المعتاد فى بيئتها الطبيعية مما يصعب عملية الإنقاذ.

وتم التنسيق مع القوات البحرية المصرية التي لم تتوانى عن المشاركة في ذلك العمل الإنساني بتوفير سفينة متخصصة وعليها حوض مائي كبير لانتشال السمكة من موقعها الحالي أمام شاطىء القرية السياحية بنويبع  لنقلها إلى اكواريوم الغردقة الذي يبعد أكثر من 9 ساعات عن موقعها الحالي  وهو عبارة عن مركز متخصص في علوم البحار  به حوض مائي كبير لإجراء الفحوصات الطبية ومعالجة آثار نهش الزعنفة وأخذ القياسات اللازمة لتصميم زعنفة صناعة بديلة باستخدام أحدث التقنيات العلمية وسيتم تركيبها بمسامير خاصة ثم وضع السمكة تحت الملاحظة أثناء فترة النقاهة للتأكد من تماثلها للشفاء.
 
وتأتي محاولة إنقاذ تلك السمكة تفعيلاً لدور وزارة البيئة تجاه الحفاظ على الكائنات الحية والتنوع البيولوجي الذي التزمت به مصر في المعاهدات الدولية والقوانين المحلية ومراعاة للبعد الإنساني ومشاعر الرحمة تجاه كائن حي جريح ساهمت الأقدار في ظهوره للعيان على السواحل المصرية، وكان على وزارة البيئة  أن تقوم بكل ما يلزم لإنقاذ حتى مع ضعف فرص النجاة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة