الكابوس

أحمد عبدالفتاح- علاء عبدالعظيم

الأحد، 07 مايو 2017 - 07:19 م

حباها الله بجمال وضاح يجعلها مسرة للعيون، وجهها مستدير وردي اللون، وعيناها خضروان كأعشاب البحر، يتدلى شعرها فوق كتفيها وكأنه خيوط من الذهب، تقف داخل محكمة الأسرة بوقار وجلال تتابع المشهد من حولها بعين زائغة، ورأس مثقلة بالتساؤلات.
اقتربنا منها بعد أن تملكنا الفضول الصحفي لمعرفة سبب حضورها إلى محكمة الأسرة بإمبابة، تبدلت ملامح وجهها وازدادت عليه حمرة الخجل والقلق، ورفضت التحدث بأدب شديد، وبعد محاولات ووعد بعدم ذكر اسمها أو أية بيانات عنها ترددت قليلا، وبابتسامة عريضة كانت المفاجأة لتعلن عن أغرب قضية خلع.
بأذن صاغية وشوق بدأت حديثها قائلة: لقد تزوجت بعد أن انتهيت من دراستي الجامعية التي كنت اتخذها مبررا لرفض أي شخص يتقدم لي، وما إن تقدم لي زوجي الحالي لم أجد هناك مبررًا للرفض بعدما أقنعتني عائلتي بأنه مناسباً اجتماعياً واقتصادياً، وبالفعل تم زواجنا لكن لم أشعر معه بالأمان وينتابني الخوف والتوتر.
وبعد الزواج بشهرين بدأت تراودني الهواجس، وتؤرقني الأحلام يومياً حيث أراه ممسكاً بسكين ويفصل رأسي عن جسدي، وانتفض من نومي وتنتابني حالة من الهلع وكأن الأمر كابوس مخيف، تكرر الكابوس عدة مرات وأصبحت أرى الحلم واقعاً خاصة وأنا أمامه وصراخه في وجهي عند حدوث أي مشكلة ومحاولات اعتدائه علي بالضرب، وما كان يقلقني أيضاً عودته في ساعات متأخرة من الليل لدرجة إنني حرمت من النوم لمدة يومين متتاليين، خوفاً من هذا الكابوس المزعج والمفزع.
تنفست الصعداء وبصوت خافت أنهت حديثها قائلة: قررت أن أهرب من التوتر والخوف الذي سيطر على حياتي معه، وحضرت لرفع دعوى خلع منه.
وقبل أن نهم بالانصراف وبوجه عابس أكدت بأنها ليست مريضة نفسياً محاولة أن تنفي عن نفسها الاتهامات بالجنون؛ عندما رأت علامات الدهشة تعلو وجهنا، واستدركت قائلة: لا أريد أن أندم عما حكيته، فأنا لست بمجنونة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة