ناريمان فوزي

الأحد، 07 مايو 2017 - 08:54 م

مسيرة سياسية قصيرة لكنها عامرة بالخبرات الواسعة، استطاع إيمانويل ماكرون الوقوف أمام مرشحين أكبر منه سنا وأكثر منه خبرة بالأمور السياسية لكنه استطاع تكوين شعبية ضخمة ساندته وأيدته حتى تفوق على الجميع ووصل لقصر الإليزيه، ليصبح ثامن رئيس لجمهورية "شارل دوجول" الخامسة.
ولد ماكرون في الـ21 من ديسمبر عام 1977 ببلدة آميان شمالي فرنسا، درس الاقتصاد وتم قبوله قُبل في مدرسة هنري الرابع وبالرغم من فشله مرتين في امتحان القبول مدرسة الأساتذة العليا ولكن استطاع الدخول لاحقاً وحصل على درجة الماجستير وعلى دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة في جامعة باريس نانتير.
درس فيما بعد بالمدرسة الوطنية للإدارة في ستراسبورج وذلك بين عامي 2002-2004، بعد تخرجه عين في بداية حياته المهنية ببنك روتشيلد أند سي الشهير بفرنسا.
بدأ ماكرون مسيرته في الحياة السياسية عام 2006 حيث أصبح عضوا في الحزب الاشتراكي حتى عام 2008، وبعد تولي الرئيس فرانسوا أولاند مهامه كرئيس للجمهورية في 2012 قام بتعيين ماكرون مستشارا اقتصاديا له قبل إعطائه حقيبة وزارة الاقتصاد في 2014 بعهد حكومة مانويل فالس.
طموح ماكرون السياسي لم يقف عند هذا الحد، بل سعى إلى التقدم ومحاولة خلق شعبية له تؤهله لخوض الانتخابات الرئاسية، فقام بتأسيس حركة سياسية أسماها "إلى الأمام" وذلك في إبريل 2016، تبعها بتقديم استقالته من حكومة فالس الإشتراكية ومعلنا بصورة رسمية عزمه خوض الانتخابات الرئاسية.
على الجانب الشخصي، تزوج إيمانويل ماكرون من بريجيت ترونيو، معلمته بمدرسة لا بروفيدونس الثانية حيث التقيا عندما كان طالبا في الـ15 من عمره، إلا أن ارتباطهما رسميا صار حين بلغ الـ18، وبالرغم من اعتراض أسرته على تلك العلاقة نظرا لفارق السن الكبير بينهما إلا أنه تمسك بها وبقيا معا حتى تزوجا في 2007.
يتميز ماكرون بالوسطية، فهو لا ينتمي لا لليسار ولا لليمين المتشدد، كما أنه صرح أكثر من مرة في خطاباته السياسية أنه يريد اتباع طريقة جديدة مختلفة عن الباقين وعن من سبقوه، يهدف من خلالها النهوض ببلاده والدفع بها نحو الأفضل في كافة المناحي.
وسطية ماكرون فرضت نوعا من التنوع على شعبيته، فنوعية مؤيديه تتنوعبين اليمينيين واليساريين وهو ما يعكس نجاحه في كسر طرق التصويت النمطية التي اعتادها الفرنسيون.
نجح ماكرون في كسب احترام وتأييد القامات السياسية داخل فرنسا وخارجها والذين خرجوا بصورة رسمية يؤيدوه بعد نجاحه في الجولة الأولى من الانتخابات داعين الناخبين إلى النزول والتصويت له لنه منافسته اليمينة مارين لوبان من الفوز و"العبث" بوحدة البلاد ووضعها في الداخل والخارج.