انطلاق قمة «الحزام والطريق» بمشاركة 145 دولة و29 من قادة وحكومات العالم ببكين

حسام عبدالعليم

الأحد، 14 مايو 2017 - 12:07 م

انطلقت فعاليات قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى بمشاركة 145 دولة من بينهما مصر ممثل عنها د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى ود.طارق قابيل وزير التجارة والصناعة.
وشارك فى القمة التى تعقد بمركز المؤتمرات بالعاصمة بكين على مدى يومين 29 من قادة ورؤساء الدول والحكومات فى العالم، على رأسهم الرئيس الروسى فيلاديمير بوتن والرئيس الفلبينى رودريجو دوتيرت والرئيس التركى رجب طيب أردوغان وأنطونيو جوتيريش والأمين العام للأمم المتحدة، فضلا عن أكثر من 200 وزيراً و70 مم ممثلى المنظمات الدولية ومسئولين ورجال أعمال من مختلف دول العالم، وسط اتخاذ تدابير أمنية مشددة وحضور آلاف من الصحفيين والإعلاميين الصينيين والأجانب، ويهدف المنتدى إلى إحياء طريق الحرير القديم  لربط الصين  بالدول الواقعة بالقارات الثلاثة آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال شبكات التجارية والاستثمار والبنية التحتية على طول الطريق الذى يمر عبر الدول الواقعة عليه وعددها 56 دولة .
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج، فى كلمته التى ألقاها خلال افتتاح القمة والتى كانت بعنوان: " يدا بيد لدفع بناء الحزام والطريق" : أن طريق الحرير القديم يرجع إلى ما قبل ألف عام، ويتحلى بروح السلام والتعاون  والانفتاح والتسامح والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك. فهو يعتبر تراثا نفيسا لحضارة الإنسان ففي عصور أسر تانغ وسونغ ويوان الملكية تطور طريق الحرير البري مع طريق الحرير البحري في نفس الوقت وترك الرحالة الصيني دوهوان والإيطالي ماكو بولو والمغربي إبن بطوطة آثارهم التاريخية في طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري. وإنّ ما يملكونه لدفع قضيتهم ليست الأسلحة إنما هو قوافل الإبل ونيتهم الطيبة وما يعتمدون عليه ليس بارجة حربية أو مدافع وإنما هو سفينة الكنز والصداقة.
  وأشار إلى أن المجتمع الإنساني يمر الآن بمرحلة التنمية والإصلاح والتعديل من زاوية تاريخية ومن زاوية واقعية، فنحن نعيش في عالم ملئ بالتحديات، معتبرا أن النمو الاقتصادي العالمي يحتاج إلى قوة التحرك الجديدة والتنمية تحتاج إلى المزيد من التوازن ويجب تقليص الفجوة بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة ، مشيراً إلى ان هناك ما زالت قضايا ساخنة إقليمية  مع عدم الاستقرار الإقليمى وانتشار نزعة الإرهاب، كما أن هناك تحديات مثل عدم التوازن للسلام والتنمية والحوكمة.
100 دولة فى المبادرة
وأكد تشى جين، ان أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية تشارك في بناء"الحزام والطريق" وقدمت دعمها للمبادرة منذ طرحها قبل 4 أعوام، وبناء الطريق أساس للانتعاش ، مشيراً إلى ان  الصين تعمل مع الدول المشاركة في بناء المبادرة على دفع تسهيل التجارة والاستثمار بقوة وتحسين بيئتهما الاستثمارية باستمرار. 
وبفضل هذه الجهود المشتركة بلغ إجمالي حجم التجارة بين الصين والدول المطلة على الحزام والطريق 3 تريليون دولار خلال العامين الماضيين ، بينما تجاوز إجمالي الاستثمارات الصينية في الدول المطلة على الحزام والطريق 50 مليار دولار، وأقامت المؤسسات الصينية56 منطقة اقتصادية وتجارية للتعاون في أكثر من 20 دولة وخلقت 180 ألف وظيفة و1.1مليار دولار من الضرائب للدول المعنية.
وأوضح ان البلاد المطلة على طريق الحرير القديم كان ينساب فيها "اللبن والعسل"، غير أن كثير منها فى الآن أصبحت معروفة بعدم الاستقرار والصراع والأزمات، ويجب ان نجعل من  "الحزام والطريق" طريقا للسلام ونبني العلاقات الدولية في مناخ من التعاون والفوز المشترك وخلق شراكة على أساس الحوار والتعاون وليس المواجهة قائم على الصداقة وليس التحالفات ، كما يجب إطلاق الطاقة الكامنة لجميع الدول لتنفيذ التعاون الصناعي على نحو عميق وبناء مشاريع كبيرة، وتعزيز المواصلات البرية والبحرية والجوية والشبكية والتركيز على القنوات الرئيسية والمدن المركزية والمشاريع الرئيسية والطرق العامة وربط شبكات السكك الحديدة والمواني البحرية وبناء شبكة الطاقة العالمية وتحسين بناء شبكة لوجيستية عبر حدود الأقاليم، فضلا عن تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والحاسوب وغيرها وبناء المدن الذكية ، وتعزيز التبادلات بين البرلمانات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشعوب في مختلف الدول.
تقاسم خبرات التنمية
ونوه إلى أن الصين مستعدة على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، لتطوير التعاون الودي مع جميع الدول المشاركة في بناء المبادرة وتقاسم خبرات التنمية مع دول العالم كافة، إلا أنها لن تتدخل في الشئون الداخلية للآخرين، ولن تصدر للخارج النظم الاجتماعية والأنماط التنموية أو تفرضها على الآخرين. كما أنها لن تتبع منهج النزاعات الجيوسياسية القديم، ولن تشكل عصابات صغيرة تضر بالاستقرار، بل ستعمل على بناء أسرة كبيرة تتسم بالتناغم والتعايش.
وقال تشي جين بينج، ان العزلة تؤدى إلى التخلف، والانفتاح مثل معركة اليرقانة التى تخرج من شرنقتها وهذا يترافق مع الألم، لكن هذا الألم يعطى حياة جديدة ،مؤكداً إلى أن الصين ستزيد من الدعم المالي لبناء المبادرة، وتعهد بتقديم مساعدات بقيمة 60 مليار يوان إلى الدول النامية والمنظمات الدولية المشاركة فى المبادرة الحزام والطريق لبناء المزيد من المشروعات التى تساعد على الارتقاء بمعيشة شعوبها، كما ستقدم الصين  مائة مليار يوان صيني كمبلغ إضافي لصندوق طريق الحرير وتشجع المؤسسات المالية من أجل تحفيز أعمال الصناديق الخارجية ليصل حجمها حوالي 300 مليار يوان صيني. وسيقدم بنك التنمية الوطني الصيني وبنك التصدير والاستيراد قروضا تقدر قيمتها ب250 مليار يوان صيني و130 مليار فى إطار المبادرة، لافتاً إلى ان  الحزام الطريق سيتم بناؤه عبر التشاور المشترك والجميع سيشارك في التمتع بثماره.
الإرهاب الدولى
ومن جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - خلال كلمته- ان الفقر والظروف الاجتماعية السيئة والفجوة الكبيرة في معدلات النمو بين الدول تمثل أرضاً خصبة للإرهاب الدولي والتطرف والهجرة غير الشرعية، مؤكدا ترحيبه بمبادرة الحزام والطريق الصينية الواسعة النطاق ، مشيرأ إلى ان المبادرة تعد مثالا جيدا للتعاون فى مجالات البنية التحتية والنقل والصناعة والاتصالات، مشيرا إلى أن بلاده دعمت المبادرة منذ بداية خطواتها، مطالبا بالسعى لتعزيز الشراكة الأوروبية الأسيوية.
وناد الرئيس الروسي باتخاذ إجراءات ملموسة لتحقيق هذه المبادرات القائمة من خلال تسهيل تدفق البضائع والتعاون بين الشركات فى مختلف الدول وبناء البنية الأساسية وإقامة مؤسسات بحثية مشتركة وكبيرة، وأضاف أن الحمائية التى يشهدها الاقتصاد العالمي أصبحت قاعدة في يومنا هذا، وتظهر على شكل قيود أحادية الجانب، مشيرا إلى أن العالم يواجه مشاكل وتحديات خطيرة جدا، حيث أن النماذج القديمة وعوامل التنمية الاقتصادية قد استنفدت في العديد من دول العالم.
وفى السياق ذاته فيما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بمبادرة الحزام والطريق التى وصفها بالطموحة العابرة  للقارات التي  تتحد في رؤية مشتركة لتحقيق التنمية  فى العالم كله ، داعياً المجتمع الدولي لاغتنام الفرص التى تقترحها الصين فى هذه المبادرة  لتعزيز التنمية والفوز المشترك ، وقال ان بناء الطريق الخطوة الأولى نحو الرخاء، مطالبا دول العالم باستخلاص الخبرات من طريق الحرير القديم لرفع هذه الروح إلى  أعلى مستوي لتحقيق الفائدة لجميع الشعوب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة