ياسر رزق يكتب: 330 دقيقة مع الرئيس فى حواره لرؤساء تحرير الصحف القومية

ياسر رزق

الثلاثاء، 16 مايو 2017 - 09:04 م

السيسى يتساءل: ما الأهم.. الشعبية أم مستقبل مصر؟! لا أدير علاقة مع محكومين وإنما مع أهلنا الذين وثقوا فى شخصى 
يعرف طريقه إلى المستقبل، كأنما سلكه مراراً فى الماضى.كان يدرك حقائق الوضع فى البلاد، يعى دقائقه وتفاصيله من قبل أن يتولى المسئولية بسنوات.. كاتب السطور أحد الشهود الذين استمعوا إلى تقديرات الرجل منذ الأسابيع الأولى لفجر ثورة يناير 2011 وما بعدها.لم يفاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى بالواقع ولم تصدمه قتامة المشهد. 
كان يعلم مسبقاً أن على سطح الأرض قشرة رفيعة معتمة، تخفى تحتها بحيرة راكدة، مياهها آسنة، إذا خطوت عليها، ستنكسر القشرة وتتهشم، لتجرفك المياه إلى حيث شاءت التيارات!حينما استمسك السيسى بالصمت، إزاء نداء الجماهير الهادر له بالترشح، كان يتحسب لعظم المسئولية، وتتنازعه قناعة إنسان بأنه بلغ قمة الطموح وذروة المجد، وإيمان مقاتل بأنه لاراد لقدر الله واختيار الشعب.
أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى جلسة تاريخية فى شهر يناير عام 2014، وقف أيقونة الجيش المصرى يعرض أمره على رفاق السلاح، وهو يتهيب أن يترجل عن قيادة خير أجناد الأرض، وترك الرجال لقائدهم حرية اتخاذ القرار وفق ما يمليه عليه ضميره الوطنى، وهم يعلمون حتما قرار صاحب الضمير.ولبى الرجال نداء قائدهم لهم بأن يتحملوا عبء الذود مع الإنقاذ والبناء مع الحماية. كى يخطو الرجل إلى الأمام، كان لابد من تحويل القشرة إلى كتلة، والهشاشة إلى صلابة، لتكون الأرض ثابتة تحت أقدام السائرين. كان لابد من عمل دءوب متواصل فى شتى المناحى، لتنشيط ما هو راكد، وتنقية ما هو آسن، كان لابد من حركة لا تكل تقيم الأساس وترفع البناء.
على مدار 3 سنوات، انطلق السيسى، متدثراً بحلم عريض، ومسلحاً بإرادة لا تلين، ومحاطاً بمحبة تفيض، وثقة لا تنخدش. يحلم السيسى لمصر ولا يكف عن الحلم فليس فى قاموسه كلمة «مستحيل». الصغار يقنعون، والكبار يحلمون.والأمم العظيمة تعيش فى حاضرها، ما كان حلماً فى ماضيها.منجزات السيسى، كجبال الجليد العائمة، ترى الأعين قممها وذراها، بينما ما هو غاطس أعرض وأعمق، تحتاج كى تدرك حجمه إلى الغوص بقلب نقى وعقل متفتح.
أحب أن أجلس إلى رجل الأقدار، من قبل أن يصبح رئيساً. أحب أن أسمعه حانياً فى وداعة، غاضباً فى حق، ثائراً على باطل، ضاحكاً فى صفاء، حاسماً فى قرار، قاطعاً فى مبدأ، متأنياً فى مصير، مقدماً حين يحجم الآخرون.لا ينوى السيسى على شىء إلا إذا قدَّم المشيئة، يقاتل العجز بقوة الإيمان، والضعف بصلابة الإرادة، والقعود باستنهاض الهمم. يرى قبل الإشراق ضوءاً يلوح، فقط يدعو إلى الصبر قليلاً فسطوع الشمس على أرض مصر أمر محتوم.
أحسب الرجل عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى، طرازاً من الرجال تظن أنك تعرفه، ويفاجئك كل يوم بما يشرفك أنك يوماً عرفته. وأحسب الرئيس السيسى صنفاً فريداً من الزعماء، تظن اليوم أنك تقدره حق قدره، فتجد غداً أنك كنت غبنته قدره. إذا أحصيت ما ينطق به السيسى من كلمات، ستجد أكثرها تردداً على لسانه: الشرف، الإخلاص، الأمانة، الكبرياء، التجرد، الإرادة، الحمد، الإيمان.كلها سمات نبل الرجال، وإباء الشعوب وعظمة الأوطان. وما أسعدنا برجل نبيل يقود شعباً أبياً فى وطن عظيم.
< < <
330 دقيقة أمضيتها وزميلاى محمد عبدالهادى علام وفهمى عنبة، مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حوار صحفى شامل، بحضور اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس وأقرب معاونيه.
على مدار خمس ساعات ونصف الساعة تواصلت الأسئلة والاستفسارات والإجابات والإيضاحات بصراحة لا يحدها سقف، وشفافية لا تعتريها اعتبارات.لا يعتبر الرئيس السيسى نفسه رئيساً يحادث مواطنين، ولا مسئولاً أول يحاوره صحفيون، إنما مواطن شريك فى وطن تحدث مع أهله المواطنين شركائه فى المسئولية عن وطن.. هذا هو حاله مع الجميع. لم ينقطع الحوار إلى حين تردد أصداء أذان الظهر من جهاز تليفزيون موقوف على محطة تلاوة قرآنية، فى غرفة مجاورة لقاعة الاجتماع، التى رصصنا على طاولتها أوراقنا وأقلامنا، وبجانبها أكواب شاى نحتسيها على سخونتها لنرطب بها حرارة أسئلة وإجابات لا تقل درجتها عن حرارة تلقائية ومودة واستقبال. شواغل الرأى العام فى الداخل المصرى وعلى امتداد الإقليم تأبطناها فى ثنايا أسئلتنا. دخلنا اللقاء فى العاشرة إلا الربع صباحاً محملين بشجون وهموم، وخرجنا معانقين حقائق وبشائر ومفعمين بآمال وأحلام، آن لها أن تتحقق. وإلى الجزء الأول من الحوار. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة