"بوابة أخبار اليوم" في سرادق عزاء شهداء "دير الجرنوسي" بالمنيا

محمد زيان

السبت، 27 مايو 2017 - 10:48 م

بوابة " أخبار الْيَوْمَ" في سرادق عزاء شهداء قرية " دير الجرنوسي "

القمص شنودة جرجس: هؤلاء لا يعرفون الدين ولا يمتون له بصلة

وصلنا على مشارف قرية "دير الجرنوسي" بمركز مغاغة ، كلما سارت السيارة التي تقلنا مسافة نبحث عمن نسأله حتى لا نضل الطريق ، قطعت علينا الطريق جنازة ، نزلنا وتحدثنا مع المودعين فأخبرونا انها جنازة عادية ولكن سرادق عزاء الشهداء على بعد أمتار، توجهنا إلى حيث أشاروا علينا، وما أن وصلنا استقبلنا الأهالي بالأحزان وويلات الفراق ووجع الظلم الذي حل عليهم.

رغم أنهم فرحون بالشهادة لذويهم، إلا أن مرارة القهر ممن تسلط عليهم باسم الدين وفتاوى القتل تخرج من حناجرهم مع حشرجة أصوات الحزن، لا يقدرون أن يرجعونها، كلمات تدل على الأحزان سطروها في أحاديثهم معنا"

 التقت "بوابة أخبار الْيَوْمَ" أسر شهداء حادث تفجير أتوبيس دير "الأنبا صموئيل المعترف "بالمنيا داخل سرادق العزاء الذي أقيم في قرية دير  الجرنوسي ، واستمعت لكلامهم وشهاداتهم عن الحادث وطريقة التعامل معه، والدور الذي قامت به أجهزة محافظة المنيا وبخاصة وزارة الصحة في الإسعافات الأولية للمصابين حين دخلوا للمستشفيات، والخدمة التي قدمت لضحايا الحادث وأهلهم ، ودور الشرطة وهل كانت على مستوى الحدث أم لا، أسئلة كثيرة طرحناها على أهالي الشهداء.

 فإلى التفاصيل :
" لا يعرفوا الدين "

 قال القمص " شنوده جرجس "،راعي كنيسة العذراء بدير الجرنوسي " الشهداء خرجوا من بيوتهم للبحث عن لقمة العيش لأولادهم ، فهم يذهبون للدير من وقت لآخر ليس للنزهة، ولكن كل يبحث عن قوت عياله ومعايشهم، يمكثون هناك أسبوعين أو ثلاثة ثم يعودون لما بدؤوه في دورة الحياة واكل العيش، انتظرهم ملثمون بكامل الاستعدادات بعربات دفع رباعي، وعندما شاهدت الجثث وتشوهات الأجساد الملقاة على الرمال، ضربوهم في البطن والدماغ، هؤلاء لا يمتوا للدين بصلة ، طلبوا منهم الشهادة، ولما رفضوا قتلوهم.

يتابع القمص "جرجس": هؤلاء لا يعرفون دين ولا علاقة لهم بالله ولا ينتمون للوطن، هؤلاء عندهم فراغ وعدم ثقافة أو دراية بالدِّين وعلى المسئولين المسئولية تقع أيضا، لان الحرب الدائرة ضد الإرهاب تحتاج علاج الثقافة من الجذور، نبذ ثقافة الكراهية والحض على القتل واجتثاثها من المنيع، نحن نحارب الإرهابيين فقط بالسلاح ، لكننا لا نحارب الإرهاب الموجود داخل العقول، نحن لا نجد الآن المسلم " بتاع زمان "كنّا نشعر بالتضامن، غابت الوحدة الان والجميع متفرقون ، طالبت الوطن يعود لعصور زمان من حيث الحب والقلوب على بعضها ".

وحول رسالته لأسر الشهداء، يقول القمص " جرجس ":" نقول لأسر الشهداء ربنا يعطيكم الصبر والعزاء وبركة الشهداء لأنهم في مكان أفضل يتشفعون لكم " " بدع تكفيرية " "جرجس شلبي جرجس"

شقيق الشهيد "إسحاق شلبي جرجس" يروي تفاصيل الْيَوْمَ الأخير في حياة شقيقه والفاصل بين حياة الأرض والسماء، يقول: "استيقظ شقيقي الثامنة صباحاً وذهب إلى الدير للعمل، وبعدها حسبما علمنا أطلق الإرهابيون الرصاص على الأتوبيس عندما خرج عليهم بأربع عربات دفع رباعي وقتلوا كل من كان ذاهباً إلى الدير، وبعد الخبر ذهبنا إلى المستشفيات وواجهنا صعوبات كثيرة للوصول إلى شهدائنا .

يقول الشقيق المكلوم "هذه بدع تكفيرية زرعوها المتطرفون في عقول الشباب والنتيجة هي أعمال القتل والتخريب والذبح التي تمارسها الجماعات الإرهابية لان الزرع الذي نبت في العقول يحرضهم على الكراهية والقتل والبغض ، وكان الحصاد هو تخريب مصر وقتل أولادها ".

يتابع " الله ينور قلوب هؤلاء المتطرفين ، فليس في قلوبهم مكان لله لأنهم محملون بأفكار الجهاد ضد المسيحيين والكفار - كما يقول لهم من يزرعوا هذا الفكر في أدمغتهم - يقولون لهم أن الجنة تنتظرهم لمجرد ان يقتلوا ولهم مكان في الجنة ، هم يعتقدون أن الإله ينتظرهم في السماء ليكرمهم بالجنة والحور العين لكونهم قتله وهي أكذوبة كبرى.

يختتم " جرجس كلمته ويقول " الرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل ويب ل مجهودات كبيرة من اجل مصر وشعبها ولكن هواك تقصير من جانب الأجهزة المعاونة وبخاصة في محافظة المنيا وهو ما يبدو ظاهراً في المستشفيات التي كان شهدائنا فيها مثل مستشفى مطاي، العدوة، مغاغة وبني مزار، حيث لا توجد رعاية ولا اهتمام ولا إمكانات والموظفين لا يقومون بعملهم المؤمل إليهم حتى في ظروف كظروفنا ".

" لا رحمة "

يقول " كامل عياد شحاتة " من قرية دير الجرنوسي ، كلنا هنا أسرة واحدة ، البلد عبارة عن ٧ بيوت ولكننا جميعنا معاً ، والإرهاب الذي ضرب أولادنا لا يفرق بين طفل وكبير ولا رحمة عندهم ، فهم أناس لا يعرفون الرحمة ولا العدل وكل ما يعرفونه لغة الدم وسفك دماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مسيحيون ، هم يقولون عنهم انهم كفار، وبالتالي يجب قتلهم والتخلص منهم باي شكل ".

 يتابع " لقد خلقنا الله مسيحيون وهو صاحب الرأي والقرار، ولو شاء الله لجعلنا على دين واحد لكنه خلق الاختلاف لكي يعيش الجميع ويعبدونه بطرق مختلفة وهو الذي يحاسب وليس " فلان أو علان " ، ونحن نعيش جميعاً على ارض واحدة نعبد اله واحد والذين يقتلون يسببون خسارة للبلد ويشوهون سمعتها أمام الدنيا ويعطلون السياحة وبالتالي فهولاء لا يحيون البلد ولا مصلحتها ". يقول " كامل ":"عندما استشهد أهلنا وإخوتنا ذهبنا إلى المستشفيات فلم نجد أية رعاية ، فمستشفيات وزارة الصحة الموجودة بالمنيا متهالكة ولا توجد خدمة فيها تقدم للجمهور، ولَم تكن هناك أية استعدادات هي عبارة عن " حيطان " فقط ولا توجد إسعافات ولا عناية بالمواطنين وهذه هي رسالتي لوزير الصحة ، فضلاً عن اللامبالاة ".

يقول " تَرَكُوا الجثث وحملناها نحن في سيارة نقل وذهبنا بها الى المستشفيات ، وكان من بينهم الطفل " ماركو عايد "حيث اتصلوا ينا وقالوا لنا انهم قتلوا الشهداء وعندما اتصل بنا قالوا لنا " ألحقونا انضربنا والنَّاس اللي معانا ماتت ، فذهبنا وحملنا الجثث وتواصلوا مع الأساقفة والجميع كانوا في غاية الحزن لما حدث وَمِمَّا زال الموضوع والألم الإهمال الذي وجدناه من المستشفيات ".


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة