مسجد الطنبغا المارداني
مسجد الطنبغا المارداني


أقدم منابر المحروسة تعرض لسرقة «الحشوات»

«المرداني».. مسجد «النسايم» المعطرة

ياسمين سامي

الإثنين، 29 مايو 2017 - 11:38 م

في درب التبانة بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، يقع صرح ضخم يشبه القصور الملكية، تشير النقوش التي عليه إلي أنه من الطراز المعماري الخاص بالعصور الإسلامية وبالتحديد فقد تم بناؤه عام 740 هـ الموافق 1340 م.

 ويعد الجامع من أقدم الآثار الإسلامية في مصر، حيث مر أكثر من ألف عام علي بنائه، وهو عبارة عن ساحة كبيرة يتخلل مركزها حديقة وبئر تظلله قبة وكأنك في جنة علي الأرض، حيث تشعر في هذه المنطقة بنسيم من الهواء المعطر حتي في الأيام الحارة.

تعود قصة بناء مسجد الطنبغا المارداني إلي العصر المملوكي، وعلي وجه التحديد في عهد الأمير علاء الدين الطنبغا بن عبد الله المرداني، وكان أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، لكنه ترقي في القصر السلطاني، حتي عينه السلطان في وظيفة الساقي، وتدرج في المناصب حتي عين أميرًا وتولي الإمارة علي 40 فارساً، ويعتبر ذلك المنبر الخاص به من أقدم 4 منابر في مصر، وجذبت أهميته التاريخية والأثرية اللصوص، حيث تعرض إلي حادث سطو منذ بضع سنوات، وسرقة حشواته النجمية المطعمة بالعاج والنحاس المحشو داخل قوائم خشبية، وكان قد تعرض أيضًا في أواخر القرن التاسع عشر لحادث سرقة ولكن أحد أعضاء لجنة حفظ الآثار العربية اكتشفها عند أحد التجار، وتمت إعادتها وتركيبها.

كما يوجد بساحة المسجد رواق القبلة وبه »دكة«‬ مصنوعة من الرخام ومحمولة علي 12 عموداً رخامياً أيضاً، ويحتاج المسجد حاليا إلي بعض الترميمات والتجديدات لحمايته من الإهمال وبعض التصدعات التي أصبحت تهدد المسجد وتهدد تاريخه أيضاً، وكما يقول لنا عم محمد، عامل المسجد، فعلي الرغم من احتياج المسجد للصيانة، إلا أنه يحتضن يوميًا المصلين في صلاة التراويح والمتوافدين عليه بكثرة في كل ليالي رمضان، نظرًا لاتساع ساحته، ويأتي إليه المشايخ والأئمة من كل حدب وصوب ويفضلون الصلاة فيه لشعورهم بالراحة النفسية، وهو الأمر الذي يؤكده أحمد مصطفي، من سكان الدرب الأحمر، فهو يأتي إليه منذ أن كان طفلا صغيرا بصحبة والده للصلاة فيه، ويعتز بالصلاة فيه لأنه يضم ذكريات طفولته وعبق تاريخ الأجداد .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة