لا أظن أن إثارة الأزمة مع الصحفيين باقتحام مقر نقابتهم قد جاء بالصدفة، أو بخطأ فردى من ضابط صغير، أو مخبر تحت التمرين!.

توقيت الحادث يأتى قبل يومين من احتفال العالم بيوم الصحافة العالمى، ليتحول الأمر إلى مأساة بالنسبة لصورة مصر، ونحن نسعى جميعا لمواجهة الحملة المغرضة التى تستغل أى خطأ عندنا لتجعله وقودا لاتهامات جديدة فى ملف الحريات وحقوق الإنسان الخاص بنا.
وليس صدفة أن تأتى واقعة اقتحام نقابة الصحفيين، فى وقت تم فيه التوافق مع الحكومة على مشروع القانون الموحد للصحافة والإعلام، والذى يفترض أن تنتهى الحكومة اليوم من إقراره تمهيدا لعرضه على مجلس النواب.

وليس صدفة أن تقع أزمة اقتحام نقابة الصحفيين، فى الوقت الذى تتصاعد فيه الدعوات للحوار الوطنى المطلوب ليستعيد وحدة كل قوى الثورة فى مواجهة الأفكار التى يتعرض لها الوطن.

وليس صدفة أن يتم استدعاء الوجوه الكالحة من بواقى الحزب الوطنى المنحل انصاره فى الإعلام والأمن قبل الثورة، لكى يشنوا حملة نكراء على صحافة مصر لأنهم يدركون أن صحافة مصر الوطنية هى الدرع الحامية للدولة والثورة، وهى الكاشفة لحزب الفساد.. قديما وحديثا!.

تحاول مليشيات الفساد الإعلامى والأمنى أن تزرع الفرقة بين الصحفيين. ويصور لها الجهل أن الجماعة الصحفية يمكن أن تقع فى الفخ الذى لم تقع فيه طوال تاريخها وهى تخوض أعتى معارك الحرية صفا واحدا. وتضرب المثل فى كيفية احترام التعدد فى الآراء والوحدة فى قضايا الوطن وفى صد أى عدوان على الحريات أو مساس باستقلال النقابة أو كرامة المهنة.
وتحاول ميلشيات الفساد الإعلامى والأمنى تشويه صورة صحافة مصر لدى المواطن. لكنهم واهمون.. فشعب مصر يعرف جيدا كم التضحيات التى قدمتها أجيال من الصحفيين على مدى السنين دفاعا عن كرامة الوطن والمواطن. ويعرف أن حرية الصحافة ليست امتيازا شخصيا للصحفى، ولكنها حق أصيل لكل مواطن، وشرط أساسى لتكون هناك ديموقراطية حقيقية.
هى مأساة بكل المقاييس.. أن ينجح حزب الفساد الأمنى والإعلامى فى خلق هذه الأزمة بين حكم وطنى جاء بارادة الشعب وصحافة وطنية كانت وستظل هى صوت الشعب وضمير الوطن.
وهى مأساة أن تعود الوجوه القبيحة التى كانت عنوانا لنظام ما قبل الثورة، لتعمق الأزمة، وتحاول استغلالها لتنتقم من الثورة التى تسامحت معها«!!» متصورة ان الأزمة تتيح لها الفرصة لتعود بوجهها الكئيب وماضيها الفارق فى الفساد إلى الواجهة.
ويبقى الأهم ليس بالحلول الأمنية، ولا بمحاولة تشويه الصحافة الوطنية تنصلح الأمور. شىء من السياسة.. لوجه الله ولوجه الوطن.