شودري:
- عودة عضوية مصر بانعقاد مجلس النواب
- الجيوش وحدها لا تكفى لمكافحة الإرهاب
- الإسلام برئ من التطرف
- التاريخ سيحكم على ثورات الربيع العربي
- والديمقراطية ليست مجرد انتخابات
- لا نحاول الضغط على الدول ونطالب باحترام سيادة القانون


الاتحاد البرلماني الدولي هي منظمة دولية أنشئت في عام 1889 تضم في عضويتها برلمانات الدول ذات السيادة، وكان الهدف الأساسي من إنشاء الاتحاد هو المساعدة في التحكيم والفض بين النزاعات، كما كان له دور مؤثر في إنشاء محكمة العدل الدولية يقع مقر الإتحاد الآن في جنيف.

الاتحاد علق عضوية مصر العامين الماضيين لعدم وجود برلمان منعقد بعد حل مجلس الشورى في أعقاب ثورة 30 يونيو.


ومع انعقاد مجلس النواب الجديد والمحاولات العربية والمصرية لعودة مصر إلى البرلمان الدولي وصل صابر حسين شودري رئيس البرلمان الدولي إلى القاهرة للقاء عدد كبير من المسئولين من بينهم د.على عبدالعال رئيس مجلس النواب، ود.نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، وسامح شكري وزير الخارجية، وأحمد الجروان رئيس البرلمان العربي.


"شودري" صاحب الجنسية البنجالية أكد أن مصر سيكون لها دوراً كبيراً بعد عودتها للبرلمان الدولي في قضايا مكافحة الإرهاب والنزاعات في المنطقة العربية خاصة في ظل عضويتها في مجلس الأمن .


وأضاف أن البرلمان سيواصل دعم مجلس النواب المصري ونقل الخبرات للنواب الجدد، خاصة وأن حوالي 80%من النواب دخلوا البرلمان للمرة الأولى .

"بوابة أخبار اليوم" استطاعت أن تحاوره على هامش هذه الزيارة الهامة:


ما أهداف زيارتك للقاهرة؟
مصر من أقدم الأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي حيث انضمت في 1924، ومن المعروف أنه وفقا لقواعد الاتحاد البرلماني الدولي أنه إذا لم يكن في الدولة برلمان يتم تعليق عضويتها، ولذلك كان من المهم زيارة مصر للتعرف على الأوضاع الحالية، وقد بدأنا في 2014 برنامجا لتقديم الدعم للبرلمانات، سواء الدعم السياسي أو التقني من ناحية وضع الإطار التشريعي لتنظيم البرلمان أو زيادة سعة مبنى البرلمان بالإضافة إلى خدمات الانترنت والالكترونيات داخل المبنى، ونحن نتعاون مع مصر في هذا البرنامج ولذلك جئت لمتابعة نتائج التنفيذ، وكذلك للتعرف على مجلس النواب المصري الجديد، باعتبار أن حوالي 80% من أعضائه يدخلون الحياة النيابية لأول مرة وبالتالي يحتاجون إلى مزيد من الخبرة والدعم، وبالتالي فقد جئت لمتابعة نتائج برامج التعاون ولمعرفة ماذا يحتاج البرلمان الجديد.


السبب الآخر لزيارتي هو التعرف على الأوضاع في المنطقة العربية باعتبار أن جميع الدول العربية أعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي، وبما أن بعض هذه الدول تعاني من أزمات فإن ذلك يؤثر على باقي الأعضاء حيث لدينا روح التضامن بشكل كبير في الاتحاد، ولذلك أردت التعرف على رؤية الجامعة العربية لمعالجة تلك الأزمات وكيف يمكن لنا المساعدة عبر الحوار، فالاتحاد البرلماني الدولي كان دائما منصة للنقاش ولكن من نوع خاص باعتبارها لا تضم الحكومات ولكنها تقتصر على النواب ممثلي الشعوب المنتخبين، كما أننا أقدم من معظم المنظمات الدولي حتى الأمم المتحدة حيث بدأ الاتحاد في 1889، والآن نضم 167 دولة حول العالم و45 ألف نائب برلماني من مختلف الدول يمثلون 6.5 مليار شخص.


ومن أهداف زيارتي أيضا الالتقاء بمسئولي البرلمان العربي لمناقشة التعاون على كافة المستويات ومساعدتهم في تطوير قدراتهم.


ما اللقاءات التي أجريتها في مصر وما أهم المواضيع التي تناولتها؟
التقيت بوزير العدل المستشار أحمد الزند، وقد كان دائما متعاون معنا منذ وجوده في نادي القضاة ويقدم لنا التوضيحات والمشورة، وبالتالي كان مهما الالتقاء معه كما أن العلاقة وثيقة بين البرلمان والسلطات القضائية باعتبارها المنفذ للتشريعات التي يضعها البرلمان، وناقشنا أيضا جهود مكافحة الإرهاب عبر الطريق التشريعي، باعتبار تلك القضية حاجة ملحة للعالم خاصة لوضع حد لترويج البعض للعنف والفوضى تحت اسم الإسلام البرئ من تلك الممارسات، لأن مكافحة الإرهاب لا تقتصر فقط على الجهود العسكرية للجيوش.
ومن ضمن برنامجي أيضا لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لأنه من المهم معرفة كيف تفكر الجامعة لتحقيق مزيد من التضامن والوحدة مع دولها في مواجهة المشكلات، لأن تلك المشكلات لا تؤثر فقط على الدول العربية وإنما على العالم كله، وإذا نظرنا لخطة التنمية المستدامة التي وقع عليها زعماء العالم في سبتمبر العام الماضي نجد أن الخطوة الأولى دائما كانت تحقيق السلام الذي بدون لا يمكن الوصول للتنمية، وبالنظر للتحديات الحالية فان ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا.


هل ستلتقي الرئيس السيسي خلال زيارتك؟
لم يتم تحديد ذلك بعد نظرا لارتباط الرئيس السيسي بزيارة الرئيس الصيني تشي جين بينج في نفس التوقيت ولكن أعتقد أن لقاءاتي مع العديد من الوزراء وكذلك رئيس مجلس النواب كافية للتعرف على الوضع المصري.


ما أجندة الموضوعات التي تناولتها خلال لقاءاتك مع المسئولين المصريين؟

الهدف الأساسي للزيارة هو التعرف على الأوضاع وبالتالي ليس لدي قائمة بموضوعات محددة في اللقاءات ولكنها كلها تركزت حول دعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب ودعم سلطة القانون باعتبار الاتحاد البرلماني الدولي آلية للحوار بين مختلف الشعوب بشكل غير رسمي بعيدا عن الحكومات، كما تناولت التعاون البرلماني مع البرلمان العربي وكذلك الحوار مع مجلس النواب المصري.


هل لديكم خطة عمل أو نموذج معين ستنصح به رئيس مجلس النواب؟
ليس لدينا إطار معين لفرضه على أعضاء الاتحاد أو كنموذج لهم ولكني سأبحث معه تطوير سعة البرلمان وكيف يمكن لمجلس النواب المصري أن يدار بصورة جيدة وهو ما سينعكس على الشعب وهو الموضوع الذي نطرحه على كافة برلمانات العالم وليس مجلس النواب المصري فقط، باعتبار الاتحاد البرلماني الدولي يملك أجندة عالمية تضم اهتمامات كافة الدول ولدينا مشروع تطوير سعة وكفاءة البرلمانات من الناحية التقنية الذي نعمل فيه مع مصر وسأتابع ذلك خلال الزيارة، كما يهمنا إعطاء الخبرة الدولية للبرلمانيين المصريين باعتبار معظمهم يخوض تجربته الأولى في البرلمان، وذلك لأن العضو البرلماني لا يمثل فقط من انتخبوه وإنما يعتبر ممثل عن شعوب العالم في ظل الارتباط المتزايد بين الدول حاليا وتشابك أجندة الدول في قضايا الإرهاب ومكافحة التطرف وغيرها.


وهل عادت مصر إلى عضوية الاتحاد البرلماني الدولي؟
يجب فهم سبب تعليق عضوية مصر في البرلمان الدولي وهو عدم وجود برلمان خلال تلك الفترة، وخلال تلك الفترة لم تنقطع علاقة الاتحاد بمصر حيث زار الرئيس السابق للاتحاد مصر لتهنئة الرئيس السيسي بفوزه بالرئاسة وكان أول مسئول دولي يقوم بذلك، ووفقا للائحة الاتحاد البرلماني الدولي فإنه فور انعقاد البرلمان تكون بذلك مصر قد عادت لعضويتها في الاتحاد، كما أن المؤتمر الدولي للاتحاد سيعقد في لوساكا بزامبيا مارس المقبل وتم توجيه الدعوة للدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب لحضور المؤتمر.




هل كان مقصودا أن يكون توقيت الزيارة بعد أيام من انعقاد البرلمان؟
بالفعل فقد تعمدت أن تكون الزيارة بعد انعقاد البرلمان كما سأزور مقر البرلمان المصري مثلما يزور مسئولي الاتحاد برلمانات العالم مثل الكونجرس وغيره لمتابعة التجهيزات الفنية ووجود مكتبة تفيد النواب وغيرها من التجهيزات المطلوبة في البرلمان.


ما الدور المتوقع من مصر في حل القضايا الدولية من خلال الاتحاد البرلماني الدولي بعد عودتها للاتحاد؟
كل دولة لها دور داخل الاتحاد ولكن بالنظر إلى حجم مصر في المنطقة العربية وعدد سكانها فإن دورها يكون هام لتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم، كما أن وجود مقر الجامعة العربية في القاهرة يزيد من دور مصر.


ما دور الاتحاد البرلماني الدولي في مكافحة الإرهاب؟
باعتبار الاتحاد منصة للحوار والنقاش فان الدول تتبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب، وبالنظر إلى سبل مكافحة الإرهاب يجب التركيز على كيفية منع تلك الأفكار المتطرفة من الانتشار بمعنى علاج المرض وليس أعراضه سواء عن طريق الحوار والمكافحة الفكرية وكذلك عن طريق الإطار التشريعي والقانوني الذي يعتبر أساس عمل البرلمان بالإضافة إلى متابعة تنفيذ سياسات مكافحة الإرهاب لأن مكافحة الإرهاب ليست مهمة الجيش والشرطة ولكنها عملية متكاملة يقع على البرلمان دور كبير فيها، كما أن الاتحاد البرلماني الدولي أجرى عدة اجتماعات مشتركة مع الأمم المتحدة بأجهزته المختلفة مثل مجلس الأمن ومكتب مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة لتشكيل أول آلية لمكافحة الإرهاب المشتركة لتجمع بين أكبر منظمة للحكومات وهي الأمم المتحدة وكذلك أكبر تجمع دولي للبرلمانات، وذلك بمشاركة المنظمات الأهلية وغيرها في محاولة لسد الثغرات في استراتيجيات مكافحة الإرهاب على مستوى العالم ويمكن لمصر عبر عضويتها في مجلس الأمن أن تساهم في دفع جهود مكافحة الإرهاب بدعم من الاتحاد البرلماني الدولي.


كيف تقييم وضع الديمقراطية في العالم العربي بعد 5 سنوات من بدء الربيع العربي؟
عقدنا مؤتمر فور بدء الربيع العربي وكان من أهم توصياته عدم التأثير على مسار تلك الثورات وترك مساحة الحرية لحركة الشعوب حتى تهدأ وبالتالي يجب ترك الحكم على ما حدث للتاريخ نظرا للمتغيرات الكثيرة التي حدثت في المنطقة العربية خلال السنوات الماضية، وأعتقد أن الديمقراطية تتخذ أشكالا عديدة حيث يراها البعض تقتصر على الانتخابات وآخرين يرونها الممارسات خلال الفترة بين الانتخابات وأعتقد أن الديمقراطية تشمل كل ذلك لأنه لا يوجد مقياس معين يمكن تطبيقه على كل الدول نظراً لاختلاف تاريخ وثقافة كل دولة، ولكن بالتأكيد هناك مبادئ دولية مثل حقوق الإنسان وسيادة القانون وقدرة الشعب على انتخاب ممثليهم وهي كلها معايير عامة يجب أن يتبعها الجميع، وبالتالي الديمقراطية لا تقاس على إجراء الانتخابات فقط لأنه قد يكون هناك حكومة وبرلمان ولكن لا تعبر عن الشعب وتنتهك حقوق الإنسان، حينها لا يمكن تسمية ذلك بالوضع الديمقراطي.


هل يضغط الاتحاد البرلماني الدولي على حكومات الدول لتنفيذ إصلاحات معينة في مجال حقوق الإنسان أو غيره؟
ليس من أساليبنا الضغط ولكن مهمتنا توضيح أفضل الممارسات العالمية والتي يمكن لكل دولة أن تتبناها وفقا للظروف الموجودة داخل الدولة حيث نتحدث عن مبادئ عالمية مثل حقوق الإنسان وسيادة القانون، ونتبادل تلك الأجندة الدولية العامة مع برلمانات العالم ولكن لا يمكن أن نضغط لتنفيذ شئ معين.


ما صور التعاون بين الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات الدولية الأخرى؟
دائما ما نكون ممثلين في القمم الدولية مثل قمة المناخ والجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها حيث أن دور البرلمانات مهمة جدا في تطبيق الاتفاقيات التي توقع خلال تلك القمم عن طريق تمرير القوانين اللازمة لذلك والعالم يعي أن غياب البرلمانات عن الاتفاقيات الدولية يعني غياب طرف هام في تنفيذ الاتفاقيات الدولية.


ما رسالتك للشعب المصري ونواب البرلمان الجديد؟
الاتحاد البرلماني الدولي سيواصل دعم مصر في زيادة دعم البرلمان لزيادة قدراته التقنية وكذلك لتبادل الخبرات مع النواب الجدد في البرلمان بعد عودة مصر للاتحاد.