صورة موضوعية
صورة موضوعية


الأوقاف تتسلح بالواعظات في العطلة الصيفية

عبدالرحمن عبدالحليم

الجمعة، 30 يونيو 2017 - 12:03 ص

تواصل وزارة الأوقاف مساعيها لتجديد الخطاب الديني، وتشمل محاور تجديده تعيين واعظات بالمكافـأة للوصول إلى السيدات وتوعيتهن بشكل مناسب.

وأعلنت الوزارة أمس الخميس، فتح باب التقدم للعمل واعظات متطوعات أو بالمكافأة لجميع خريجات الأزهر الشريف العاملات بالجامعة أو المعاهد الأزهرية أو معاهد القراءات، للمرة الثانية، حيث كانت الأولى في 8 يونيو 2015، وذلك ضمن الملفات المهمة التي يهتم بها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، حيث أكد أن المستهدف هذا العام وهو عام المرأة أن يبلغ عدد الواعظات بالأوقاف 2000 واعظة.

وأكد د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: "إننا نمر بمرحلة دقيقة تتطلب دورًا مجتمعيا فاعلا من الجميع يُظهر ثمرة التجربة ومدى نجاحها"، موضحا أن المستهدف تأهيل 2000 واعظة هذا العام وتدريبهن التدريب اللائق بما يتناسب مع الثقافة الدينية والاجتماعية في ضوء القضايا الملحة التي تشغل بال السيدات، كما أن لدينا كفاءات وطنية مشرفة من الواعظات وسيحدثن نقلة في الدعوة النسائية في العصر الحديث، وسيظهر أثرهن في الدعوة أسرع مما يتوقع أو يتصور الكثيرون، مشيدا بالمستوى العلمي والخلقي للداعيات الجدد.

وأضاف جمعة فى تصريحات خاصة لـ" لأخبار" أن الوزارة لن تسمح لأي فكر متشدد أو متطرف أو تكفيري أو تنظيمي لأي من الجماعات المتطرفة بالتسلل إلى المساجد، وأننا سنسد من خلال عمل الواعظات الباب أمام المحاولات اليائسة لبعض الجماعات المتطرفة أو المتشددة لاختراق العمل الدعوى النسائي أو التسلل إلى مصليات النساء، وسنضاعف عدد هؤلاء الواعظات خلال الشهور المقبلة.

وتابع: أن هذا الأمر يعد تقديرًا من وزارة الأوقاف لأهمية دور المرأة فى المجال الدعوى، خاصة فيما يتصل بالأمور الفقهية الخاصة بأحوال النساء، وقضايا الأسرة والطفل، والأخلاق والتربية، وتنظيم العملية الإنجابية، وحرصًا من الوزارة على ضبط الخطاب الدعوى بجميع أنواعه ومدخلاته.

45 مرشدة
ومن جانبه قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن الواعظات لهن دور مهم في ضبط الخطاب الدينى، ووزير الأوقاف يهتم كثيرا بهن وبدورهن، فى المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن الوزارة كان بها 45 مرشدة منذ عام 1995، وهن معينات بالوزارة، لهن كل حقوق الأئمة ما عدا خطبة الجمعة، لافتًا إلى أن الوزارة منذ أن فتحت الباب تقدم المئات لاختبارات الواعظات ونجح منهن 144 واعظة، موضحا أن قيمة المكافأة تبلغ نحو 120 جنيها وهى قيمة بدل الانتقالات، ويتم إجراء اختبارات يشرف عليها كبار العلماء لاختيار الأفضل بينهن.

وأضاف طايع في تصريحات لـ "بوابة أخبار اليوم"، أن ما ينطبق على أداء الخطابة والدروس بالمساجد للأئمة والخطباء ينطبق على الواعظات وهو الحصول على مؤهل أزهري، أو أن تكون من خريجي معاهد الثقافة الإسلامية التابعة للأوقاف، واجتياز الاختبار الذي تعقده الوزارة، أو المديريات التي تفوضها الوزارة في ذلك، والحصول على تصريح جديد ومعتمد، كما لا يجوز لأي واعظة التوجه إلى أى مسجد دون خطاب معتمد من مدير الدعوة بالمديرية، ويحدد به المسجد والموضوعات شهرياً، وأن يُحاط المسجد علماً بالمواعيد، ويخصص دفترا خاصا لهذه الدروس يسجل به (اليوم ـ التاريخ ـ موضوع الدرس)، ويلتزم إمام المسجد ومفتش المنطقة بالمتابعة ورفع تقرير شهري لمدير الدعوة بالمديرية.

وتابع "طايع": "في حالة قيام أي واعظة بأداء درس بالمسجد بالمخالفة يُحرر لها محضر وفق قانون ممارسة الخطابة، وبموجب الضبطية القضائية لمفتشي الأوقاف، وتقوم كل مديرية بموافاة ديوان عام الوزارة بأسماء المصرح لهن وأماكن عملهن، ويرفع الأمر لرئيس القطاع الديني في موعد أقصاه أسبوعين من تاريخه، حتى يتمكن التفتيش العام بديوان عام الوزارة من المتابعة، وفى حالة أي مخالفة أو عدم الإبلاغ أو تمكين غير المصرح لهن ستتم محاسبة كل من إمام المسجد، ومفتش المنطقة، ومدير الإدارة، ومدير الدعوة بالمديرية كل فيما يخصه، كما يعلق بالمسجد جدول واضح فى حالة وجود دروس للسيدات يشمل اليوم والتوقيت، مع عدم السماح لغير المصرح لهن تحت أي مسمى كان ويعتمد الجدول من مدير الدعوة ".

العطلة الصيفية
وتحت مسمى مدرسة المسجد الجامع تنطلق خلال العطلة الصيفية دروس تحفيظ القرآن الكريم، والدروس الدعوية حول القيم والأخلاق وترسيخ روح الانتماء للوطن للتلاميذ والطلاب من النشء والشباب فى أكثر من ألف مسجد من المساجد الكبرى والجامعة على مستوى الجمهورية يوميا من العصر إلى المغرب.

وأكد رئيس القطاع الديني أن الأفكار المنحرفة والشاذة والهدامة والتطاول على ثوابت الشرع تعد الوجه الآخر للتطرف، بما يتنافى مع الوسطية التي لا يستقيم أمر الأفراد والمجتمعات إلا بها، إذ إننا لا نستطيع أن نقتلع جذور التشدد إلا إذا واجهنا كل وسائل التسيب والانفلات الأخلاقي، مؤكدًا أنها قنابل موقوتة كقنابل المتطرفين سواء بسواء، مشيرًا إلى أننا نعمل في اتجاهات متعددة للعودة بالكتاتيب إلى سابق عهدها فى التحفيظ والتربية الأخلاقية »الكُتَّاب العصري« حتى لا يخرج علينا من يقتلنا باسم القرآن، ونسعى لضبط الكتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن حتى لا نترك النشء فريسة لهؤلاء المتشددين والمتطرفين.

وأعلن أنه سيتم فتح باب التسجيل للراغبين بالالتحاق فى حفظ القرآن الكريم وحضور هذه الدروس الدينية عقب عطلة عيد الفطر المبارك إثر تحديد المساجد التى ستقوم بهذه الأنشطة،علما بأن التحفيظ والدروس الدعوية سيكونان على أيدى محفظين متخصصين وأئمة متميزين وبالمجان، وستعقد فى نهاية الدورة مسابقات للمتميزين، مع تكريم الفائزين فيها ماديا ومعنويا ، كما سيتم مكافأة أفضل الأئمة والمحفظين المتميزين القائمين بهذا النشاط.

كما أعلن طايع عن إعادة تنظيم العمل بمعسكر أبى بكر الصديق بالإسكندرية للتدريب والتثقيف، موجها بتفعيل متابعة مراكز الثقافة الإسلامية وانتظام الدراسة بها، وعقد دورات تدريبية للأئمة بهذه المراكز بما يحقق أكبر قدر من الاستفادة منها فى تفعيل دورها ورسالتها مجتمعيا ودعويا، مشددًا على تكثيف المرور والمتابعة للمكتبات الملحقة بالمساجد، وتنقيتها من أي كتب تحتوى على أفكار متطرفة أو متشددة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة