جسر وقطار وحديقة ورسائل محبة ولازال السلام غائبا بين الكوريتين

بالفيديو والصور..بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

رضوى عبداللطيف

الأحد، 16 يوليه 2017 - 01:25 م

أمنيات السلام والوحدة تحطمها صواريخ كيم
جسرا وقطارا وحديقة ورسائل محبة ولازال السلام غائبا بين الكوريتين


أن تواجه دولة ما تهديدا عسكريا دائما من جارتها فهذا أمر خطير كفيل بأن يجعلها في حالة استنفار أمني دائم. 
 ولكن أن تواجه دولة ما تهديدا نوويا طوال الوقت فهذا أمر أكثر خطورة يصعب التعايش معه في أي دولة في العالم .. هذا ما كنت أظنه لسنوات وأنا أتابع قضية الصراع بين الكوريتين الشمالية والجنوبية ولكن عندما زرت كوريا الجنوبية قبل أسبوع اختلفت رؤيتي تماما عن الواقع الذي يعيشه سكان كوريا الجنوبية كلما أطلق كيم صاروخا جديدا.
أثناء الزيارة وفي الرابع من يوليو , أجرت كوريا الشمالية تجربة جديدة وأطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات بعد أيام قليلة من لقاء  الرئيس الأمريكي دونالدترامب مع الرئيس مون جاي إن الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية في أول لقاء للرئيسين  معا على هامش قمة العشرين. وفور أن قرأت الخبر بدأت ابحث حولي وفي وجوه الناس عن أي رد فعل لما يحدث . فكما قلت سابقا ليس أمرا عاديا أن تشعر أنك مهدد بقنبلة نووية طوال الوقت. ولكني فوجئت أن كل شيء يسير بوتيرة طبيعية داخل العاصمة سيول . الجميع ذهب للعمل ,الأسواق مكتظة  , المطاعم والكافيهات مزدحمة حركة الشوارع طبيعية .ببساطة الجميع يتصرف وكأنهم اعتادوا على هذا الخطر وأصبح خبرا عاديا على هامش حياتهم. 
الرد الرسمي
اختلف الأمر قليلا عندما أرسلت لي وزارة الخارجية بيانا رسميا لإدانة تجربة إطلاق الصاروخ الجديد والذي اعتبرته عملا استفزازيا متهورا من كوريا الشمالية ينتهك قرارات مجلس الأمن ونداءات المجتمع الدولي المتكررة لنزع الأسلحة النووية منها. وأن الجارة الجنوبية ستتخذ كافة الإجراءات دفاعا عن شعبها وأمنها الوطني وأن التهديدات الشمالية المستمرة ستزيد من عزلتها، وأكدت في نهاية البيان  التحالف القوي بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية وأن كلاهما سيعملان معا دفاعا عن أمن واستقرار كوريا الجنوبية والمنطقة. بينما هدد الرئيس  ترامب بتطبيق المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية ولأول مرة يتحدث عن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية . وهو الأمر الذي لم يعجب روسيا والصين .كل هذه الأجواء المشحونة جعلتني أتوقع أن تكون زيارتي للحدود أكثر صعوبة في هذا التوقيت الحرج ولكن للمرة الثانية تخيب توقعاتي.
في السابعة صباحا انطلقت رحلتي نحو الحدود والتي استغرقت ساعة ونصف من العاصمة سيول لنمر عبر نقطتي تفتيش قبل الدخول إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين المعروفة بال(DM)) . وصاحبنا في الجولة مرشدا سياحيا كان أشبه بمحللا سياسيا أخذ يشرح تاريخ الصراع بين الكوريتين ووجهة نظر كيم الزعيم الكوري الشمالي الذي يقدسه شعبه لدرجة أنهم يعتبرونه بمثابة الرب. لذا توقع أن لا يسقط هذا النظام  رغم كل مساعي العالم إلا إذا حدثت معجزة . وعندما سألته عن طبيعة هذه المعجزة أخبرني أن الأمل في الرئيس ترامب.
المنطقة الأمنية المشتركة
وصلنا إلى المنطقة الأمنية المشتركة التي تقع في منتصف المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين. وهناك تركنا الأتوبيس الخاص بنا لنركب أتوبيسا آخر أزرق اللون تابع لقوات الأمم المتحدة الموجودة بالمنطقة وانضم إلينا ضابط أمريكي ليشرح لنا معالم المنطقة، تذكرت حينها القاعدة العسكرية الأمريكية الكبيرة التي شاهدتها مرارا وأنا أتجول في أنحاء مدينة سيول وسألته بفضول صحفي هل سنشاهد هنا منظومة الدفاع الأمريكية  ثاد التي تثير حفيظة الصين وروسيا؟ فأخبرني أنه لا يعرف مكانها ولكنه أكد أنها ستجري  أولى تجاربها قريبا.
 وتتواجد في هذه المنطقة الأمنية قوات متعددة الجنسيات حيث أنشئت في الأساس من أجل عقد أية ترتيبات أو لقاءات سياسية بين الجانبين. وقد شهد المكان توقيع اتفاق الهدنة بين القوات الكورية الشمالية  والأمم المتحدة عام 1953 بعد نجاح محادثات السلام التي استمر تأكثر من عامين ولكن لم يتم التوصل حتى الآن لإتفاق سلام بين الجانبين,  أي أن البلدين رسميا لازالتا في حالة حرب منذ 64 عاما.
بيت الحرية 
محطتنا التالية كانت لزيارة بيت الحرية الذي أنشأها تشونغ جو يونغمؤسس شركة هيونداي  عام 1998 لاستضافة الأسر المشتتة التي انفصلت عن بعضها البعض خلال الحرب الكورية . حيث كانت كوريا الشمالية قلقة بشأن إرسال مواطنيها للمنطقة الأمنية المشتركة وأنشيء هذا المكان كي تتم فيه الزيارات .ولم يكن يدخله سوى فرق عمل من الهلال الأحمر وضباط إتصال من كوريا الجنوبية.
غرفة مباحثات لجنة الهدنة العسكرية
من بيت الحرية خرجنا لنشاهد الخط الفاصل للحدود بين الكوريتين وظهرت أمامنا المخيمات الزرقاء الشهيرة التي وقعت فيها اتفاقية الهدنة عام 1953 وترتب عليها تأسيس لجنة الهدنة العسكرية لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاقية  التي بنيت 7 مخيمات لعقد اللقاءات بين ممثلين الأمم المتحدة والجيش الشعبي الكوري الشمالي . ويقسمها خط فاصل  من الكونكريت يمثل الحدود بين الكوريتين. وعلى الجانب الكوري الشمالي نشاهد مبنى أبيض كبير يشبه البيت الأبيض ويقف أمام جندي واحد يطلقون عليه في الجانب الجنوبي إسما حركيا حيث يظل واقفا في مكانه لمدة 12 ساعة يوميا دون حركة.
الثلاثة مخيمات زرقاء اللون تشرف عليها الأمم المتحدة أما المباني الرمادية فهي  تابعة للجيش الكوري الشمالي. والمبنى الازرق الذي يقع في المنتصف هو غرفة المؤتمرات التي يقتسمها الجانبين والتي يقع نصفها في كوريا الشمالية والنصف الأخر في كوريا الجنوبية. وحذرنا الضابط الأمريكي من فتح الباب من جهة كوريا الشمالية او الإشارة بأية حركات للجندي الوحيد الذي يظهر على الجانب الآخر. وبسبب الأمطار الغزيرة تحركنا سريعا من المنطقة لنزور المتحف في المنطقة الأمنية الذي يحكي تاريخ الصراع والحوادث التي وقعت على الحدود بين البلدين. كما يضم صورا للزعماء والشخصيات الشهيرة الذين زاروا المنطقة وكان من بينهم الرئيسان الأمريكيان  جورج بوش وباراك أوباما والأمير تشارلز.
النفق الثالث
منذ عام 1974 اكتشفت كوريا الجنوبية 4 انفاق حفرتها كوريا الشمالية عبر الحدود وصولا لمدينة سيول عاصمة كوريا الجنوبية,وتعتبرها حكومة سيول  محاولات فاشلة للغزو من كوريا الشمالية حيث يكفي كل نفق لمرور نحو 13 ألف جندي خلال ساعة واحدة. ومن خلال الزيارة كانت رحلتنا للدخول في النفق الثالث الذي اكتشف عام 1978 والذي اخترق الأراضي الكورية لمسافة 435 متر بعد خط وقف اطلاق النار. وقبل الدخول إلى النفق شاهدنا فيلما عن الحرب الكورية والحوادث المستمرة على الحدود . ونزلنا نحو 3 أمتار تحت الأرض لمسافة 300 متر في النفق.
مرصد دورا 
وكي نشاهد صورة أكبر لكوريا الشمالية توجهنا لمرصد دورا اقرب نقطة لكوريا الشمالية والذي تظهر من خلاله  مدينة جاسيونج ثالث أكبر مدن كوريا الشمالية وفيها تمثال لكيم ايل سونج وقرية حدودية مزيفة وهي قرية مهجورة ويتم اضاءة المكان ليلا للتمويه والإيحاء بأن فيها سكان.ومن خلال المناظير المنتشرة في المكان شاهدنا جزء من المكان نتيجة وجود شبورة وأمطار في ذلك اليوم حجبت كثير من الصورة. جرس وحديقة السلام وقد أنشأ سكان جيونجي دو جرس السلام تعبيرا عن رغبة 9 مليون كوري من سكانها في إعادة توحيد الكوريتين. كما أنشئت حديقة السلام احتفالا بمهرجان السلام الذي أقيم في المنطقة عام 2005 .
جسر الحرية
وجهتنا القادمة كانت إلى ايمجينجاك بارك وهي حديقة تقع على ضفاف نهر إمجين في مدينة باجو،وفي مدخل الحديقة نصب تذكاري  تحيطه كثير من الصور المؤلمة للأسر المشتتة بسببالحرب . وعلى بعد خطوات وصلنا إلى جسر الحرية الذي سمي  بهذا الاسم بعد أن شهد عودة أكثر من 12 ألف أسير من الحرب لكوريا الجنوبية بعد إنتهاء المعارك وإتفاق الهدنة. وهناك جسر جيونجي الذي كان مخصصا لمرور القطار بين الكوريتين ويرمز للعودة الى الحرية وهو جزء  هام من تراث الحرب الكورية. وفي هذه المنطقة تتواجد كثير من الصور لسكان من كوريا الجنوبية يحملون صور لذويهم ويتوجهون لهذه المنطقة كجزء من احترام أمنيات ذويهم المتوفين في أن يزوروا أقاربهم المشتتين في الشمال نتيجة الحرب. وتحمل الحوائط رسائل كتبت على شرائط قماش ملونة كلها تنادي بالوحدة والسلام ولم شمل الأسر المشتتة. كما يوجد بقايا حطام قطار مدمر في الحرب الكورية ويمثل أحزان وآلام الانفصال بين الكوريتين وهو قطار كان يستخدم لنقل العتاد العسكري ودمرته قوات التحالف خوفا من ان تستخدمه كوريا الشمالية للهجوم مجددا وقد اعتبر من المقتنيات التاريخية منذ عام 2004 ونقل للحديقة عام 2007 وكتبت عليه عبارة " القطار يريد أن يعمل" في اشارة للرغبة في توحيد الكوريتين من جديد.كما توجد بركة على شكل شبه الجزيرة الكورية. ويزور الكوريون المكان في مناسبات عديدة منها رأس السنة الجديدة ومهرجان الخريف.
محطة دورسان
لم تقف أمنيات الوحدة عند الحدائق والجسور فقد افتتحت محطة القطارات في  دورسان  عام 2002 للربط بين مدن كوريا الجنوبية الحدودية وصولا لبيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية . ولكن بعد التوتر بين البلدين أغلقت المحطة العام الماضي وتظهر بها على لوحة الاستعلامات أخر رحلة قطارات خرجت من المحطة التي تحولت لمحطة مهجورة ومزارا سياحيا للأجانب .ومن خلال البهو الخالي من الموظفين توجد عدد من المنحوتات الرمزية وهناك وجدت رسالة مؤثرة كتبتها حفيدة لجدتها التي تعيش في كوريا الشمالية تخبرها فيها بأنها تشتاق أليها وتريد أن تراها ولو لمرة واحدة وأنها تنتظر أن تتحقق أمنيتها قريبا.
انتهت رحلتي الهادئة  للحدود وحملت معي تجربة إنسانية رائعة عشت فيها جزءا من أحزان وآمال شعب لازالت أجياله القديمة تحلم بالوحدة رغم أنهم ذاقوا مرارة الحرب ولكن صواريخ كيم العابرة للقارات جعلت حلمهم مستحيلا .

أنيسة حسونة

اافتغت

تتالالال

ىالتغتغ

غتغت

نتنتنتان

ىلالالا

زةمنمم

اةتامتمنت

لالافاا

ابتلاىاىات

خعهعغهعهعهعهع

نمهمنمن

لللالاف

لاتاتاتات

fgtyuyu

خهمم

اتغتغتغ

ة ىةاتغاتغت

االاتا

هنزكط

وومكح

عنعنعن

لابلبل

تغعغعغ

اللالالا

j,kjlklil

تنى عنتن

ةةىتى

الااتات

تغلتالعغ

نهعحخ

تاتالتات

ت8تنت

لابلبلبلا

كنمنمن

ااغتاغت

fcfff

جانب من توقيع العقود

جانب من توقيع البروتوكول

عمرو الجارحى

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

بوابة أخبار اليوم على خط الحدود بين الكوريتين

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة