منال بركات

الإثنين، 31 يوليه 2017 - 01:38 م

أتذكر الطفلة شيرين عبد الوهاب عندما قدمت أولي أغانيها مع الملحن المصري  طارق فؤاد عام 1995 بعنوان "كان نفسنا"، وعندئذ أدركت أننا أمام موهبة حقيقية وكبيرة في حاجة إلي رعاية لتلقينها كل تفاصيل النجومية، في مرحلة كانت صناعة النجوم قد اختفت من مصر، ورفع شعار علي كل من لديه موهبة، يحفر الصخر ليثبت موهبته بنفسه دون أدني مساعده،وهو وحظه.


 وقد صدق ظني في شيرين التي  نجحت وصعدت بقوة الصاروخ، فصوتها عذب ممتلئ بالأحاسيس، فضلا عن كونها وأقصد شيرين لديها عواطف جياشة تتجلي في خلجات صوتها العذب، وطبقات صوت عريض يستطيع أن يعلو وينخفض في حنايا الكلمات بلا مجهود فهي الخامة التي يصفها المتخصصون بالصوت العريض، أضف إلي ذلك الإحساس العميق أيضا، وأحبها المصريون وعشقها العرب لصدقها وبراءتها، والجانب الطفو لي في شخصيتها، فعندما تستمع إلي اللقاءات التي تجري معها تلمس مدي عفويتها في التعبير، فلا تتوقف كثيرا أمام انتقاء الكلمات التي تتدفق منها سريعا، وتلقي بما يدور في عقلها دون أدني مجهود.


وتلك العفوية تسبب لها الكثير من المشاكل، وكيف لا وهي تقذف بكلمات دون  أن تدرك أبعادها، فتخلق حولها الكثير من الخلافات مع أقرانها. 


وفي حلقة الأمس من برنامج "كل يوم" حاول عمرو أديب أن يرأب الصدع بينها وبين عمرو دياب، وبعيدا عن الخلاف بينهما فإن الطفلة التي داخلها ألقت بحقيقة يغفلها الكثيرون، عندما قال "أديب" دعينا نصلح بينك وبين "الهضبة" وبعفوية كبيرة حاولت أن تشير إلي معني كلمة الهضبة، وتغافل أديب القول الذي كررته شرين عدة مرات.


و رغم أن ما ألمحت إليه شيرين، ولم تستطع أن توضحه في كلماتها الطفولية، أن المعني اللغوي لكلمة "الهضبة" التي يرددها الجميع دون تدقيق لغوي ليس جيدا،
لأن كلمة الهضبة في المعجم تعني سَهْل مرتفع فوق سطح البحر أو فوق سطح الأرض المحيطة به، وقد تقطعه الأودية أو الجبال، وعندما نطلقها علي رجلٌ تعني رجل كثير الكلام، وعندما نصف بها جواد تعني كَثِيرُ الْعَرَقِ. 
وهنا ترحمت علي الزمن الجميل الذي قدم كوكب الشرق والعندليب الأسمر والسندريلا ....إلخ.