صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


جريمة في شقة تحت التشطيب

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 - 07:15 م

مجنون أم انتابته لوثة، فالذنب سوف يثقل كاهله أمام الخالق، ولو أمطرت دموعه تراب قبرها بالغيب فما عاد ينفع الندم ولا النعايا كي يذوق مرارة الفراق من أعز أحبائه، ويقضي ما تبقى له من حياة في عذاب دائم لا فرار منه، ويحصل على نصيبه من عقاب الدنيا انتظارًا ليوم الحساب.

جلس الأب تنطلق من عينيه شرارات الغضب، تسري الدماء في عروقه سريان النار في الهشيم كلما اخترقت أذنيه كلمات شقيقته تتهم فيها فلذة كبده ابنة الـ 17 عامًا بسرقة مشغولات ذهبية "خاتم – محبس" من شقتها.

توجه الأب بخطوات يشوبها غيظ وانتقام لمواجهة الابنة، حيث اصطحبها إلى شقته الخاصة تحت التشطيب، وبدلًا من أن يحتويها بعطف وحنان تحول إلى جلاد ونهرها ووجه لها السباب الذي سبقته يداه وصفعها على وجهها الذي كاد أن تنفجر منه الدماء.

انعقد لسانها، وتجمدت الدموع في عينيها عندما قام بتقييدها وشل حركتها لتبدو كحيوان أليف لا حول ولا قوة، ليس ذلك فحسب بل انهال عليها بعصا "خرزانة" بأماكن متفرقة من جسدها، وتركها وحيدة، عقابًا لها، لتلقى مصيرها وسط حزن دفين وأنين، ولم يكن يعلم ماذا يخبئ له القدر.

عاد الأب المكلوم، ليجدها نائمة القرفصاء، ويعلو وجهها الشحوب والإعياء، ازدادت دقات قلبه، وتقطعت أنفاسه، وسارع بحملها وتوجه إلى شقيقه في محاولة لإنقاذها، لكن دون جدوى حيث لقت مصرعها متأثرة بجراحها.

لم يجد أمامه سوى التوجه إلى قسم شرطة روض الفرج، انتقل على الفور رجال المباحث وبإجراء المعاينة تبين إصابة الفتاة بسجحات وكدمات بالمعصمين والكاحلين، وتجمعات دموية بالساقين من الخلف والأمام نتيجة تقييدها.

تم تحرير المحضر اللازم، وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيق، وصرحت بدفن جثة الابنة بعد العرض على الطب الشرعي.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة