مروة العقروبي رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين
مروة العقروبي رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين


مروة العقروبي: »جائزة الشارقة لكتاب الطفل« رفعت معايير النشر إلى المستويات العالمية

علاء عبدالهادي

الأربعاء، 02 أغسطس 2017 - 01:51 م

يدرك المتتبع للخريطة الثقافية في إمارة الشارقة ، مدى زخم الحراك الفكري فيها عبر ما تزخر به من أنشطة ومبادرات ثقافية ، انعكس نورها المعرفي على المشهد الثقافي المحلي والعربي وجعلت من الإمارة الباسمة عاصمة للثقافة العربية والإسلامية والعالمية.


وترتبط إمارة الشارقة بعلاقات أخوية وثيقة، عززتها أبوابها المفتوحة لمشاركات الدول العربية في محافلها الثقافية ، وخاصة  مصر التي تمتاز بمكانة خاصة في قلوب الإماراتيين، يعكس طبيعة هذه العلاقة وتلك الألفة ، حجم المشاركات المصرية في محافل الشارقة المختلفة لا سيما الثقافية منها . 


وتأتي جائزة اتصالات لكتاب الطفل لتعزز التوجه الثقافي في إمارة الشارقة ، نحو النهوض بأدب الطفل عبر  الارتقاء بمحتوى الإصدارات التي تعني بهذا الأدب في العالم العربي، وتأكيداً على دور وأهمية المشاركة المصرية فيها.. وللحديث عن هذه الجائزة ، التقينا مروة العقروبي،  رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين.




• بداية نود منكم إعطاءنا لمحة عن هذه الجائزة وعن أهدافها ؟ 
جائزة اتصالات لكتاب الطفل ، هي جائزة أدبية عربية  في المقام الأول ، انطلقت بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والتي لمست الحاجة إلى النهوض بأدب الطفل العربي ، الذي وللأسف شهد تراجعاً كبيراً خلال القرن الماضي ، مما حدا بالشيخة بدور القاسمي إلى إطلاق هذه المبادرة لشحذ الهمم وتوجيه الطاقات نحو الارتقاء بصناعة أدب الطفل العربي.


وتهدف الجائزة إلى الدفع بالعقول إلى التفكير، والألسنة إلى التعبير، والأقلام إلى الكتابة ، والذي يفضي بالنتيجة إلى النهوض الفكري والثقافي بالأطفال العرب ، وتسعى الجائزة لتحقيق أهدافها من خلال تكريم النتاجات الإبداعية للعاملين في مجال أدب الطفل واليافعين وتحفيزهم على إنتاج المزيد منها عاماً تلو الآخر.




إلى أي مدى حققت الجائزة أهدافها وهل أنتم راضون عن النتائج بشكل عام؟
مما لا شك فيه أن الجائزة حققت العديد من أهدافها، لا سيما الآنية منها ، إذ انها فتحت الأبواب أمام الكتاب والناشرين والرسامين ، من مختلف دول العالم العربي ، لا سيما مصر التي  تصدرت المشاركات العربية ، في الدورات السابقة، فاستقطبتهم ليشاركوا ويتفاعلوا مع  المتغيرات الي تشهدها حركة النشر على صعيد كتب الأطفال .


وبالتالي أتاح هذا العرس الثقافي مساحة للارتقاء بأدب الطفل ، وقرب المسافات بين صنّاع هذا الأدب ، وأثرى رفوف المكتبات بإصدارات جديدة ومتميزة جذبت الطفل إلى عالم القراءة، ورفعت معايير نشر كتب الأطفال المحلية والعربية إلى المستويات العالمية، واستقطبت الجائزة على مدار دوراتها الماضية مشاركات من مختلف الدول، ضمت إصدارات لدور نشر تابعة للجاليات العربية في مختلف أنحاء العالم.


• كيف تقيمون المشاركة  العربية عموماً والمصرية خصوصاً في الدورات السابقة للجائزة؟
شهدت الجائزة إقبالاً كبيراً خلال دوراتها السابقة لدور النشر المحلية والعربية المتخصصة في إنتاج كتب الأطفال من مختلف الدول العربية ، وفي النسخة السابقة (الثامنة) للجائزة، شهدت مصر أعلى نسبة مشاركات مقارنة بغيرها من الدول ، ثم تلتها الإمارات ولبنان، غير أن مشاركة  مصر لا تعكس حقيقة أعداد دور النشر المصرية أو مؤلفيها أو رساميها ، فمصر تزخر بشريحة واسعة من أدباء ومؤلفين ورسامين ومبدعين ، ونتوقع أن ينعكس ذلك في نمو عدد المشاركين وعدد دور النشر المصرية  المشاركة خلال النسخة الحالية ، لما تحتله مصر من  مكانة عريقة وتاريخ حافل بالأدب والثقافة .


ولا بد من الإشارة هنا إلى  تصدر مصر حجم المشاركات في الدورة السابقة ب 60 مشاركة  ، فضلاً عن فوز اثنتين من الإصدارات المصرية  ، هما  كتاب "صراخ خلف الأبواب" للكاتبة رانيا حسين أمين، الصادر عن دار نهضة مصر للنشر عن فئة كتاب العام لليافعين ، وفوز كتاب "أريد أن أكون سلحفاة"، تأليف أمل فرح، ورسوم أسامة أبو العلا، والصادر عن دار شجرة للنشر في مصر عن فئة أفضل نص ، وهذا إنما يعكس مدى حرص مصر على المشاركة ويؤكد على اهتمام المصريين برفد وإثراء أدب الأطفال .


• ما هي فئات الجائزة وما قيمتها المالية وما هي ضوابط  وشروط المشاركة فيها؟
هناك ستة فئات للجائزة هي: فئة كتاب العام للطفل، وفئة كتاب العام لليافعين، وفئة أفضل نص، وفئة أفضل رسوم، وفئة أفضل إخراج، وفئة أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب، وتبلغ القيمة الإجمالية لجائزة اتصالات لكتاب الطفل 1.2 مليون درهم إماراتي (حوالي 326 ألف دولار أمريكي)، تتوزع على الفئات التالية: 300 ألف درهم إماراتي (حوالي 82 ألف دولار أمريكي) لفئة كتاب العام للطفل يتم توزيعها على الناشر والمؤلف والرسام، بواقع 100 ألف درهم إماراتي (حوالي 27 ألف دولار أمريكي) لكل واحد منهم، 200 ألف درهم إماراتي (حوالي 54 ألف دولار أمريكي) لفئة كتاب العام لليافعين، توزع مناصفة بين المؤلف والناشر، 100 ألف درهم إماراتي (حوالي 27 ألف دولار أمريكي) لكل من الكتاب الفائز بجائزة أفضل نص، والكتاب الفائز بأفضل رسوم، والكتاب الفائز بأفضل إخراج، والتطبيق الفائز بجائزة أفضل تطبيق تفاعلي لكتاب و300 ألف درهم إماراتي (حوالي 82 ألف دولار أمريكي) مخصصة لتنظيم سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربي في الكتابة، والرسم، بهدف اكتشاف ورعاية الجيل الجديد من المواهب العربية في مجال كتب الأطفال.


أما ضوابط الاشتراك فقد تركت الباب مفتوحاً أمام الكتب الخاصة بالفئات العمرية من 0-18 عاماً، وألهبت  أمام دور النشر العربية والعالمية روح المنافسة بصرف النظر عن بلد صدور الكتاب، شريطة تقيدها بعدد من الضوابط  التي تستلزم عروبية العمل بمعنى أن يكون المحتوى باللغة العربية، وأن يكون نصاً أصلياً غير مترجم أو مقتبس، إضافة إلى التميّز في الشكل والمضمون.


وتسمح اللجنة المنظمة للجائزة لكل دار نشر الاشتراك  بثلاثة كتب كحد أقصى لفئة كتب الأطفال، وبأي عدد ممكن في فئة كتب اليافعين، شريطة أن لا يكون قد مضى على نشر الكتاب أكثر من ثلاث سنوات لفئة كتب الأطفال، وخمس سنوات لفئة كتب اليافعين، وأن لا يكون قد فاز من قبل بجائزة محلية أو عالمية أو عربية.




• أخيراً وكعاملة ومهتمة بالشأن الثقافي العربي ما هي رسالتكم للمواطن الإماراتي والعربي عموماً؟
أود أن أنتهز الفرصة لأشكركم على هذه الاستضافة ، وأن أنقل رسالة عبر صحيفتكم الموقرة ، أستلهم مفرداتها من قيادتنا في دولة الإمارات ومن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، ورسالتي تؤكد حرص دولة الإمارات عامة وإمارة الشارقة خاصة على تعزيز ثقافة القراءة، واستقاء المعرفة وتكريسها في نفوس أبنائها وفي نفوس أبناء العرب جميعا ، وسعيها الدائم لتعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة مع مختلف الدول والشعوب العربية الشقيقة، لا سيما الشعب المصري من خلال معارضها ومبادراتها وفعالياتها الثقافية على وجه الخصوص. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة