مسئول العلاقات الخارجية بمجلس سوريا الديمقراطية

هوشنك درويش: مصر سيكون لها دور أكبر بسوريا.. قريبًا

محمد عبدالفتاح

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 - 03:50 م

* مشروعنا لسوريا فيدرالية موحدة بعيدًا عن التقسيم والفكر القومي
* الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب استطاعت تقزيم دور قطر وتركيا  
* أردوغان فشل في الرقة وكوباني.. وأمريكا لم تعد بحاجة لقاعدة أنجرليك


أكد هوشنك درويش مسؤول العلاقات الخارجية بمجلس سوريا الديمقراطية أن لمصر دور مهم جدًا في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه القاهرة سيكون لها دور أهم وأكبر في المرحلة المقبلة، خصوصًا بعد افتضاح الدور السلبي لقطر وتركيا داخل سوريا.

 «درويش» تحدث عن مجلس سوريا الديمقراطية لا يحمل مشروعا قوميا كرديا؛ بل مشروع لكل السوريين بفيدرالية جغرافية، على غرار ما حدث في العراق ابتداءً من 2003 بعد إسقاط نظام صدام حسين، وذلك بوجود 4 أقاليم على أن تكون الحكومة المركزية في دمشق.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:

* الأكراد يؤكدون دائمًا يتمسكون بقوة بإنشاء منطقة حكم ذاتي بسوريا.. ما تعليقك؟
ربما أنت تتحدث عن الطرف الآخر وأعني المجلس الوطني الكردي المحسوب على ما يُسمى بالمعارضة المعتدلة، وهم يتحدثون عن مشروع قومي ويتهموننا بأننا لسنا واضحين في خطابنا القومي؛ بل على العكس نحن واضحون جدا في خطابنا ونرى أننا نستطيع الحفاظ على حقوق شعبنا الكردي من خلال الحفاظ على حقوق كل مكونات الشعب السوري.

نرى قوتنا في بعدنا الوطني وليس في البعد عنه، ومجلس سوريا الديمقراطية، الذي تأسس عام 2015، يحتوي على كل المكونات السورية: تركا، وعربا، وتركمانا، وإيزيديين، ومسيحيين، ويوجد داخل المجلس ممثلون عن 24 حزبا كرديا وأحزاب عربية ومسيحية، وكذلك ممثلون عن الإعلاميين والمثقفين والكتاب ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.

نحمل مشروعا ديمقراطيا لكل السوريين وخريطة حل أهم خطوطها العريضة: خطوات تمهيدية من خلال حوار سوري-سوري بعيدا عن الأجندات الإقليمية، ووقف نزيف الدم على كل التراب السوري، ووقف دعم الجماعات الإرهابية من قوى إقليمية معروفة، وأخيرًا عقد مؤتمر وطني لكل مكونات الشعب السوري، للتمهيد لدستور جديد وانتخابات، ولا حديث عن مشروع كردي أو عربي أو مسيحي؛ إذ ندعو لدولة فيدرالية سورية بحيث لا يكون هناك بصمة أكبر لقومية دون أخرى.

وفي هذا الإطار نحاول فتح قنوات اتصال لعلاقات دولية وإقليمية وحتى الآن قمنا بعمل جيد جدا، بعدما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحرير مدينة الرقة، فنستطيع القول الآن إننا نسيطر على 40% من إجمالي الأراضي السورية.

* إذن فلمن القيادة العليا في مجلس سوريا الديمقراطية؟
الرئيسة المشتركة إلهام أحمد وهي كردية.. والرئيس المشترك رياض ضرار وهو عربي، وعندنا تمثيل المرأة مناصفة مع الرجل بواقع 50%- 50% في جميع المؤسسات.

* وهل زيارتكم للقاهرة بهدف فتح قنوات اتصال رسمية مع القيادة السياسية؟
- مصر لها دور مهم جدًا في المنطقة، فهي ممثل الإسلام السني المعتدل ونموذج يُحتذى به لدولة مدنية لا تفرق بين أبنائها، فضلا عن العلاقة التاريخية القديمة بين الشعبين المصري والسوري، وسيكون لمصر دور أهم وأكبر في المرحلة المقبلة، لا سيما بعد افتضاح الدور السلبي لقطر وتركيا داخل سوريا.
وهناك عدد من القواسم المشتركة بيننا وبين مصر أبرزها المعاناة من داء الإرهاب، والحمد لله لنا قنوات تواصل مع القاهرة في مراحلها الأولى، ومصر تحمل نفس رؤيتنا لسوريا وهي: إعطاء الأولوية لمحاربة الإرهاب، والشروع في حوار سوري- سوري، وأن يكون الحل سياسيا وليس عسكريا.

كما أننا هنا في القاهرة للدعوة إلى مؤتمر في مدينة السليمانية بكردستان العراق، لمناقشة تلك القضايا وأبرزها الحل الذي نطرحه نحن في سوريا الديمقراطية، والحديث هنا عن حل الفيدرالية، بعيدًا عن تمزيق سوريا المقسمة فعلياً على أرض الواقع، وكذلك مراجعة ما وصلت إليه سوريا بعد مؤتمرات جنيف وأستانا.

* ألا ترى أن هذه الرؤية لسوريا موحدة بعد 6 سنوات من الدم والذبح أمرًا صعبًا؟
الذبح وحمام الدم، هذا حدث بفعل تدخلات من قوى إقليمية ودولية كان لكل منها طرف مسلح يحاول تنفيذ أجندتها، ومصر كانت واحدة من قلائل يريدون الحفاظ على وحدة سوريا وتحريرها من الإرهاب، وهو المشروع الذي تحمله سوريا الديمقراطية.

* لكن في مواجهة المشاريع الكردية عموما، تركيا تلوح بصدام عسكري حتى مع القوات الأمريكية التي تدعمكم في الرقة؟
- نحن لا نحمل مشروعا قوميا كرديا.. مشروعنا لكل السوريين، بفيدرالية جغرافية، على غرار ما حدث في العراق ابتداءً من 2003 بعد إسقاط نظام صدام حسين، وذلك بوجود 4 أقاليم على أن تكون الحكومة المركزية في دمشق.. أقاليم على أساس جغرافي وليس عرقيا أو قوميا. وأكرر مرة أخرى أن هدفنا ليس الانفصال بل العيش في كيان موحد هو سوريا الفيدرالية.

* لكن تجربة إقليم كردستان العراق لم تنجح تحت المظلة الفيدرالية والمسئولون هناك يشكون مر الشكوى من الحكومة المركزية في بغداد؟
لكل منا ظروفه وحساباته، ونحن نعرف جيدًا ماذا سنفعل.

* هل حاولتم الاتصال بتركيا والوصول إلى أي تفاهمات سياسية معها؟
شئنا أم أبينا تركيا لها حدود مشتركة بطول 700 كيلومتر مع سوريا؛ لكن تركيا بطابعها دولة معادية للديمقراطية وأثبتت التجارب أنها قوة داعمة للإرهاب، لا سيما في كوباني وهي الدولة الوحيدة التي لم توقع على محاربة داعش، وكل عملياتها العسكرية في سوريا سواء درع الفرات أو سيف الفرات لا هدف لها سوى الحفاظ على التيارات المتطرفة في سوريا.

وحسب المعطيات نرى أن الدور التركي يتقزم شيئاً فشيء لحساب دور أكبر لمصر والإمارات، والسعودية بشكل أو بآخر، وعلى أي حال نحن مستعدون ونرحب بأي شيء يكون في مصلحة شعبنا السوري ويوقف نزيف دمه.

* لكن أليست لتركيا قوة عسكرية لا يمكن تجاهلها؟
- أردوغان، بسياسته في مناطق جنوب تركيا وإبادته للمدن الكردية وباعتقاله لصحفيين وإعلاميين وتعذيبه لعدد كبير من الضباط على خلفية محاولة الانقلاب عليه في يوليو 2016، أصبح معزولا دولياً والدليل على ذلك أن في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة لم يمنحه الرئيس دونالد ترامب سوى 10 دقائق فقط للحديث، وحينما كان في الطائرة المتجهة إلى واشنطن قال الرئيس الأمريكي بوضوح إنه سيستمر في دعم قوات سوريا الديمقراطية، كما ألغى البنتاجون مقابلة كانت مقررة في أثناء نفس الزيارة، بين وزير الدفاع التركي ونظيره الأمريكي.

تركيا أيضًا لم تستطع القيام بدور في حملة الرقة كما كانت تريد، وفشلت في كوباني، وأمريكا لم تعد بحاجة لقاعدة أنجرليك العسكرية التركية؛ حيث أصبح لها قاعدتان هامتان: في الرقة وكردستان العراق. والخلاصة أن تقزيم الدور القطري في المنطقة بواسطة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب: مصر والإمارات والسعودية والبحرين، يعني أيضاً تقزيم الدور التركي، وبالتبعية تقزيم دور الجماعات المتطرفة.

* في رؤيتكم لسوريا الفيدرالية.. هل هناك تصور لمستقبل الرئيس بشار الأسد؟
- الأمر لا يرتبط بشخص ما، فالكل سيذهب وستبقى الدولة السورية والشعب السوري.. الأهم بالنسبة لنا هو دحر التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، ثم وضع الدستور الذي سيتعايش من خلاله كل مكونات الشعب السوري، والحفاظ على الجغرافية السورية.

تركيا كانت تتحدث عن ضرورة رحيل بشار وكانت تتكلم عن روسيا باعتبارها راعية لبشار ولكنها غيرت موقفها. وهي الآن مستعدة للحوار مع بشار الأسد الذي يمثل نظامه الدولة السورية في كل المحافل الدولية.

* وما الفرق بينكم وبين الكيانات السورية الأخرى؟
هناك قوى تسمي نفسها المعارضة بينما هي لا تمثل الشعب السوري على الإطلاق، والدليل على ذلك أنه بعد حضورهم للمفاوضات سواء في جنيف أو في أستانا يتضح أنهم غير قادرين على فرض مخرجات الحوار على القوى المسلحة على الأرض؛ لأنها لا تحكم أصلاً على الجغرافية السورية.

أما جناحنا العسكري قوات سوريا الديمقراطية فهي المتحكمة على الأرض والممثل لغالبية مكونات الشعب السوري، وليس سراً أنه أقول إنه بعد تحرير الرقة بالكامل وتحرير دير الزور سيكون هناك وضع آخر وشروط أخرى للحوار وخرائط جديدة أيضا.

* كيف تنظرون للاستفتاء المزمع تنظيمه في لاستقلال كردستان العراق سبتمبر المقبل؟
أي شيء يعبر عن إرادة شعبنا في كردستان العراق نحن معه ونسانده بكل تأكيد؛ لكن هناك مجموعة من التساؤلات: هل يمكن أن يكون هناك استفتاء والبرلمان الكردي غير مفعل (برلمان كردستان العراق لم ينعقد منذ عامين)!.. هل سيكون الاستفتاء قانونياً بينما المؤسسة التشريعية الأولى مغلقة منذ سنوات!..

* الإقليم يعاني من أزمة اقتصادية حادة، فهل الظروف فعلاً مواتية لهذا الاستفتاء؟
في 2003 هدد أردوغان باجتياح كركوك عاصمة كردستان العراق حال إعلان استقلال الإقليم فلنتخيل أن الإقليم صوت للانفصال عن بغداد وحدث السيناريو الأسوأ.

* وماذا سيكون موقفكم؟
- لن يستطيع اجتياح ولو شبر واحد من كردستان فلديه ما يكفيه من مشاكل داخلية وخارجية.. هو الآن يعاني في مستنقع شمال سوريا، وخصوصاً في جرابلس، الذي احتله ولا يعرف كيف يخرج منه. . شعبنا سيقرر مصيره رغماً عنه.

* لقاء بوتين وأردوغان في قمة العشرين كان له تأثير في خفض التوتر ووقف إطلاق النار عند الحدود السورية الأردنية.. ألم تستفيدوا أنتم أيضًا من هذا اللقاء؟
مناطق تخفيف التوتر، هي نواة لمناطق آمنة للوصول إلى حل سياسي، وبالنسبة لنا كأكراد في مجلس سوريا الديمقراطية، لا نحتاج في مناطقنا لاتفاقيات مشابهة بعدما تمكنا من تحرير معظم أرضنا من عناصر داعش، وما يهمنا هو ألا تتحول مناطق خفض التوتر إلى أماكن لتهجير وتبديل السكان على أسس طائفية أو عرقية، كما حدث في مناطق مضايا والزبداني وكفريا والفوعة؛ حيث تم نقل السُنة إلى مناطق سنية والشيعة إلى مناطق شيعية.

أكرر مرة أخرى أننا ضد تمزيق نسيج الشعب السوري، وهو ما تفعله تركيا في منطقة الباب السورية تحديداً؛ حيث دفعت فيها بعناصر تركمانية مسلحة لتنفذ أجندتها في سوريا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة