الحرب العالمية الثالثة| العناد الكوري يستفز الكبرياء الأمريكي

آية سمير

الخميس، 10 أغسطس 2017 - 04:39 م

لا أحد يريد رؤية حروبا أخرى في المنطقة، خاصة تلك البلاد التي عانت الكثير بسببها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وحلفائهم، على الرغم من ذلك، لا يمكن لأحد حاليا أن يوقف الأزمة المتزايدة بين واشنطن وبيونج يانج.

ووفقًا لتقرير نشرته الجارديان البريطانية، فإن التهديدات النووية التي تلوح بها كلتا الدولتين لا يمكن اعتبارها إلا «كارت مساومة» يضغط من خلاله كل طرف وصولا إلى ما يريد، خاصة، كيم جونج أون الذي يتعامل مع ما يحدث على أنه الحاكم صاحب شرعية حماية بلاده من سياسات الولايات المتحدة المعادية.

وتشير الجادريان البريطانية إلى أن الزعيم الكوري يريد من شعبه أن يظل مصدقًا لفكرة أن الولايات المتحدة تهدف في الأساس تهديد أمنهم ومنعهم من بناء البلد التي يريدونها، ولذلك تريد منعهم من الحصول على الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، ويعتمد جونج أون على تلك الفكرة؛ لإبقاء شعبه مجتمعا حوله، بعيدًا عن الانقسامات والمعارضات على سياسته الخارجية.

ويظل خطر تحول تلك التهديدات المتبادلة بين واشنطن وبيونج يانج إلى حرب حقيقة قائما بشكل دائم، بحسب جان لي مدير مكتب وكالة الأنباء الفرنسية السابق في بيونج يانج، الذي أكد في تقرير الجارديان أن هذا الاحتمال سيبقى مطروحا دائما، خاصة أنه حدثت اشتباكات مماثلة بين كوريا الشمالية والجنوبية على الحدود في عام 2010، وقُتل خلالها عدد كبير من الجانبين، وفي حالة تطور الأمور إلى ذلك الحد، فقد تجد بعض الدول أنها بحاجه للرد بدورها، مثل "اليابان" التي تصل الصواريخ الباليستية إلى حدودها المائية، والصين وروسيا اللذان يمكن اعتبارهما حلفاء للزعيم الكوري الشمالي.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون في 29 يوليو الماضي أن كلا من الصين وروسيا يتحملان تبعات تفاقم الخطر القادم من كوريا الشمالية، قائلا: "نظرا إلى أنهما - بكين وموسكو - داعمتان اقتصاديتان للبرنامج النووي لكوريا الشمالية، فإنهما تتحملان مسؤولية خاصة في تصاعد الخطر على الأمن الإقليمي والعالمي".

أما أسباب عناد كوريا الشمالية وعدم استماعها لنصائح اللجوء للحلول الدبلوماسية، فتعود وفقا للبروفيسور أندريه لانكوف، الذي يعمل ويقيم بالعاصمة الكورية الجنوبية، سول، إلى أن الزعيم الكوري لن يجلس للتفاوض دون التأكد من أنه قادر على إزالة واشنطن تماما من على الخريطة، حينئذ فقط، يمكن أن يلجأ إلى الحلول الدبلوماسية، فيما عدا ذلك فهو لن يستمع لأحد.

ويعتقد البروفيسور بجامعة ملبورن، جيونج سونج، أن الحل العسكري لا يمكن اعتباره جزءًا من الأزمة الحالية؛ لأن كوريا لا تريد ذلك ببساطة، وإنما تريد أن يتم اعتبارها قوة ذات أسلحة نووية، ومن ثم تُنشأ علاقات متكافئة مع جارتها الجنوبية.

وتتزايد حدة توتر العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بسبب تكرار الأولى لتجارب إطلاق الصواريخ الباليستية وإصرارها على تطوير أسلحتها النووية، وحذرت الحكومة الأمريكية بيونج يانج أكثر من مرة من تكرار هذه التجارب وأكدت أنها لن تجلس على طاولة المفاوضات مع استمرار عناد الجانب الكوري.

وكانت تقارير استخباراتية أكدت أن كوريا تسعى لتطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات عبر تزويدها بقنابل نووية صغيرة وهو الأمر الذي يمثل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة.

«ستلقي نارا وغضبا لم يشهده العالم من قبل».. بهذه الكلمات الثمانية رسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملامح السيناريو المحتمل لشكل الحرب مع كوريا الشمالية في حال إقدامها على أي عمل يمثل تهديدا لبلاده؛ لكنه في الوقت نفسه لا يزال ممسكًا بأمل عدم استخدام ترسانة بلاده النووية التي أكد أنها أصبحت أقوى من أي وقت سابق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة