مجمع الأديان بمصر القديمة
مجمع الأديان بمصر القديمة


انطلاق الجولة الرابعة لمبادرة "طوف وشوف" فى مجمع الأديان بمصر القديمة

شيرين الكردي

الأحد، 13 أغسطس 2017 - 03:42 م

تنظم وزارة الآثار، تحت رعاية د.خالد العناني وزير الآثار، وبالتعاون مع جمعية مصر الإرادة، في العاشرة من صباح الاثنين جولة إرشادية بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.

وأوضحت الدكتورة رشا كمال مدير عام ادارة التنمية الثقافية والوعى الأثرى بمكتب وزير الآثار، أن هذه الجولة هى الرابعة لمبادرة "أصلك أثرك" ضمن برنامج "طوف وشوف" والذى بدأ العام الماضى لمجموعة من المواقع الأثرية.

وأضافت د. كمال أن تلك الجولات تستهدف شباب الجامعات المصرية لرفع الوعى الأثرى والثقافى لديهم وتدريبهم على الطريقة المثلى لشرح الاثار تمهيداً لمشاركتهم فى برامج الجولات الإرشادية للمناطق الأثرية.

وقالت داليا الجوهرى مدير عام بإدارة التنمية الثقافية والوعى الاثرى بقطاع الآثار الإسلامية والقبطيه أن تلك الجولات تساهم فى إشراك كافة شرائح المجتمع للحفاظ على الآثار وحمايتها.

تعرف علي منطقة مجمع الأديان : تتجمع آثار للديانات السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية، في مكان واحد وعلى أرض مصر ويشعر الزائر عند زيارته لمجمع الأديان بمتعة نادرة للروحانية العالية المحيطة بالمكان ،فمجمع الاديان بمصر القديمة يضم بين اروقته سماحة المصريين على مر العصور، فجامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بنى في مصر وإفريقيا و الكنيسة المعلقة و معبد عزرا اليهودي ،مما يدل على سماحة مصر والمصريين على مر التاريخ .

تعرف علي مسجد "عمرو بن العاص" هو مسجد عريق تستشعر فيه عظمة التاريخ الإسلامي كان قلعة العلم التي تخرج فيها الكثير من العلماء .
قام "عمرو بن العاص" بتأسيس مدينة الفسطاط لتكون أول عاصمة إسلامية لمصر، وعندما بعث الخليفة عمر بن الخطاب إلى ولاته يأمرهم بأن يبنوا مساجد لإقامة صلاة الجمعة فيه، قاموا بإنشاء المساجد الجامعة في كافة الأمصار التي فتحت وقتئذٍ، والتي فتحت بعد ذلك مثل البصرة والكوفة والفسطاط ومدن الشام والقيروان وقرطبة وغيرها.
وقد اختار عمرو بن العاص مكانًا مرموقًا لمسجده، فكان منتصف مدينة الفسطاط العاصمة وهي مدينة مستديرة لم يبن فيها عمرو أية حصون أو قلاع؛ لأن أهل مصر دخلوا الإسلام عن عقيدة وإيمان ولم ير منهم عداء قط.
وتم افتتاح المسجد بأول صلاة جمعة في 6 محرم 21هـ ، فكان بذلك أول مسجد جامع في مصر والقارة الإفريقية يخرج منه نور الإسلام والإيمان إلى بقية البلدان، كما يعتبر الرابع في الإسلام بعد مساجد المدينة، والبصرة، والكوفة، وما زال هو الرمز الباقي حتى الآن الذي يرمز لتحرير مصر من الاحتلال الروماني وتأسيس مصر الإسلامية، ويمثل تاريخ مصر منذ أن دخلها الإسلام حتى الآن، وعند افتتاح المسجد كانت مساحته حوالي 675 مترً، وله ستة أبواب بابان تجاه دار عمرو بن العاص من الجهة الشرفية وبابان من الشمال وبابان من الغرب وكان سقفه منخفضًا ومكونًا من الجريد والطين محمولاً على ساريات من جذوع النخل، كما كانت الحوائط من الآجر والطوب اللبن وغير مطلية، ولم يكن به صحن، وكانت أرضه مفروشة بالحصباء، وبه بئر يعرف بالبستان استخدمه المصلون وقتها للوضوء.

وتضم الجولة زيارة جامع عمرو بن العاص بمدينه الفسطاط التى أسسها المسلمون فى مصر بعد فتحها، مرورا بحصن بابليون الذى تم بنائه فى عهد الإمبراطور رومانى، ومجموعة من الكنائس أهمها الكنيسة المعلقة وكنيسة أبو سرجة وكنيسة مارى جرجس والمتحف القبطى انتهاءا بمعبد بن عزرا اليهودى.

تعرف علي «حصن بابليون» : كان تمركزًا لليهود ،وكان أقارب العذراء مريم ويوسف النجار، خلال الفترة التي لجأت فيها العائلة المقدسة لأرض مصر، وكان كالفنار لمراقبة البحر حتى لا يدخل الأعداء من وقت الدولة المصرية القديمة، وأعاد إعماره وبناءه الإمبراطور الروماني تراچان خلال فترة حكمه (٩٨-١١٧)، وخضع الحصن للترميمات والتوسيعات بيد الإمبراطور الروماني أركاديوس في القرن الرابع حسب ما رواه العلامة مرقس سميكة باشا مؤسس المتحف القبطي.
كما أستعمل في بناؤه أحجار أخذت من معابد فرعونية وأكملت بالطوب الأحمر ولم يبق من مبانى الحصن سوى الباب القبلى يكتنفه برحان كبيران  وقد بنى فوق أحد البرجين الجزء القبلى منه الكنيسة المعلقة، وفي الفتح الإسلامي في عام 641 سقط الحصن في يد عمرو بن العاص بعد حصار دام نحو سبعة أشهر 18 ربيع الآخر 20 هـ وكان سقوطه إيذانًا بدخول الإسلام في مصر.
حيث اختارعمرو بن العاص مكانا صحراويا يعتبر عسكريا كموقع استراتيجي شمال حصن بابليون، وبنى فيه مدينة الفسطاط، ليحدها جبل المقطم من الشرق ومن ورائه الصحراء، والنيل من الغرب.

وأن الحصن الروماني يعرف بقصر الشمع أو حصن بابليون، وتسميتة يعود لإشعال الشموع فوق أبراج الحصن، ومساحته حوالي نصف كيلو متر مربع ويقع داخله المتحف القبطي أو على أجزاء منه،أما باقي مباني الحصن فمشيد عليها الكنائس السبع والمعبد اليهودي والمتحف القبطي.

تعرف علي "المتحف القبطي": يعد من أشهر المتاحف بمصر القديمة داخل حدود حصن بابليون، وكان العالم الأثري الشهير ماسبيرو أول من أهتم بجمع الآثار القبطية حيث أنشاء في المتحف المصري قسما خاصا بها.
تم إنشاء المتحف القبطي في عهد "مرقص سميكة باشا" سنة 1910 م، بموافقة أنبا كيرلس الخامس وبمساعدة الأنبا يؤنس التاسع عشر بما جمعه من تبرعات محبي الآثار من المصريين وغيرهم، خاصة أن الملك فؤاد الأول كان يرعي ويشجيع ذلك، وفد نقل إليه ما عثر عليه من الآثار القبطية من الكنائس والأديرة في الوجهين البحري والقبلي.
هذا وقد بدأ العمل بتخصيص غرفة واحدة بجوار الكنيسة المعلقة لعرض الآثار ، ثم أخذ المتحف في الاتساع تدريجياً حتى أصبح يحتوي الآن علي  27 قاعة ، أنشأت على الطراز القبطي، واستعمل في بنائها ما جمعه المؤسس من خرائب البيوت القبطية القديمة من أسقف منقوشة ومشربيات وأعمدة رخامية إلي أخر ذلك.
أنشئ هذا المتحف ليكون الحلقة الناقصة في سلسلة تاريخ الفن المصري القديم حيث يمكن القول أن الآثار القبطية تعتبر حلقة الاتصال بين فنون العصرين الفرعوني واليوناني الروماني من جهة والعصر الإسلامي من جهة أخرى.
وفي العصر المسيحي بدأ في مصر في القرن الرابع الميلادي أي من التاريخ الذي أصبحت فيه المسيحية دين الحكومة الرسمي واستمر كذلك إلى الفتح الإسلامي 641 م ، ولا يسع من يمر في قاعات المتحف القبطي ويشاهد معروضاته إلا أن يدرك مدى تأثر الحضارة المصرية القديمة بالفن اليوناني الروماني .
 أما حضارة مدينة الإسكندرية عاصمة البلاد وقتئذ والتي كانت يونانية بحته ، وبها أيضاً بدأت المسيحية كما هو معلوم وانتشرت تدريجياً داخل مصر والنوبة والحبشة.

وكان عدد القطع الأثرية التي يضمها المتحف حتي الان حوالي 15319 قطعة، ومنها لوحة جدارية تمثل دخول السيد المسيح مصر داخل إكليل من الزهور ، وشرقية باويط من الفريسك الجزء العلوي يمثل السيد المسيح جالساً على العرش ، والجزء السفلي يمثل السيدة العذراء تحمل السيد المسيح ، وعلى جانبيهما الإثني عشر رسولاً،وقطعة من النسيج القباطي تمثل زماراً ومجموعة من الراقصين والراقصات،وشرقية من الفرسك تمثل السيدة العذراء ترضع المسيح طفلاً،وتاج عمود من الرخام مزخرف علي شكل سلة ،وفي أركانه حمامة وعلامة عنخ بداخلها صليب،ومخطوط المزامير باللغة القبطية علي رق.

تعرف علي "المعبد اليهودى": الذي كان في الأصل معبدا ثم تحول إلى كنيسة حتى عهد أحمد بن طولون وعاد مرة أخرى كمعبد بعد أن اشترته الطائفة اليهودية وزعيمها فى ذلك الوقت إبراهيم بن عزرا، ولهذا يطلق على المعبد أيضاً معبد بن عزرا.

ويستمد المكان أهميته من وجود صندوق سيدنا موسى به ويشرف أيضا بأنه المكان الذي شهد وقوف وصلاة سيدنا موسى بعدما كلفه الله بالرسالة ويدلل على ذلك الكتابات المحفورة على تركيبة رخامية فى منتصف المعبد، ولذا يعتبر المعبد مزاراً هاماً بالنسبة لعدد كبيرمن السائحين وخصوصاً السائحين اليهود.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة