الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون


محلل سياسي: "ماكرون" هو المسؤول عن انخفاض شعبيته

ناريمان فوزي

الخميس، 17 أغسطس 2017 - 07:58 م

شهد المجتمع الفرنسي انقساما في الآراء بين مؤيدين ومعارضين لسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك بعد مرور 100 يوم على حكمه، حيث شهدت شعبيته انخفاضا كبيرا بعد آمال عديدة علقت عليه لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة منذ فترة.
في هذا الصدد، يتحدث الكاتب والمحلل السياسي والباحث في أكاديمية باريس للجيوبوليتيك فيصل جلول، حيث أكد على انخفاض شعبية الرئيس الفرنسي لمستوى خطير تعدى الانخفاض الذي سجله سلفه فرانسوا أولاند، وهو ما يعد مؤشرا سيئا بالنسبة لمستقبله السياسي.
وأضاف جلول، أن ماكرون كان قد فاز في الانتخابات الرئاسية وسط إجماع شرائح واسعة من اليمين واليسار والوسط، وربما كان الرئيس الشاب يدرك احتمالية انخفاض شعبيته لذا فقد صرح مبكرا أنه لن يعتمد على القياسات التي كانت سائدة في عهود الرؤساء الثلاثة الذين سبقوه كأولاند وساركوزي وشيراك.
ولفت جلول إلى أن الرئيس الفرنسي هو وحده المسئول الأول والوحيد عن هذا الهبوط الحاد في استطلاعات الرأي، فقد تصرف في تشكيل حكومته وفي ترتيب أغلبيته النيابية "منفردا"، فلا حزبه الحديث العهد يستطيع اعتراضه ولا أغلبيته البرلمانية الحديثة تستطيع مساندته.
"ما تم تنفيذه من برنامجه"
من جهة أخرى، تحدث جلول عن ما تم تنفيذه من برنامج الرئيس ماكرون خارجيا، حيث لفت إلى أن الظروف خدمته على الصعيد الخارجي، فالساحة الفارغة تقريبا جعلت منه لاعبا جديدا في مواجهة الروس والأمريكان وحل أزمات الشرق الأوسط.
وقال جلول "لقد استفاد ماكرون من "بلاهة" دونالد ترامب وانشغال بريطانيا بخروجها من الاتحاد الأوروبي وانشغال ألمانيا أيضا بانتخاباتها حيث ترشح المستشارة أنجيلا ميركل نفسها لولاية رابعة، في حين تبدو إيطاليا منغلقة على نفسها نتيجة أزماتها الداخلية".
على صعيد آخر، استطاع ماكرون اكتساب إعجاب شعبه بسياساته الخارجية لكنه فقد رضائهم حين تعلق الأمر بالشؤون الداخلية، فالإجراءات الداخلية سيئة والعجز في الميزان التجاري مستمر والأداء الحوكمي بدا سيئا للغاية تجاه ميزانية الجيش التي أراد تخفيضها مما أشعل أزمة بينه وبين رئيس الأركان الذي أضطر لتنحيته، إضافة لذلك فإن الفضائح المالية ضربت حكومته، وسن الضرائب الجديدة الأمر الذي أثار غضب المتقاعدين والفئات المتوسطة من الشعب.
"سياسته المقبلة"
أشار جلول إلى أن المشروع الرئيسي الذي انتخب على أساسه ماكرون هو تغيير قانون العمل الذي أشعل أزمة كبيرة بين فئات الشعب والحكومة، ولكن إذا تم التغيير وفق لما هو مرسوم ومقرر له فإنه بلا شك سيثير ضده النقابات العمالية الأمر الذي سيهبط بشعبيته إلى الحضيض.
"انقسام المعارضة"
نتيجة لتلك الأزمات، لفت جلول إلى أن البرلمان انقسم حول الرئيس، فمن جهة اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان إلا أن تدخل حزبها المحدود داخل البرلمان لا يتيح له الفرصة لتشكيل كتلة برلمانية معارضة، من جهة أخرى هناك المعارض اليساري جان لوك ميلونشون وحزبه فرنسا الآبية الذي يتمتع بمجموعة برلمانية جدية لكنها صغيرة، يضاف إلى ذلك المعارضين من الديجوليين والاشتراكيين.
في النهاية، أكد جلول أن المعارضة أصبحت هي الغالبة على الجميع باختلاف توجهاتهم، وربما يزيد الانقسام بعد تطبيق قانون العمل أواخر الشهر الجاري بينما لا يعلم أحد كيف سيتصرف الرئيس الفرنسي الشاب في مواجهة الاستحقاقات القادمة، هل يعود إلى الوراء فتتم محاسبته على وعوده الانتخابية؟ أم سيمضي جريئا "إلى الأمام" فيواجه الغضب الشعبي.."في الحالتين لا يبدو حظه جيدا أبدا"

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة