بعد أن كان أحد المكونات الأساسية لملابس الرجال تمت إحالة «الطربوش» إلى التقاعد، لكنه لم يستسلم ونجح في فرض نفسه على «بازارات» شارع المعز وغيره من الأماكن السياحية، وساهم السائحون فى رد اعتباره بإقبالهم عليه بعد أن تخلى عنه أبناء بلده.

عندما كان فى الخامسة من عمره نزل شحات العرباوي «٤٧ سنة» إلى سوق العمل رفض والده فكرة دخوله المدرسة، مفضلا أن يتعلم الطفل حرفة أجداده التى برعوا فيها، وهى صناعة «الطربوش» وبيعه، كان الصبى الوحيد مما جعله المسئول المستقبلى عن أسرته، بالإضافة إلى انه امتداد للحرفة التي يهددها الانقراض، والآن يجلس العرباوي أمام «فرشته» بأحد الأزقة الضيقة المتفرعة من شارع المعز.

يقول «العرباوي» انه تعلم كل شيء من والده الذي ورث صناعة الطربوش من اجداده وأحبها كثيرا ويؤكد انه اتقنها في البداية ليتمكن من مساعدة عائلته التي تتكون من والدته وشقيقاته الخمس، وبعد وفاة والده عمل كثيرا ليساعد شقيقاته الخمس في زواجهن والاطمئنان عليهن دون أن ينظر إلى نفسه ولتقدم عمره ظل كما هو دون أن يكمل نصف دينه بعدما رفض الزواج لحين الاطمئنان على شقيقاته، وبعد أن تزوجن كان القطار قد فاته!
ويشير إلى ان رواد الفرشة لشراء الطربوش هم من الأجانب والسياح والمصريين العاشقين للتاريخ المصري، إلى جانب الاطفال الذين يشترونه كنوع من التسلية والتصوير به والاستمتاع بالحضارة والتاريخ المصري.

ويضيف: يتم عمل الطربوش عن طريق الورق المقوى اسطوانى الشكل ثم توضع الخامة الحمراء لتأخذ شكل الطربوش، ويتم تبطين القالب الورقى عبر تغليفه بقطعة القماش الاحمر عن طريق وضع طلاء داخلها بمادة لاصقة ومن ثم يوضع على مكبس حديدي ساخن من اجل تغليفه وضبطه وتجفيف المادة اللاصقة والكبس وصولا إلى التغليف، وبعد التجفيف تأتى المرحلة الاخيرة وهى وضع الخيوط السوداء أعلاه.. وتتراوح أسعار الطرابيش للمصريين ما بين ٥ و٧ جنيهات أما أسعار الأجانب فيتم تحديدها حسب جنسية السائح وكلما ارتفعت عملة بلاده ارتفع ثمن الطربوش.
ويؤكد أن تراجع السياحة فى مصر يعتبر من أهم أسباب تدهور حالته الاقتصادية، لكنه يشدد على أن هذه الأزمة لن تؤثر على حبه للطرابيش.