صورة من التقرير
صورة من التقرير


فيديو| 50 جنيها في 30 دقيقة.. تجربة واقعية ليوم في حياة سايس

أسامة الشريف- محمد عيسوي- محمد مصطفى بدر

الخميس، 24 أغسطس 2017 - 02:22 ص

 
فوطة صفراء وصفارة، هذه أدوات إمبراطور الشارع أو "السايس" بعد أن تركن سيارتك، يظهر فجأة شخص يفتح لك الباب، ويقول لك بابتسامة سمجة: "حمد الله على السلامة يا باشا".

قائدو السيارات يجوبون الشوارع من أجل العثور على بقعة لركن سياراتهم نظرا لازدحام الشوارع خصوصا في محافظتي القاهرة والجيزة, وهنا يظهر السايس الذي يحتكر الشوارع والأرصفة وأسوار المصالح الحكومية ويوفر مكانا للركن بمقابل لا يستحقه ولا يقل عن 10 جنيهات.

يعتبر الزحام المروري الشديد في القاهرة وضواحيها، وتكدس السيارات، ونقص الأماكن المخصصة للانتظار، أهم أسباب انتشار ظاهرة السايس، هؤلاء يتعاملون وفقا لنوع السيارة وسعرها فأصحاب السيارات الفارهة لهم معاملة خاصة تختلف عن سائقي السيارات الصغيرة، سواء في الرسوم التي يفرضونها على الانتظار أو طريقة الاستقبال لأصحابها.

وتسبب السايس في حالة من الغضب في الشارع المصري نظرا إلى تحول هذا العمل إلى مهنة من لا مهنة له ومصدر رزق دون بذل أي جهد أو الحصول على مؤهل تعليمي.

السياس يغزون الشوارع

تجول محررو "بوابة أخبار اليوم"، في شوارع مصر الجديدة أمام أحد المولات الشهيرة حيث تمتد الأرصفة بطول الشارع وتنتشر السيارات على جانبي الطريق والشوارع الرئيسية بالمنطقة، ومن هنا ثبتنا معدات التصوير والصوت وقمنا بدور السايس وبدأنا بالفعل في تركين السيارات على جانبي الشارع ونحصل من مالكي السيارات مقابل مادي لا يقل عن 5 جنيهات وبعدها حصلنا على 50 جنيهًا بعد نصف ساعة فقط في الشارع. 

وظهر عقب ذلك أحد الأشخاص يجري للوصول إلينا فتوقعنا أن الرقابة تفرض سيطرتها بالمنطقة وتقوم بمنعنا من ممارسة البلطجة على مالكي السيارات, وهنا كانت الصدمة عندنا اكتشفنا أن هذا الشخص يدعى "م.ن" وهو سايس المنطقة ومنعنا بالفعل.

وقال: "أنا بدفع أرضية هنا وده شغلي وأكل عيشي أنا بقف كل يوم هنا وبدفع مبالغ كبيرة يوميا مقابل شغلي في المكان ده.. وبعد جدال طويل توصلنا معه أننا سنحل محله لمدة ساعة والأموال التي نحصلها سوف تكون ملكه, واستكملنا عملنا وحصلنا 100 جنيه خلال ساعة دون أي رقابة أو أحد يستوقفنا ويطلب هويتنا".

وفي أثاء تجولنا لخوض تلك التجربة بالشارع لركن سيارة تستقلها سيدة أبلغها بأن ثمن الركنة 5 جنيهات، وعبرت عن دهشتها ورفضها قائلة: "ليه الركنة بـ 5 جنيه ده شارع الحكومة؟.. البارك بتاع ربنا وبتاع الحكومة هو خلاص بقى اللي مش لاقي شغل يشتغل سايس".

بينما قال مواطن آخر إنه في كتير من الأحيان يطلب السايس منه لركن السيارة سعر لا يقل عن 5 جنيهات، وفي كثير من الأحيان يصل إلى 20 جنيها، قائلا: "مفيش رقابة عليهم في الشوارع ده طمع وسببوا مشاكل كتير.. لازم يكون الموضوع مقنن من الحي التابع له لكن كده ماشية سمك لبن تمر هندي وبيحجزو أماكن بشكل عشوائي في الشارع".

وخلال تجولنا لرصد رأي الشارع بشأن انتشار تلك الظاهرة، عبر أحد المواطنين عن استيائه من تواجد "السياس" في كل منطقة وشارع يتجول به بسيارته، قائلا: "أصبحت شغلانة خلاص في كل حتة أركن فيها ألاقي واحد يقول الشاي بتاعي يابيه".

واقترح مواطن آخر أن يتم تقنين تلك الوظيفة ويصبح لمن يعمل بها راتب شهري ثابت تحت إشراف الدولة وتحديد سعر ثابت للانتظار السيارات حتى لا يتم استغلال المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن المصري.

فيما قال مواطن آخر إن ظاهرة "السياس" غير قانونية وليس لها أي صفة أو هوية قانونية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة