د. عاطف عبد الحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية
د. عاطف عبد الحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية


رئيس هيئة الطاقة الذرية: نمتلك الـ 19 عنصرا لتنفيذ البرنامج النووي السلمي

صابر شوكت

الجمعة، 25 أغسطس 2017 - 11:12 م

أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية د.عاطف عبد الحميد، أنه بعد 60 عاماً أبحاثا خاضها الآلاف من علماء مصر بالطاقة النووية السلمية أصبحنا نملك التسعة عشر عنصرا التي تحتاجها أي دولة عظمى لتنفيذ برنامجها النووى السلمي.
 وقال في حوار لبوابة أخبار اليوم، إن أهم هذه العناصر الخبراء المدربون، وأبحاث علماء الهيئة والتكنولوجيا النووية الحديثة التي نسعى لتوطينها بمصر، وتوفير دورة الوقود النووي للمحطات القادمة لمشروع الضبعة للكهرباء.. وجميع هذه العناصر تم تنفيذها بدعم كامل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 وكشف رئيس هيئة الطاقة الذرية، عن نتاج مشروعات سلمية يستفيد منها الملايين من المصريين والأفارقة والعرب خلال الشهور المقبلة في المياه والصحة والصناعة والبيئة.. أنفقت الدولة عليها مئات الملايين في السنوات الثلاثة الأخيرة لتحقيقها.
خرجت تكليفات من الدولة لحل ألغاز بعض الظواهر الغامضة ومنها ما يهدد الأمن الغذائي.. فماذا فعل علماؤنا لكشف لغز اختفاء الثروة السمكية من مسطحاتنا المائية..؟
تم تكوين فريق من علماء وخبراء، وتزويدهم بتقنيات نووية حديثة وقاموا بفحص سواحل مصر.. وكذلك البحيرات المائية السبعة..وبتحليل عينات التربة والمياه والأحياء السمكية، وتم اكتشاف كارثة بيئية تسبب فيها تراخي المسئولين وتفشت هذه الكارثة لتصير شبه وباء بجميع سواحلنا بسبب إلقاء مياه الصرف الصحي والصناعي بسواحل البحرين والبحيرات المائية الأمر الذي تسبب في تكوين ميكروبات وبائية حولت الأسماك إلى «خنثي» ولم تعد هناك أسماك بسواحل البحر الأبيض والأحمر والبحيرات باستثناء البردويل.. مما دفع الصيادين للصيد من خارج المياه الإقليمية!
وتم إرسال نتائج علماء الهيئة إلى المسئولين المختصين بالدولة.. بداية هذا العام وفي سرية صدرت القرارات الإلزامية لجميع المنشآت على سواحل البحر والبحيرات بتركيب وحدات معالجة مياه صرفها وإلزامها بزراعة أراضيها المحيطة وعدم الصرف على البحر إطلاقا.. وتتولى عدة جهات كبرى التفتيش على هذه المنشآت منذ شهر مارس الماضي.
وعلماء هذا الفريق ينفذون مهمة تطهير شواطئ مصر وسواحلها وتأمين الثروة السمكية كمهمة قومية عليا.. ونتابع مع المسئولين بالبيئة.. استعادة ثروتنا السمكية للمستهلك المصري خلال بداية العام المقبل.

الترخيص الغامض

< فى مجال الصناعة والطب تأخرنا 15 عاما لإنتاج النظائر المشعة رغم توافر جميع الامكانات.. لماذا؟

- مصر كانت تستطيع إنتاج النظائر المشعة ومولدات التكنيام واليود 132 والمبيديام التى نستخدمها بالصناعة والطب منذ عام 2004 عندما بدأ التشغيل لمفاعل مصر البحثى بقدرته القصوى 22 ميجاوات حراري.. وكذلك بتشغيل فعلى لجهاز السيكلوترون - ولكن وزارة الصحة وفقا للقانون لابد أن تعطى ترخيصا بذلك لهيئة الطاقة الذرية ولسبب غامض امتنعت عن منحنا هذا الترخيص واستمررنا نستنزف ملايين الدولارات على استيرادها من الخارج لحساب بعض من يحتكرون استيرادها بمصر.

والحقيقة أن جميع علماء الهيئة في معاناة مستمرة مع مسئولى هذه التراخيص بوزارة الصحة لبدء الإنتاج.. حتى جاء 29 أغسطس 2015 ووضعنا هذه الإدارة في مأزق بدعوة المهندس محلب رئيس الوزراء لافتتاح مصنع إنتاج هذه النظائر المشعة بالمفاعل البحثى بأنشاص لنجبرهم على منحنا الترخيص بالانتاج.. ومع ذلك لم يمنحوها لنا إلا فى شهر مايو العام الماضى فقط..! لم نستطع أن ننتج إلا 50% من إحتياجاتنا من النظائر الأعلى جودة من المستوردة.. وبنصف ثمنها ونسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي نهاية هذا العام والتصدير للاسواق العربية والافريقية التى تحجز حصتها من الآن وسنحقق ذلك بعد أن حلينا لغز «سر الصنعة» التي كانت تحتفظ به الشركات الاوربية وهو الوعاء الغاز لهذه النظائر المشعة ويسمى «شيلد» يبيعونه لنا فارغ بـ 1200 دولار فقمت بالتعاون مع خبراء الهيئة بتصنيعها بحوالى 6 دولارات فقط.. وقمنا بإنتاج الجزء الصغير لحمل النظير المشع داخل مكتبي.

مأساة إختراع للحروق!

ماذا عن علاج قرحة الفراش والحروق الذي اخترعه العالم د.عبد المنعم بشندى؟
 قال فى أسف: توفى العالم الجليل وهو يصارع مع إدارة التراخيص بوزارة الصحة 15 عاماً. ومازلنا فى مصر والمنطقة العربية نستورد هذا المنتج بسعر 20 دولاراً للقطعة الواحدة مع إننا ننتجها حتى الآن داخل معامل الهيئة ونبيعها بحوالى عشرة جنيهات!! هذا المنتج عبارة عن استخدام مشيمة «ولادة النساء» بتشعيع وتعقيم أنستجتها وتحويلها لقطع علاج هامة بحتاجها السوق المصرى والعربى بشدة.. ورغم نجاح هذا المنتج بمعامل الهيئة فى إختبار أكبر معامل الجودة العالمية ويفوق المستورد.. إلا أن إدارة الترخيص الصحة تمنعنا عن إنتاجه حتى الآن برفض الترخيص!
والأغرب عرضوا علينا.. أن ننتجه تحت مسمى «مكمل غذائي» وذلك لا يحتاج ترخيص الصحة.. وهذا لا يليق بمنتج علماء هيئة الطاقة الذرية.

السليكون وأْحلام الشباب

< وماذا عن محاولات تسويق أبحاث ومنتجات علماء الهيئة؟

- العديد من الشركات حاولت أن تتولى تسويق أبحاث ومنتجات علماء الهيئة وفشلوا لجهلهم بطبيعة عمل العلماء.. لذلك قررنا أن ننشئ داخل الهيئة شركة تسويق كبرى لخدمة المجتمع بالاستخدامات النوويه السلمية.. بالتعاون مع سنساعد فى خروج مئات المشاريع للنور بدء من العام القادم.. ويجرى حاليا من خلال هذا التعاون التسويق لتنفيذ مشروع «شرائح السليكون» للخلايا الشمسية لإنتاج الكهرباء.. ويتم تصنيعها بالمفاعل البحثى الارجنتينى بانشاص.. وقمنا بتجهيز عدة مصانع بامكاناتنا المحلية لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية فى نهاية العام القادم.

وهذا المشروع عملاق وسينقل مصر نقلة كبرى عبر توفير هذا المنتج المصرى بسعر اقتصادى سيحل مشكلات أحلام الشباب والمستثمرين فى إقامة جميع المشروعات بالمناطق الصحراوية.

وفى مجال الزراعة وفرنا حبوب للقمح والذرة والسمسم تعطى 3 أضعاف إنتاج الفدان من الحبوب الأخرى وكذلك سيتم من العام القادم القضاء على حشرة «السوس» بالمعالجة النووية والالكترونية.. وسيتم تعبئة الحبوب بأمان تام دون تبخير وسيوفر هذا المشروع ملايين الدولارات تتكلفها الدولة لتخزين الحبوب.

وعلى المستوى الافريقى هناك تعاون ضخم مع إفريقيا فى الاستخدامات السلمية ومصر بصفتها رئيس منظمة الافرا التى تضم 41 دولة قررت فى اجتماع كمبالا الشهر الماضى إخضاع جميع ابحاث علماء الطاقة الذرية لأهداف التنمية الشاملة بالمياه والغذاء والطاقة والصحة والصناعة.
ولأن بعض دول إفريقية لا يوجد بها مستشفى واحد لاكتشاف السرطان فقد تقرر أن نقوم بإنشاء مستشفى واحد على الأقل فى كل دولة بأجهزة حديثة وهذا، سيتم دعمه بمؤتمر الوكالة الدولية بفيينا  الشهر القادم.. التى تدعم مشروعات الأفرا بنسبة 85% ماليا وفنيا. بالإضافة إلى تدريب علماء أفريقيا والمنطقة العربية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة