علاء عبدالعظيم

السبت، 26 أغسطس 2017 - 09:35 م

أخذ القلق يسري في عروقه كسريان التيار الكهربائي في الأسلاك المعدنية، اشتدت به الحيرة وبنظرات يصحبها اضطراب ورعشة شديدة وكأن شيئا يشدها بخيط غير مرئي يمنع رأسه من الالتفات.

بعدما فوجئ بثلاثة أشخاص تتوسطهم عشيقته التي نجحت في استدراجه، انقضوا عليه ونجحوا في شل حركته وقيدوه بحبل غليظ بعد أن جردوه من ملابسه، وأجبروه بالتوقيع على ايصالات أمانة، وحانت ساعة الصفر وبدأوا حفل التعذيب حيث تلقى ضريات موجعة مستخدمين شاكوش حديدي، وسحله على الأرض ذهابا وإيابا، ولم تشفع له دموعه التي انهارت فوق وجنتيه في محاولة لإطفاء لهيب حزنه وتخفف عنه بعض آلامه لكن دون جدوى ازدادت شراستهم في تعذيبه كلما سمعوا صوت أنينه، وقاموا بسحله وحرقه في أماكن حساسه بجسده كي يفقدوه رجولته.

جلسوا يرقبوا أنفاسه المتقطعة ودقات قلبه الذي كاد أن ينفجر حنقا وحزنا وغاب عن الوعي معتقدين وفاته، هموا جميعا بحمله بعد أن هدأت العيون وحل الظلام ووضعوه داخل سيارة أحدهم التي كادت عجلاتها تنهب الطريق نهبا وألقوا به داخل أحد الشوارع بمنطقة الزيتون، تصادف وجود حارس أحد العقارات الذي جحظت عيناه وكتم أنفاسه متابعا إياهم في أثناء قيامهم بإلقاء جثة المجني عليه، ونجح في التقاط رقم لوحة السيارة.

وانتقل على الفور الرائد أحمد عبد العظيم معاون مباحث قسم شرطة الزيتون، وتم نقل المجني عليه إلى المستشفى وقرر الأطباء إيداعه العناية المركزة في محاولة لإنقاذه ولإصابته بكسر في الجمجمة واشتباه بنزيف داخلي وتورم بالعين ووجود كدمات وسحجات وحروق بأماكن متفرقة وعديدة بالجسد، ووجود تسلخات شديدة بمكان حساس بجسده أيضا.

ويإخطار العميد حازم الديربي مفتش المباحث الذي ترأس فريق بحث على مستوى عال لكشف لغز الجريمة وعمل تحريات مكثفة، وبالكشف عن صاحب السيارة بعدما تمكن الرائد أحمد عبد العظيم معاون المباحث من القبض عليه، وتضييق الخناق جاءت اعترافاته بصحة الواقعة، وذكر في أقواله بأن صديق له اكتشف خيانة زوجته وعلاقتها بالمجني عليه لمدة تزيد عن عام ونصف، وأنه ارتاب في استمرارية تلك العلاقة بينها وبين المجني عليه فقرروا وبمساعدة ابن صديقه الشاب أيضا في استدراج المجني عليه لإقامة علاقة وممارسة حب محرم من خلال زوجة صاحب السيارة للانتقام من المجني عليه الذي لم يكن يعرف بأنه سيقع ضحية حفل تعذيب.

تم تحرير المحضر اللازم وأحالهم العميد محمد محجوب مأمور قسم شرطة الزيتون إلى النيابة التي تولت التحقيق، وحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وسماع أقوال المجني عليه بعد تماثله للشفاء.