"كييف" تنهي عصر الثورات وتفتح صفحة جديدة مع أوروبا

في أوكرانيا.. الرئيس يطعم الشعب شوكولاته

رضوى عبداللطيف

الأحد، 27 أغسطس 2017 - 04:05 م

يطلقون عليها لقب أقدم عاصمة في أوروبا الشرقية لما تحمله من تاريخ قديم ومباني أثرية شاهدة على تاريخ ممتد عبر آلاف السنين ورغم أن تعداد مدينة كييف "عاصمة أوكرانيا" لم يتعدى 3 ملايين نسمة إلا أنها تعد أحد المدن الأوروبية المكتظة بالسكان.. وقد أعجبتني كثيرا حقيقة أن أوكرانيا هى إحدى الدول التي يكثر فيها عدد النساء عن عدد الرجال ، حيث تقدر نسبة الإناث ب 54% من عدد السكان. ويمكنكم ملاحظة ذلك بسهولة في أول جولة لكم في  شوارع وأسواق كييف المليئة بالنساء وفي المتاجر والمطاعم التي قلما تجدون فيها بائع رجل.. وربما يكون هذا سببا في انتشار أكثر شيئين تعشقهما المرأة  في المدينة وهما الورد و الشوكولاته .
"ملك الشوكولاته"
وإذا عرفنا أن الرئيس الأوكراني بيتروبوروشينكو  يلقب "بملك الشوكولاته " فأعتقد أن متعة هذا الشعب قد اكتملت، حيث يمتلك الرئيس الملياردير مصنع روشين وهو أحد أكبر مصانع الشوكولاته في أوروبا، وتنتشر منتجاته ذات الجودة العالية والأسعار الرخيصة في كل متاجر أوكرانيا بل ومتاجر أوروبا والدول العربية، وقد يتشابه واقعنا السياسي والاقتصادي بعض الشيء مع واقع أوكرانيا الدولة التي لازالت تخطو خطواتها الأولى في اتجاه الوحدة مع الدول الأوروبية بعد ثورتين شعبيتين.. فقد ظلت أوكرانيا في صراع لسنوات بين ميل ساستها نحو روسيا والبعض الآخر دعموا الاتجاه نحو الاتحاد الأوروبي ومنهم الرئيس الحالي، الذي كان أحد أهم رجال الأعمال الداعمين للثورة البرتقالية عام 2004. كما كان وزير الخارجية أثناء رئاسة يوليا تيموشينكو زعيمة الثورة البرتقالية التي هزمت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. وبعد انتهاء عصر الثورة البرتقالية عاشت أوكرانيا ثورة شعبية أخرى عام 2013 بسبب معارضة الشعب للرئيس فيكتوريا نوكوفيتش، الذي كان مواليا لروسيا ومعارضا لأوروبا.. وقد تحقق حلم الأوكرانيين أخيرا  قبل أيام وأصدر الرئيس قرارا بإلغاء التأشيرات بين أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي، لتدخل أوكرانيا مرحلة جديدة في تاريخها عنوانها الانفتاح على أوروبا خاصة بعد توقيعها على اتفاقية التجارة الحرة.
"بوتين الحاضر الغائب"
في أحد الجولات في شارع كييف شاهدت عند أحد الباعة المصطفين في خيام على جانبي الطريق مناديل حمام تحمل صور الرئيس الروسي بوتين . وهي تعبير عن رفض الأوكرانيين لسياسات روسيا التي تدعم الانفصاليين على حدود أوكرانيا الشرقية. ويختلف واقع ما قد تشاهده من معارضة شعبية في أوكرانيا عما تسمعه من توتر بين البلدين في الأخبار. وأعتقد أن هناك فرق كبير بين طبيعة الشعب الأوكراني الودود وبين ما قد تراه في روسيا والمدن الأوروبية. 
"كاتدرائية القديسة صوفيا"
من أشهر الأماكن الدينية الأثرية في كييف والتي بنيت عام 989م و تقع ضمن المواقع الأثرية لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1990. وصممت الكنيسة لتنافس كنيسة آية صوفيا في القسطنطينية القديمة. ولم تكن مجرد كنيسة بل كانت مركزا اجتماعيا وثقافيا ومكانا لاستقبال الرؤساء والسفراء الأجانب وبها أول مكتبة روسية أنشئت في كييف وهو الوقت الذي ازدهر فيه الفن والتعليم والثقافة. وتعرضت الكاتدرائية للتدمير أثناء غزو التتار وأحرقت عدة مرات وأعيد بناؤها مرة أخرى. وتشتهر الكاتدرائية بالفسيفساء والرسوم الجدارية التي صممت في العصر البيزنطي التي تعود إلى القرن الحادي عشر. وتعتبر الكاتدرائية بمثابة ذاكرة للأحداث السياسية أيضا حيث كتبت على جدرانها عن أحداث وشخصيات. أما الوقت الحاضر فكاتدرائية سانت صوفيا هى من أهم مناطق الجذب السياحي في عاصمة أوكرانيا.
"ميدان الاستقلال"
ميدان الاستقلال هو أحد الميادين الرئيسية والتاريخية في كييف ويقع على شارع كريششاتيك وهو مبنى صغير به أعمدة يخرج منه عمود طويل في آخرة تمثال لكي المحاربة التي سميت على اسمها مدينة كييف. ومنذ قرون طويلة كان الميدان مكانا لتجمع الثوار في كل العصور. وشهد في العصر الحديث مظاهرات الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي عام 1990 والثورة البرتقالية وثورة الاتحاد الأوروبي التي أطاحت بالرئيس السابق. ويقع أسفل الميدان مول على مساحة كبيرة تحت الأرض ومحطة مترو . وقد اكتسب الميدان شهرة عالمية حتى أصبح منبرا للدفاع عن الحريات في العالم وقد شهد مظاهرات واحتجاجات لأجانب في قضايا عدة.
"متحف الحرب العالمية الثانية"
من أهم المواقع التي ستغريك لزيارتها في كييف متحف الحرب العالمية الثانية الذي افتتح عام 1981، ويتكون من 18 قاعة تعرض البطولات التي قادها الاتحاد السوفيتي ويضم المتحف وثائق أثرية  والممتلكات الشخصية للجنود والسلاح  القديم والملابس والصور والنياشين والرسائل ويوميات الحرب والمعدات العسكرية.
وستستمع بمشاهدة الطائرات والدبابات السوفيتية التي شاركت في الحرب العالمية الثانية وكذلك تمتلئ الجدران بقصص إنسانية للجنود تستشعر معها أنك تعيش أجواء الحرب. حتى عندما تسير في الشوارع المحيطة بالكاتدرائية ستجد باعة جائلين يعرضون أوسمة عسكرية كتذكارات للبيع ومعدات وخوذات وأقنعة غاز كان يرتديها الجنود بالإضافة لآلات موسيقية قديمة كانت تستخدم للترفيه عن الجنود و الهاتف الذي كان يستخدمه القادة في  أرض المعركة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة