حفيد للبيع!

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017 - 09:06 م

صرخات مدوية رجت أرجاء المنزل تجمع على إثرها الجيران تعلو وجوههم علامات الذعر والهلع تسابق أقدامهم الرياح متوجهين إلى شقة جارتهم العروس التي لم يمض على زواجها سوى ٩ أشهر.

انتشر الجميع داخل الشقة وسط دعاء الجارات اللاتي احتضن العروس في محاولة لتهدئتها ومواساتها بكلمات الشفقة والتعاطف والدعاء بالعثور على حل لغز اختفاء فلذة كبدها ابن الأربعين يوما.
وقفت الأم العروس بدموع تنهار على وجنتيها وكأنها حمم تحرق وجهها وتلهبه تروي للمقدم قدري الغرباوي، رئيس مباحث قسم شرطة روض الفرج مأساتها بعد أن استيقظت من نومها فلم تجد رضيعها بجوارها، بينما يقوم النقيب محمد عبد الناصر معاون المباحث بتفقد الشقة بحثًا عن أي دليل أو خيط من خلال النوافذ والأبواب التي اكتشف عدم وجود أي عنف بها، أثقلت رأس رجال المباحث بالتساؤلات وعلى الفور تم عمل تحريات مكثفة على مستوى عال من الدقة لحل اللغز ونجحوا في اكتشافه خلال 6 ساعات فقط حيث وقعت المفاجأة على رأس العروس وزوجها كالصاعقة عندما كشف لهما رجال المباحث عن شخصية المتهم بخطف الرضيع من جوار أمه تجمدت نظراتهما وكادت العروس أن تقع مغشياً عليها من هول المفاجأة حيث المتهم والدتها جدة الرضيع التي كانت تبيت معها في نفس الوقت واستغلت أن ابنتها تغط في نوم عميق وتسللت بخفة في الصباح الباكر، وحملت الرضيع وفرت هاربة.

انطلقت اعترافات الجدة أمام العميد حازم الديربي، مفتش المباحث الذي ترأس فريق البحث حيث الكلمات تخرج من بين ثنايا فمها وكأنها جمرات نار تفتت أضلع ابنتها العروس عندما عللت جريمتها نظرًا لمرورها بضائقة مالية وكثرة الديون فقررت خطف الرضيع وبيعه لإحدى السيدات دون تحديد مبلغ معين قائلة لها "عايز الحلاوة".

تم تحرير محضر بالواقعة وأحالها العميد علي الصاوي مأمور قسم شرطة روض الفرج إلى النيابة التي تولت التحقيق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة