صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مؤكدين أنه يتحكم في انتشار السلاح النووي ويمنع وصوله للإرهابيين..

خبراء: فرص استفادة مصر من بنك اليورانيوم بكازاخستان كبيرة لتشغيل محطة الضبعة

وردة الحسيني

السبت، 02 سبتمبر 2017 - 11:53 ص

سيظل السلاح النووي وفرص الحصول عليه خاصة من جانب الكيانات الإرهابية، هاجس خطير يؤرق المجتمع الدولي، لما لذلك من خطر يهدد السلم والأمن العالمي، وفي إطار التعامل مع هذا الملف بادرت كازاخستان من خلال رئيسها نور سلطان نازرباييف، باقتراح لإنشاء بنك لليورانيوم منخفض التخصيب، خاصة وأن كازاخستان من أكبر منتجي اليورانيوم بالعالم، وهو ما تم بالفعل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما جعله الأول من نوعه عالميا.
وللبنك أهمية بالغة لضمان عدم انتشار اليورانيوم المخصب لأيدي  الجماعات الإرهابية، حيث يتم التعامل فيه بين الحكومات التي تسلمه لبعضها البعض، وأيضا لتشغيل المفاعلات النووية المستخدمة في توليد الطاقة والأغراض السلمية للدول الأعضاء في معاهدة منع الانتشار النووي ومنها مصر التي تتخذ خطوات جديه لإنشاء مفاعلها في منطقه الضبعة.
بلغت تكلفة إنشاء البنك الذي دشن في مدينة أوسكمين جورسك بشرق كازاخستان، إلى 150 مليون دولار، حيث يساهم الاتحاد الأوروبي بحوالي 25 مليون يورو، والكويت 10 ملايين دولار، والنرويج 5 ملايين دولار، والإمارات العربية المتحدة 10 ملايين دولار،و الولايات المتحدة 49 مليون دولار، ومبادرة التهديد النووي 50 مليون دولار، و كازاخستان 40 مليون دولار، بالإضافة إلى مصاريف احتضان ومتابعة  البنك في أراضيها.


"رابع ترسانة نووية"
ومن المعروف أن رئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف، له مبادرات عده للتخلص من الأسلحة النووية بالعالم منها مشروع "أتوم" الذي يهدف إلى جمع توقيعات من مختلف نشطاء العالم والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني المدافع عن مكافحه الانتشار النووي والشخصيات الحاصلة على جوائز نوبل بهدف الضغط على الدول النووية للتخلص من مخزونها النووي وتم حتى الآن جمع 300 ألف توقيع.
وتحتفل كازاخستان كل عام في 29 أغسطس، بيوم مكافحة الانتشار النووي وهو اليوم الذي قررت فيه التخلص من المخزون النووي الذي ورثته عن  الاتحاد السوفيتي السابق، بعد الاستقلال عام 1992 بعدما كانت تمتلك رابع  اكبر ترسانة نووية على المستوى العالمي.
وتواكب تدشين هذا البنك، مع الاحتفال بيوم الأمم المتحدة لمكافحة التجارب  النووية وذكرى تخلي كازاخستان عن السلاح النووي ومؤتمر "باجواش" حول المخاطر النووية الجديدة والذي عقد في أستانا، بمشاركة مئات من العلماء  وخبراء عدم الانتشار النووي ونزع السلاح من جميع أنحاء العالم.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بالتزامن مع تزايد الإحباط في السنوات الأخيرة، في أوساط الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب التقدم البطء في مجال نزع السلاح النووي وتنامي القلق العالمي حول العواقب الإنسانية الكارثية الناجمة عن استخدام الأسلحة النووية، ولذلك قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تعقد في موعد أقصاه عام 2018، مؤتمرا دوليا رفيع المستوى للأمم المتحدة يناقش قضايا نزع السلاح النووي لتحقيق التقدم على أرض الواقع في هذه المجال.


"أكبر منتج لليورانيوم"                                                   
وبمناسبة تدشين البنك تم تنظيم زيارة لوفد إعلامي كبير من 22 دولة، منها مصر والأردن وماليزيا وأمريكا والسويد والنمسا والهند وجنوب أفريقيا وبيلاروسيا، وذلك قبيل افتتاح البنك رسميا بساعات، واللافت أن من قام بالشرح في ذات المكان الذي أقيم فيه أحد المفاعلات السوفيتية القديمة خبيرة روسية تعمل في ذات المكان منذ 50 عاما في فتره الاتحاد السوفيتي السابق، والتي سردت من خلال المتحف الملحق بالمكان المعاناة من الآثار الخطيرة للتجارب النووية في الماضي، مشيدة بأهمية دور البنك في الوصول إلى عنصر الأمان النووي. 
وقالت إن كازاخستان ذاقت الكثير من مرارة  تجارب الاتحاد السوفيتي النووية وكان بها ضحايا وتلوث إشعاعي، كما أن آلاف الأطفال قد ولدوا مشوهين بسبب الإشعاع النووي، مشيرة إلى انه على مدار أربعة عقود، شهدت المنطقة أكثر من 450 اختبارا نوويا، كما سقط آلاف الضحايا جراء التجارب النووية التي أجراها الاتحاد السوفيتي خلال نصف قرن.
وقامت الخبيرة الروسية، باستعراض تاريخ بلادها في مجال السلاح النووي وبدء تطوير هذه التكنولوجيا، مؤكدة على أهمية بنك اليورانيوم منخفض التخصيب على المستوى الدولي، وأن إنشائه كان القرار الصحيح بعدم انتشار السلاح النووي وعدم الحاجة للقيام بتخصيب اليورانيوم والحصول عليه مباشره من البنك بما يساهم في تحقيق الاستقرار العالمي.
ومن جانبه قال الكسندر خودانوف مدير المبيعات ورئيس المجلس التنفيذي بالإنابة للبنك، إن 15 بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد زارت البنك خلال مرحلة الإنشاء للتأكد من عنصر السلامة وفقا للاتفاقية الموقعة عام 2015 بين مدير عام الوكالة ووزير خارجية كازاخستان . 
وأضاف أن المبنى تم تأسيسه وفق معايير السلامة ونظام الأمن في كازاخستان والوكالة الدولية ويخضع للإشراف الكامل للوكالة، ومحاط  بنظام أمني إضافي. 
وأضاف مارك باسيت المدير التنفيذي للبنك والمسئول بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن هناك إمكانيات كبيرة لاستفادة مصر من هذا البنك فهي عضو في معاهدة منع الانتشار النووي ولديها الرغبة في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية.


"دور البنك وأهدافه"
وتتضمن أنشطة بنك اليورانيوم منخفض التخصيب، شراء اليورانيوم وضمان عمله للعشر سنوات الأولى، ومهمته تتركز في تزويد الدول المهتمة بمصدر موثوق به من الوقود لمحطات الطاقة النووية الخاصة، حيث سيتم تخزين  اليورانيوم الخام المستخدم في تصنيع الوقود النووي والقنابل الذرية وفق جميع المعايير الصحية والبيئية والأمنية.
وقال تيري وود مسئول الوكالة التنفيذي عن مشروع بنك اليورانيوم منخفض التخصيب في أستانا، إن اليورانيوم المنخفض التخصيب ليس نفايات نووية، لذلك يمكن تخزينه والتعامل معه وإدارته بشكل آمن جداً ولفترة طويلة من الزمن.
وأضاف أن اليورانيوم منخفض التخصيب هو العنصر الرئيسي اللازم لتصنيع الوقود النووي، مؤكدا سلامة الاسطوانات المستخدمة لتخزين اليورانيوم منخفض التخصيب.
ويعتبر بنك وكالة الطاقة الذرية لليورانيوم منخفض التخصيب، هو الاحتياطي لما يصل إلى 90 طن متري من اليورانيوم لصنع وقود مفاعل الماء الخفيف النموذجي وهو النوع الأكثر استخداماً على نطاق واسع لمفاعلات الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم، حيث يمكن لهذا المفاعل تشغيل مدينة كبيرة لمدة ثلاث سنوات.
وسيتاح للدول الأعضاء في الوكالة السحب من اليورانيوم منخفض التخصيب بأسعار السوق إذا اضطربت إمدادات الوقود لإحدى المحطات النووية بسبب ظروف استثنائية  وتوفير إمدادات مضمونة من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الذرية، لصالح التنمية السلمية للطاقة النووية وتعزيز السلامة النووية العالمية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة